غيب الموت الزعيم النقابي التونسي حبيب عاشور 86 سنة مساء اول من امس، بعد صراع طويل مع المرض. وكان عاشور ترك قيادة "الاتحاد العام التونسي للشغل" بعد خروجه من السجن عام 1987 في اعقاب عزل الرئيس السابق الحبيب بورقيبة، وتفرغ لكتابة مذكراته عن مشاركته في الحركتين الوطنية والنقابية، منذ انشاء الاتحاد العام للعمال عام 1946 والذي كان احد مؤسسيه تحت قيادة فرحات حشاد الذي اغتالته منظمة فرنسية متطرفة بعد اربع سنوات على تأسيس الاتحاد. واستطاع عاشور ان يسيطر على الاتحاد بعد الاستقلال مما جعل بورقيبة يختاره عضواً في المكتب السياسي لپ"الحزب الاشتراكي الدستوري" الحاكم لكنه ابعده عن قيادة النقابات بانقلاب ابيض في 1965 وادخله السجن بسبب معارضته سياسة تعميم التعاونيات التي فرضها وزير الاقتصاد في الستينات احمد بن صالح. وعلى رغم قبول بورقيبة عودة عاشور الى زعامة اتحاد العمال بعد السقوط المدوي لبن صالح مطلع السبعينات، لكن "الحرب" بين الرجلين ظلت تحت الرماد الى ان طفت الى السطح مع الازمة بين الحكومة والنقابات عام 1977، والتي حملت الاتحاد على تنفيذ اضراب عام مطلع العام التالي، انتهى بسجن عاشور وقيادات الحركة النقابية.