"المرأة من أجمل مخلوقات الله على الأرض، فلا بد من الاهتمام بها وتطويع ما يمكن تطويعه لإظهار جمالها". هكذا بدأت مصممة الأزياء المصرية نيفين رأفت حديثها الى "الحياة". تستخدم رأفت خامات غير مألوفة في أزيائها، كالخشب والنحاس والصاج... وتقول: "وهبنا الله طبيعة مملوءة بالجمال، وعين الفنان وحدها قادرة على استخلاص ما يمكن أن يخدم الإنسان. ويستوحي مصممو الأزياء العالميون من الطبيعة بصفة دائمة، فهم يستخدمون الريش وجلود الحيوانات والشعر الاصطناعي، بالإضافة إلى الأخشاب والمعادن. فعلى سبيل المثال، مصمم الأزياء باكو رابان طوّع الصاج لخدمة المرأة صانعاً منه الفستان والحذاء". وتستطرد رأفت قائلة: "مازلنا في مصر مقيدين، لا نبحث عن التجديد، وأنا ألقي اللوم على المرأة المصرية، لأنها مازالت خائفة من التخلي عن تنورتها وقيمصها التقليديين. فهي تفقد وقارها إذا خلعتهما، وانا بدوري احاول اقناعها وأجد لها البديل الذي تحافظ به على احتشامها، والذي يضيف اليها في الوقت ذاته شيئاً من الاناقة والانوثة". وتمزج تصميمات نيفين رأفت القديم والحديث. فهي تستوحي من العصور الماضية، وتقدم الازياء الملكية في اطار حديث، أو ازياء مستوحاة من قصة سندريللا، وتعيد انوثة الى أزياء المرأة من خلال الملابس الملاصقة للجسم من اعلى مع الاتساع في التنورة او البنطلون. وهي تولي الاعمال اليدوية أهمية كبيرة، فتستوحي من فن "الخيامية" صناعة اقمشة الخيام يدوياً، مع استخدام الاحجار الكريمة مثل الفيروز والكهرمان والزركون، بالاضافة الى استخدام الخيوط الحريرية، وخيوط الخوشخان، وهي خيوط من السلك المفرغ المطلي بماء الذهب او الفضة. ولأن جسم المرأة المصرية والعربية عموماً ذو مواصفات تختلف عن الاوروبية، تقول رأفت إنها تحاول في أزيائها أن تظهر جمال الجسم، حتى لو كانت المرأة بدينة، "وفي هذه الحالة، أقوّم الجسم عن طريق استخدام الباغ والصاج وغيره من المواد الصلبة في كورساج تحت الفستان او التايير، لكي اخفي المناطق البارزة". وهي تنصح المرأة التي تميل الى البدانة باستخدام ما يناسب قوامها، مع الابتعاد عن الألوان الفاتحة قدر الإمكان، "فهي سلاح ذو حدين، من الممكن ان يخفي او يبرز عيوب الجسم". كما تنصحها بالابتعاد عن موديلات "البليسيه" والمكشكش. وباستعمال "الكورساج"، خصوصاً في السهرات والمناسبات، "فهو بالإضافة الى اخفاء عيوب الجسم يحمي جسم المرأة من الترهل". وتحلم رأفت من خلال عملها أن تجعل من المرأة اميرة او ملكة متوجة، حتى ولو لمدة ساعة، سواء في فستان الفرح أو في فستان السهرة أو حتى من خلال قميص النوم. وعن سبب ابتعاد عالم الازياء المصري عن العالمية، تقول: "العمل الجديد والجيد يفرض نفسه، لكن عدم وصولنا للعالمية يرجع إلى طبيعة المرأة العربية عموماً، فهي مازالت مقيدة في أزيائها بعادات اجتماعية، بالاضافة الى طبيعة قوامها التي تتطلب ازياء خاصة، اضف الى ذلك ضعف الامكانات المادية التي تعد اكبر عائق أمام أي مبدع". وعن موضة ربيع وصيف 1999، تقول: "انصح المرأة العاملة بالتايير سواء مع التنورة او البنطلون، وتنورة هذا العام طويلة وواسعة. اما الألوان السائدة فهي كل الألوان التي توحي بالحياة والطبيعة. وللمساء والسهرة، يتربع الابيض والاسود على عرش الموضة، ويفضل الفستان الملاصق للجسم، ويتسع كلما نزلنا لأسفل، والأطوال تلامس الارض".