قال وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين ان الحظر الدولي على العراق "لم يعد يتماشى وأي ضرورة استراتيجية ولا يؤدي إلا الى معاناة الشعب العراقي". وأكد رداً على سؤال لپ"الحياة" ان "لا نية لدى فرنسا للقيام بمبادرة او وساطة بين الامارات وإيران" لتسوية النزاع بينهما على الجزر الاماراتيةالمحتلة. وركزت المحادثات التي اجراها فيدرين في أبو ظبي امس مع رئيس دولة الامارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وكبار المسؤولين الاماراتيين على قضية الاحتلال الايراني للجزر الاماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى والمناورات العسكرية الايرانية في الخليج، والوضع في العراق والشرق الأوسط. وفي ختام محادثاته في ابو ظبي اكد فيدرين خلال مؤتمر صحافي ان الشيخ زايد حدثه مطولاً عن موضوع الجزر. وقال رداً على سؤال لپ"الحياة" ان فرنسا ستجري اتصالات مع اصدقائها وشركائها ومستعدة لأي مساع حميدة أو دور مفيد لتسوية قضية الجزر. وأعرب عن أسفه لاستمرار التوتر الذي تصاعد اخيراً، واصفاً المناورات العسكرية الايرانية في الخليج بأنها "جزء من التوتر الذي نأسف له" خصوصاً عندما يتصاعد ليبلغ ذروته. وكرر الوزير موقف بلاده من قضية الجزر الثلاث وقال: "نشجع حلاً سلمياً من خلال محادثات ثنائية او احالة الموضوع على محكمة العدل الدولية". وزاد ان محادثاته مع الشيخ زايد تناولت الوضع في العراق وجدد اهتمام فرنسا بايجاد حلول سياسية وتأمين سلامة اراضي العراق وسيادته. وفي اشارة الى الضربات العسكرية الاميركية - البريطانية اعتبر فيدرين ان "التطورات العسكرية الاخيرة لا تخدم هذه الاهداف"، ولفت الى تقديم بلاده افكاراً لمجلس الأمن "تأخذ في الاعتبار الاحتياجات الامنية الاقليمية، وترتكز الى منظومة لمراقبة تطوير الأسلحة العراقية، ومراقبة العائدات المالية للعراق من النفط، لعدم استخدامها في التسلح مجدداً". وذكر ان من شأن هذه الافكار رفع الحظر الذي "لم يعد يتماشى وأي ضرورة استراتيجية ولا يؤدي الا الى معاناة الشعب العراقي". وتابع ان الحوار الفرنسي - الاميركي حول هذه الافكار مستمر في شكل "مثير ولا نريد بتها وحدنا ولا بد ان تنبع من جميع الشركاء في مجلس الأمن". ونبه الى ان عمليات القصف الاخيرة للعراق "لا تخدم الاهداف التي نبتغيها، ولا بد من وضع آليات جديدة للمراقبة في العراق، اذ لم يعد ممكناً الارتكاز الى الاجهزة السابقة". وذكر وزير الخارجية الفرنسي ان محادثاته في ابو ظبي تناولت ايضاً قضية الشرق الأوسط وضرورة استئناف مسيرة السلام في المنطقة. ورأى ان اعلان الدولة الفلسطينية المستقلة في 4 أيار مايو المقبل "حق للسلطة الفلسطينية لكننا فهمنا ان السلطة تريد ان يكون اعلان الدولة في وقت يخدم مصالحها ويؤدي الى نتائج ايجابية". وشدد على ان "الوضع الأمثل ان يقترن اعلان الدولة باطار اتفاق يسمح باستئناف المفاوضات". وانتقل فيدرين الى قطر، وكان اجتمع خلال زيارته للامارات والتي استمرت يومين مع نائب رئيس الوزراء الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ورئيس الاركان الفريق الركن الطيار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ووزير الخارجية راشد عبدالله النعيمي. وألغي في اللحظات الاخيرة اجتماع كان مقرراً مع الشيخ خليفة بن زايد ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بسبب مغادرة الاخير الى البحرين.