أفادت مصادر سعودية مسؤولة في جدة ان "سياسة المملكة العربية السعودية ثابتة في استقبال الحجاج، ولن تمنع احداً بلغ الاراضي السعودية من اداء المناسك". واكدت مصادر اخرى ل "الحياة"، في الرياض، أن الولاياتالمتحدة طالبت السعودية برفض قبول دخول الطائرة العراقية الى الاجواء السعودية، بحجة خرقها الحظر الجوي. لكن الرياض رفضت هذا الطلب، واستقبلت الطائرتين العراقيتين، وستستقبل اي طائرة أخرى طالما ان ركابها حجاج". وشددت على ان "السعودية تفرق بين رعايتها شؤون الحجاج وبين القضايا السياسية الأخرى، ولم تمنع أي قاصد للأماكن المقدسة على أراضيها حتى في أشد مراحل الخلاف السياسي معه". ومن غير المعروف ما اذا كانت طائرة عراقية ثالثة ستخرق الحظر مرة أخرى اليوم لنقل حجاج الى السعودية، كما اعلن مسؤول عراقي، خصوصاً بعدما رددت اوساط ديبلوماسية في السعودية ان الولاياتالمتحدة ستتخذ اجراء يمنع أي خرق جديد للحظر الجوي. لكن المصادر السعودية تؤكد ان "هذا شأن بين العراق من جهة والأممالمتحدةوالولاياتالمتحدة من جهة أخرى، ونحن لا نتعاطى هذا الشأن الا اذا دخلت الطائرة اجواءنا، واصبحت العناية بها من مسؤولياتنا، عندها نؤكد اننا لن نرد طائرة حجاج ابدا". ويلاحظ ان السعودية تقدم للعراقيين ميزة لا يحظى بها غيرهم، وهي الحصول على تأشيرات دخول من المنافذ السعودية للقادمين برا، ومن المطارات للطائرتين اللتين وصلتا الى السعودية خلال اليومين الماضيين، في وقت يلزم بقية الحجاج الحصول على تأشيرات دخول من ممثليات السعودية في الخارج قبل التوجه الى المنافذ الحدودية. وأفادت المصادر التي تحدثت الى "الحياة" في جدة ان عدد العراقيين الذين وصلوا الأراضي السعودية حتى صباح امس الاربعاء تجاوز ثلاثة آلاف حاج جاء اكثر من 300 منهم بالطائرات بعدما خرقت طائرتان عراقيتان الحظر المفروض على العراق منذ حرب الخليج الثانية. واكدت في اشارة الى الاسرى السعوديين الذين يحتجزهم النظام العراقي: "نحن لم نقايض الحجاج العراقيين الذين اقلتهم الطائرات العراقية الى مطار الملك عبدالعزيز بالاسرى السعوديين" ووصفت الخرق العراقي للحظر الجوي المفروض عليه بأنه شأن عراقي مع الأممالمتحدة. وكانت طائرة عراقية من طراز "اليوشن 76" أقلعت من مطار الرشيد العسكري كررت خرق الحظر امس للمرة الثانية في يومين، وحطت في مطار الملك عبدالعزيز الدولي عند الساعة 3.10 بعد الظهر بتوقيت السعودية وهي تقل 115 حاجاً عراقياً بينهم معاقون و37 امرأة، يصل متوسط اعمارهم بين 45 و 50 عاماً، واستغرقت عملية استقبالهم نحو اربع ساعات وقدمت لهم السلطات الصحية في المطار الذي تستقبل فيه السعودية رحلات الحجاج بعض العناية الطبية ومضادات للامراض المعدية. وذكرت مصادر في مطار الملك عبدالعزيز الدولي ل"الحياة" ان الطائرة غادرت الاراضي السعودية بعد ساعات من نقلها الحجاج. وبدا الحجاج العراقيون بصحة جيدة ورفضوا الحديث عن قيمة الدعم الذي حصلوا عليه من الحكومة العراقية لتمكينهم من اداء مناسك الحج. ولقي حجاج الرحلة الاولى من العراقيين استقبالاً سعودياً "من دون تمييز"، وهو ما اعتادت عليه الجهات المناط بها خدمة الحجاج في المطار عند استقبال اول فوج من كل جنسية تفد بهدف الحج. الى ذلك اف ب، رويترز اعلن المدير العام لشركة الخطوط الجوية العراقية ربيع محمد صالح ان الشركة تنوي ارسال طائرة ثالثة واخيرة الى السعودية اليوم لنقل الحجاج الذين لا يستطيعون تحمل مشقة السفر بالطريق البري البالغ طوله الفي كيلومتر. واعرب عن "الشكر والتقدير للسلطات الاردنية والسعودية" على الرحلة الاولى مؤكداً "ان الرحلة كانت طبيعية" ومن دون اي مشاكل. وأوضح ان العراق لم يطلب تصريحاً مسبقاً من لجنة العقوبات للسماح بتسيير هذه الرحلات، لأن الولاياتالمتحدة كانت ستعطل أي طلب تتقدم به بغداد. ورفض مجلس الامن طلبات عراقية سابقة باستخدام طائرات مدنية لنقل الحجاج العراقيين. ونقلت صحيفة "الجمهورية" العراقية أمس عن مصادر رسمية قولها ان الطائرة عبرت المجال الجوي الاردني قبل ان تهبط في جدة. واضافت ان "السلطات السعودية اعطت الموافقات الاصولية للدخول" عندما اقتربت الطائرة من الاجواء السعودية وسمحت لها بالهبوط، ثم توجه الحجاج برا الى مكة. وفي السياق نفسه، أعلن مسؤول في وزارة الثقافة والاعلام العراقية ان نحو 18 ألف عراقي توجهوا أمس الى نقطة عرعر على الحدود مع السعودية لأداء فريضة الحج هذا العام، واتهم لجنة العقوبات التابعة للأمم المتحدة باتباع سياسة المماطلة وتعطيل خطة تمويل رحلة الحج، وطلب السماح بسحب الفي دولار لكل حاج من عائدات برنامج "النفط للغذاء". وذكر ان بغداد متمسكة بطلبها مع ادراكها بأن اثارة مسألة الطرف الثالث لا تهدف سوى الى منع العراقيين من اداء فريضة الحج. ونفت مصادر سعودية مسؤولة في مركز عرعر وجود "حشود" من الحجاج على الجانب العراقي من الحدود. وقالت ان لا مؤشرات الى ذلك، مؤكدة ان عدد الحجاج الذين عبروا الحدود امس لم يتعد ال 500.