باريس - أ ب - اذا كنت ممن يبحثون عن أزياء الرجال في الالفية الجديدة، او اذا كنت ممن يحاولون تصوّر ما ستكون عليه هذه الأزياء في الألفية المقبلة، فالأفضل لك ان تنسى او تتجاهل ما ارتداه أبطال المسلسل "ستار تريك"، او الأزياء المستقبلية. ما عرض من أزياء رجالية لخريف وشتاء العام الفين ركز على الراحة، اي على السروال الواسع عند الكاحل، وعلى السترة الجاكيت الطويلة جداً ذات الطية الضيقة عند الصدر. وعُرضت كنزات كثيرة وجميلة جداً مشغولة من صوف الكشمير او الموهير أو من أنسجة جديدة هي خليط مواد عدة. اما المعاطف او السترات الفرائية المقلنسة التي تشبه ما يرتديه أهل القطب الشمالي، او المعاطف العادية الطويلة فتصلح تماماً لشتاء العام 2000. وغلب اللون الرمادي الغامق او الفاتح واللون البني ولون الكاكي والأسود على باقي الألوان. لكن كثرة البياض او اللون العاجي أضفت جمالاً على الألوان الداكنة. وعرض ليونارد قمصان وربطات عنق زهرية اللون. اما سان لوران فقد عرض رداء من قطعة واحدة يشبه ما يرتديه المظلي بلون أزرق فضي، ما بدّد "الظلام" الذي أشاعته الوان العروض الاخرى الى حد ما. ولم تخل المعروضات من الغريب غير المألوف، وبلغ القمة في معرض "كوم دي غارسون" الذي عرض فيه ري كواكوبو مجموعة من "الكوفيات" وبدت السراويل وكأنها تنانير تنتهي عند الكاحل وتُلبس مع جوارب فاقعة اللون ومع الخف الشبشب المصنوع من الموهير. وأبدع كواكوبو في التنانير الرجالية، وتفنن ونوّع منها. فقد كان منها ذو الثنيات، او التي تشبه التنانير الاسكتلندية الجبلية البيضاء اللون والتي تلبس فوق السراويل. وفاز عرض يوجي يماموتو بجائزة اللباس الطريف وكان المعروض عبارة عن لباس أسود من النوع الذي يريده الموسيقيون اي سترة طويلة سوداء ومعطف يتناسب معها على تنورة ذات ثنيات. وكان لبعض المعاطف النهارية المعروضة اذناب من النوع الذي يرتدى في السهرات وسترات مشغولة بالصنارة، طويلة على النمط النمساوي. وعرضت مؤسسة لانفان البسة غير رسمية من تصميم دومينيك مورلوتي حازت على الاعجاب وكانت من الموهير الرمادي الخفيف او الفاتح، والسترات الفرائية المقلنسة المشغولة بخيوط معدنية فضية وبالبولياميد. وغالباً ما كانت البذلات الرمادية المعروضة ذات سترات طويلة بثلاثة أزرار، وبسراويل عريضة الى حد ما ومتدلية حول الكاحل. وعُرضت كنزات بلوفرات ثقيلة مشغولة بالصنارة ومن خيوط مفتولة، مع كنزات خفيفة مصنوعة من الصوف او القطن الناعم او الفيسكوز. أما الألبسة الرياضية التي صمّمتها صونيا ريكييل، فقد كانت ممتازة وفي غاية الجمال والاتقان، وتناسب الراغب في الصيد والقنص. ويتكوّن الرداء النموذجي من سترة قصيرة ذات وجهين او سترة فرائية مقلنسة. وعرضت سراويل "العمل" وسراويل الجينز مع ثنية عريضة في اسفل ساق السروال، وكذلك اردية ذات وجهين، وسترات جلدية وكنزات مشغولة بالصنارة من الصوف الخفيف او صوف الكشمير او الصوف الثقيل وأوشحة مقلمة. اما كنزو، فعرض بعض الكنزات الثقيلة الممتازة التي تبدو مثل قماش التويد، والتي تلبس مع سراويل عليها رسوم مربعة من النوع الذي يرتديه جبليو اسكتلندا. كما عرض كنزات ذات ياقات ضيقة بألوان الارجواني والليلكي والأخضر الضارب الى الصفرة التي تخفّف من وقع الألوان الداكنة كما عُرضت سراويل وأحذية وبذلات جلدية بلون البندورة الطماطم. وكانت مجموعة ايف سان لوران، التي صمّمها الفرنسي هيدي سليمان، تشكيلة تتسم بالمهارة وتستند الى الألوان الداكنة والأبيض مع معاطف تشبه ما يرتديه البحارة، ومعاطف للوقاية من المطر من نسيج الكنفا، ومعاطف غامقة الألوان أنيقة. لكن القميص الحريري، الذي يمكن تحويله الى حجاب من التول الشفاف الذي يرتدى في السهرات، لا يمكن ان يُلبس الا في "الديسكو"، مثله في ذلك مثل السروال الأملس الخالي من الثنيات والذي يُلبس في السهرات من دون لباس يغطي الجزء الأعلى من الجسم. وتلفت المعروضات كافة الى ان الرجل في الوقت الحاضر يواجه خيارات لا حد لها في لباسه. وعرض الهولندي الكسندر فون سلوب، الذي يصمم ثياباً رصينة بصفاء بريء، الصوف والنيلون في قمصان وسترات تشبه القمصان، وأخرى مقلنسة فيها عدد كبير من الجيوب وذلك من ضمن مجموعته المسمّاة "اس او". اما المصمم الاسباني ارمان باسي، الذي استلهم حركة التركيبيين الفنية الروسية، التي راجت في الثلاثينات، فقد عرض معاطف طويلة زرقاء الى رمادية تشبه ما كان يرتديه الجنوبي السوفياتي مع حزام وسطي. وعُرضت مع هذه المعاطف قبعات تغطي جوانبها الاذنين، ما يتناسب مع شتاء سيبيريا. لكن مع هذا كله يبقى السؤال الذي لا جواب عليه يتردد على شفاه الناشطين في عالم الازياء وهو ما اذا كانت ربطات العنق الزاهية الألوان ستبقى "مزدهرة" في أفق الازياء الرجالية وعالمها. والجواب ايجابي مع كلمة طبعاً. فقد عرضت دور ازياء هيرميس وسان لوران ولانفان وديور، ودور اخرى عدة هذه الربطات بكميات كبيرة وبألوان عدة.