تقام في مدينة سوسة الساحل التونسي الدورة الرابعة لملتقى المبدعات العربيات ما بين 22 و25 نيسان ابريل بحضور العديد من المخرجات والعاملات في ميدان الصورة السينمائية او التلفزية. الأسئلة المطروحة للبحث عديدة وشائكة والهدف إستجلاء الصورة بين الإحتواء والإستفهام. في ما يلي عرض للبرنامج. من العناصر التي تتميز بها النتاجات السينمائية التونسية عن مثيلاتها العربية وكذلك حوض المتوسط اذا استثنينا إيطالياوفرنسا وإسبانيا، علاوة عن البحث الدائم عن صيغ تعبيرية جديدة وإن لم تكن كلها صائبة، هناك عنصر المرأة سواء كانت في منزلة الفاعل الذي يدفع بالأمور نحو هدف ما أو موضوع الفعل المتأثر والمعبّر عن هذا الهدف ... وهو ما نراه في جميع الأفلام التونسية الى حد ان هذا الموضوع اصبح سمة اساسية من سمات التعبير الفني التونسي ولا غرابة في ان يكون الامر على هذا النحو لا سيما وأن تونس تمثل هذا اليوم، البلد العربي الوحيد الذي سنّ باقة من القوانين، لا تحمي المرأة فقط من النظرة الدونية التي اختزنها تجاهها المجتمع بل تؤمّن لها من الحقوق والرعاية مما قد يجعل الرجل التونسي يطالب هو الآخر بحمايته. وقد وجدت الحكومة التونسية في هذا المنحى الطبيعي للسينما التونسية التعبير الحسّي والملموس لتصوراتها الإجتماعية والثقافية مما جعلها ترعى هذه السينما وتدعمها، تعرضها في المحافل الدولية وتتباهى بما تنجزه من افلام تعرض لهذه الرؤية الحديثة والمعاصرة لدور المرأة التونسية وفعلها. فمن بورقيبه الى بن علي، يبقى خط الدفاع عن المرأة التونسية خطاً لا يختلف حوله اثنان مهما كانت مشاربها الإيديولوجية والسياسية، وهو ما بيّنه الرئيس بن علي غداة السابع من تشرين الثاني نوفمبر 1987 حينما قال في خطابه: "ان مجلة الأحوال الشخصية مكسب حضاري نحن أوفياء له وملتزمون به، نعتز ونفاخر به، فلا تراجع في ما حققته تونس لفائدة المرأة والأسرة ولا تفريط فيه" 19/3/1988، إلى حد أن مسألة المرأة اصبحت في تونس الميزان الذي يقاس به كل اصلاح اجتماعي وكل نزعة ديموقراطية وكل عملية تحديث للمرء والمجتمع. وحينما يدعو ملتقى المبدعات العربية لدورته الرابعة والتي تلتئم ضمن فاعليات مهرجان سوسة الساحل التونسي بين 22 و25 نيسان 1999، فهو ينفي ان تكون مبادرته في صف المفهوم "النسوي" او البحث عن "خصوصية أدبية ومعرفية مفتعلة" وإنما تسليط الضوء على "متراكم التجارب المعرفة مدى حضور المرأة في الكتابة والإبداع الفني والإنتاج الفكري وللتوقف عند معوقات سالفة وحادثة". هذ الخط العام هو الذي سيّر أعمال الدورات الثلاثة الأولى لهذا الملتقى والتي كانت عن شعر المرأة حول "أنا المرأة /الآخر الرجل" والثاني حول "جماليات الصورة في الإبداع النسائي العربي، المرأة واصفة /المرأة موصوفة"، ثم "رواية المرأة العربية" ... ويأتي محور هذه السنة ليؤكد على هذا المفهوم ولكن في ميدان الصورة السينمائية والتلفزية بعنوان "حول الكاميرا والمرأة العربية: الرهانات، الإشكالات، الحدود". وتبرر هيئة الملتقى اختيار هذا المحور بقولها: "هذه الحركة السينمائية، رغم انها في بداياتها ورغم انها محدودة الانتشار، لهي دليل على رغبة حقيقية عند المرأة لنتخذ بالصورة اداة تعبير عن وعيها بذاتها وعن كفاءتها في قيامها على شؤونها بنفسها ويمكن القول ان المرأة، باعتمادها السينما والصورة عامة كوسيلة تملك لأول مرة اداة نفاذ ونفوذ جماهيرية نظراً للتأثير المنقطع النظير تكتسيه الصورة وخصوصاً بتعدد القنوات التلفزية العربية سواء كانت "فضائية او رقمية ...". لذلك، رأت الهيئة القائمة على الملتقى دراسة الفرضيات التالية: معالجة المرأة للكاميرا: هل هو نفاذ او نفوذ؟ سينما المرأة، سينما الرجل: تكامل /تنافر الهالات الاسطورية في تشكيل صورة المرأة او المرأة مصوّرة: تجاوز للسائد من القيم وذلك اضافة الى المواضيع المعهودة من نوع التعامل مع جهود المرأة، الرقابة والرقابة الذاتية او قيم التنميط والتسطيح في الانتاج الدرامي التلفزي. وان اعتذرت بعض المخرجات عن عدم حضور هذا الملتقى ومن بينهن المصرية عطيات الابنودي اخر افلامها وثائقي بعنوان: "ايام الديموقراطية" والجزائرية المقيمة في فرنسا يمينة بن غيفي آخر انجازاتها فيلم وثائقي عن تاريخ العمال المهاجرين في فرنسا او الفلسطينية مي المصري التي تعمل بالتعاون الدائم مع زوجها جان شمعون وسبب عدم الحضور مردّه تضارب المواعيد مع اشغال لهن اخرى. فان عديد المخرجات والمخرجين سيحضرون هذا الملتقى نذكر من بينهم المصرية ايناس الدغيدي واللبنانية رندة الشهّال والعراقية ابتسام عبدالله والإماراتية ظبية خميس والفلسطينية نورا مرقس اضافة الى التونسيين والتونسيات من بينهم كلثوم برناز ومفيدة التلاتلي وهيلان كاتزاراس وجليلة بكار والنوري بوزيد وفريد بوغديد والطاهر الشريعة وغيرهم كثير. ويتوقع ان يكون لهذا الملتقى التأثير الإعلامي الكبير، إذ دعت له الهيئة المنظمة اكثر من عشرين صحافياً وصحافية من جميع أرجاء الوطن العربي. * انتظم يوم الاثنين 15 اذار مارس في مقر مركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة الكريديف بتونس العاصمة لقاء حول "الكتابات النسائية" بمناسبة مئوية المصلح التونسي الطاهر الحداد صاحب مؤلف "إمرأتنا في الشريعة والمجتمع" الذي اثار زوبعة في الثلاثينات وتم بهذه المناسبة الإعلان عن جوائز لأحسن الكتابات النسائية التونسية الصادرة لعام 1998 وهي: - افضل عمل أدبي باللغة الفرنسية لسعاد قلوز عن رواية "مريم او موعد بيروت". - افضل عمل باللغة العربية لفضيلة الشابي عن ديوان "مياه نسبية". - افضل بحث باللغة الفرنسية لآمنة بن ميلاد عن "هل للنساء التونسيات تاريخ؟". - جائزة لجنة التحكيم لفاطمة بشر جلولي عن "المسرح البلدي في تونس".