انتظرت الجماهير المغربية من المباراة الودية لمنتخبها الكروي امام منتخب هولندا في الملعب السحري لمدينة أرنهم، أداءً يعيد الثقة التي اهتزت بعد العثرة امام منتخب توغو في تصفيات كأس الامم الافريقية لعام 2000... وقد اهداها "الاسود" العرض الرائع والنتيجة المبهرة التي لم تكن تخطر ببال احد، حيث تمكنوا من رسم فوز كبير 2-1 أكد جدارتهم وكرّس الصورة الممتازة التي خلّفوها في ذاكرة العالم بعد المونديال الفرنسي الاخير. وقد حضر اللقاء 24 ألف متفرج منهم 7 آلاف مغربي. ولا يقلل من الفوز المغربي في شيء خلو صفوف منتخب هولندا من نجومه الكبار، من المدافع ياب ستام نجم نادي مانشستر يونايتد الى دينيس بيرغكامب مهاجم ارسنال ورايتسيغر وفرانك ورونالد دي بور وفيليب كوكو وزيندن نجوم برشلونة وادغار دافيدز نجم يوفنتوس. وضم المنتخب نجوماً آخرين كباراً كالحارس فان در سار مروراً بسيدورف نجم ريال مدريد، واوفرمارس نجم الارسنال وفينتر لاعب انتر ميلان، وانتهاء بنخبة كبيرة من اللاعبين الذين اهدوا فيينورد لقب الدوري الهولندي للمرة الرابعة عشرة وجلهم مرصود من طرف أكبر الأندية الاوروبية… وقدم اسود الاطلسي مباراة كبيرة كان فيها التوازن موجوداً بين الخطوط الثلاثة، وفرض نفسه التميز الفني في شكل التمرير وقوالب المراوغة والذكاء الكبير في السيطرة على الخصم. وباستثناء الدقائق الاولى، كان المنتخب المغربي هو الافضل اداء وانتشاراً على طول اللقاء، وتمكن بفضل اداء جماعي مميز من كبح جماح مضيفه الذي اعتمد كالعادة اسلوب الضغط الجماعي لارباك التنظيم المغربي الجيد. وكانت اول فرصة للتهديف في المباراة من امضاء صلاح الدين بصير الذي سدد بقوة ورد له القائم كرته. وحاول منتخب المغرب عبر التحضير السريع للكرة بين خطي الدفاع والوسط، وايجاد فرص للتمرير في العمق لكسر الدفاع، الا انه لم يتمكن من ذلك نتيجة التدخلات القوية والتموضع الجيد للحارس فان در سار. وفيما لجأ المدرب الهولندي فرانك رايكارد مع بداية الشوط الثاني الى انعاش الجهة اليسرى من هجومه باحلال فان فوسن مكان اوفرمارس ليعطي ذلك امتيازاً ملحوظاً للبرتقالة الهولندية، فإن منتخب المغرب فاجأ الجميع بسلسلة من المرتدات المبنية بنفس النسق "التكتيكي" الذي اعتمده في مونديال فرنسا، وسجل هدفين في اقل من عشر دقائق. الهدف الاول حمل توقيع يوسف شيبو رجل الوسط في الدقيقة التاسعة والخمسين، بعد ان تسلل حجي بكرته من الجهة اليسرى ليحولها رأساً الى الجهة اليمنى لعادل رمزي الذي دفعها برأسه نحو شيبو المندفع. والهدف الثاني كان من امضاء الهداف الكبير صلاح الدين بصير في الدقيقة الثامنة والستين، بعد ان هيأ له مصطفى حجي الكرة برأسه لينفرد بها ويرسلها زاحفة على يسار الحارس فان در سار. وتمكن المنتخب الهولندي في الدقيقة التسعين من تقليص الفارق بهدف جميل من توقيع هداف الدوري الهولندي فان نيستلروي بستة وعشرين هدفاً اثر تمريرة من فان هينتوم. وقال رايكارد في نهاية اللقاء: "كان المغاربة أفضل وأسرع وأكثر تصميماً وقد خاب ظني فعلاً". اما مدرب المغرب هنري ميشال فقال: "انا مسرور جداً للنتيجة وأنوه بأداء خط الدفاع". مثل هولندا: فان در سار - فونديرين وكونترمان وغاستل وهينتوم وسيدورف مولدر وادريس بوستة فينتر وبرونكهورست ومولز ونيستلروي واوفرمارس فان فوسن. مثل المغرب: خالد فوهامي - لحسن ابراهمي وروسي والنيبت والحضريوي ورمزي جمال السلامي والخيج وشيبو سيبا وحجي وبصير زروالي وحدا.