اعتبر مجلس التعاون لدول الخليج العربية ان "حكمة الملك حسين" و"واقعية نهجه السياسي" ساعدتا على ان يظل الأردن "في منأى عن الاحداث التي عصفت بالعالم العربي". وتمنى النجاح للعاهل الأردني الجديد الملك عبدالله بن الحسين. وأعرب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الشيخ جميل الحجيلان في بيان أصدرته الأمانة العامة للمجلس عن تأثره الشديد لوفاة الملك حسين بن طلال. وقال الحجيلان "ان ما تحلى به الملك الراحل من صفات الحكمة والشجاعة والصبر على المكاره والواقعية في نهجه السياسي، ساعد على ان يظل الأردن في منأى عن الاحداث التي عصفت بالعالم العربي خلال الخمسين عاماً الماضية وان يرسو به على سواحل الأمان، وعلى رغم محدودية موارد البلاد نهض بالأردن وحقق فيه مشاريع تنموية واقتصادية عدة". وأكد انه "لا جدال في ان العالم العربي فقد في غيابه زعيماً عربياً وقائداً وطنه في أشد الحاجة اليه". واعتبر الحجيلان ان "من المكاسب التي حققها الملك حسين، رحمه الله، لوطنه ذلك الاستقرار السياسي الداخلي الذي تدعمه مؤسسات دستورية نرجو ان تساهم في مساندة العهد الجديد وتأمين الرخاء لشعب الأردن الشقيق". وقال إن "دول مجلس التعاون وشعوبه التي آلمها فقدان هذا القائد العربي تسأل الله ان يتغمد الملك الراحل بواسع رحمته ورضوانه، وان يوفق بعونه الملك عبدالله بن الحسين ويهيئ للشعب الأردني كل أسباب الخير والاستقرار والسلام". القاهرة وخلت شوارع القاهرة وتابع ملايين المصريين مراسم جنازة الملك حسين وتشييعه الى مثواه الاخير، فيما غطى السواد الصحف الصادرة أمس والتي أشادت بالعاهل الراحل وثمنت مواقفه من أجل السلام وتمنت للملك الجديد النجاح في قيادة بلاده واستكمال مسيرة والده. وقال وزير الاعلام المصري صفوت الشريف ان الامة العربية "خسرت بوفاة الحسين زعيماً عربياً محنكاً متميزاً". وأشار الى الروابط التي جمعت بين مصر والأردن والزعيمين العربيين. ووصف الحسين بأنه "شخصية دولية ورجل دولة من الطراز الاول اقام سلاماً دائماً مع اسرائيل ووضع الاردن بعد تحديثه على اعتاب القرن المقبل". ووصف الامين العام للجامعة العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد الملك حسين بأنه "كان زعيماً عربياً كبيراً كرس حياته لخدمة بلاده ووطنه العربي"، وأعرب عن ثقته في ان الملك عبدالله سيستكمل مسيرة والده. وأصدر الاتحاد البرلماني العربي واتحاد الصحافيين العرب بيانين أمس نعيا الملك حسين وأشادا بقدرة الراحل على خوض المعارك الصدامية ونجاحه في الحفاظ على استقرار الاردن وتوطيد دعائمه واطلاق رياح الديموقراطية والتعددية. ونعت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية إلى الأمة رحيل الملك حسين. وأوضحت في بيان أصدرته بعثتها في باريس ان "الأمة العربية والاسلامية فقدت بوفاته قائداً عربياً كبيراً، وزعيماً كرس حياته لخدمة بلاده، والوطن العربي، واستطاع بناء دولة حديثة، وإرساء مؤسسات ديموقراطية راسخة". العراق وبثت وكالة الانباء العراقية امس ان وفداً عراقياً رسمياً برئاسة نائب الرئيس طه محي الدين معروف يشارك في مراسم تشييع الملك حسين. وأضافت ان السفير العراقي السابق لدى عمان نوري لويس كان في عداد الوفد العراقي. وكانت الوكالة أعلنت في وقت سابق نبأ وفاة الملك حسين من دون أي تعليق. وأوردت الوكالة نبأ وفاة العاهل الأردني في خبر من عمان نقلاً عن بيان رسمي أردني. ونشرت الوكالة نبذة شخصية مقتضبة عن الملك الراحل. وشهدت العلاقات بين بغدادوعمان تطبيعاً نسبياً بعدما اجتازت أزمتين في العام 1995 ومطلع العام 1998. لبنان وفي لبنان، أعلن الحداد الرسمي ثلاثة أيام، ونكّست الاعلام في المؤسسات الرسمية، وأوقفت الاذاعات والتلفزيونات برامجها لتبث الموسيقى الكلاسيكية وآيات من القرآن الكريم. ونقلت امس على الهواء مباشرة وقائع الجنازة التي مثّل لبنان فيها نائب رئيس الحكومة وزير الداخلية ميشال المر على رأس وفد. وأبرق رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى العاهل الاردني معزياً ومعرباً عن "ثقته في قدرته على الاستمرار في قيادة الاردن"، ثم زار السفارة الاردنية التي فتحت أبوابها لتقبّل التعازي حتى الخميس المقبل، وأمتها شخصيات رسمية وسياسية وديبلوماسية. كذلك أبرق البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير الى الملك عبدالله والى الأسرة الهاشمية، معزياً، وأوفد المطران بولس طياح لتمثيله في الجنازة. وأبرق رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ محمد مهدي شمس الدين الى الملك عبدالله والاسرة الهاشمية وشعب الاردن معزياً ومتمنياً للملك عبدالله "التوفيق في ترسيخ وحدة الشعب الاردني وتقدّمه وتعزيز التضامن العربي والاسلامي". وشارك في التشييع ايضاً رئيس حزب الاحرار دوري شمعون الذي تربطه صداقة مع الملك حسين من الخمسينات. السودان وأعلن السودان أ ف ب الحداد وإقامة الصلوات على روح الملك حسين، في حين شارك الرئيس عمر البشير على رأس وفد رفيع المستوى في مراسم تشييع الملك حسين الذي كرست الصحف السودانية صفحاتها للإشادة به. وأثنت صحيفة "الرأي العام" المستقلة بپ"ما كان يتمتع به من عقلية سياسية ومقدرة عسكرية اعترف بها الأعداء قبل الأصدقاء، مما يجعل غيابه في مثل هذه الظروف الحرجة التي تمر بها الأمة العربية أمراً سيشكل فراغاً يدفع بالجميع للاحساس به وهم يعرفون أكفهم بالدعاء لله ان يجعله بين الصديقين والشهداء". ووجه رئيس المجلس الوطني السوداني البرلمان الدكتور حسن الترابي برقية تعزية الى نظيره الأردني عبدالهادي المجالي وصف فيها الملك حسين بأنه "بطل فذ أفنى عمره من أجل الدفاع عن الأمة". وأعلن الحزب الاتحادي الديموقراطي، المنشق عن الحزب المعارض الذي يحمل الإسم ذاته، إقامة الصلاة على روح الغائب. "حماس" ونعت "حركة المقاومة الاسلامية" حماس الملك حسين وتقدمت بتعازيها الى الملك عبدالله بن الحسين. وتحدث رئيس المكتب السياسي ل "الحركة" خالد مشعل في تصريح صحافي عن "حنكة الملك حسين السياسية ومكانته المرموقة عربياً وإسلامياً ودولياً، وما تحلى به من صفات ومواقف انسانية كريمة لمستها عن قرب يوم وقف جلالته موقفه الشجاع تجاه علاجي وتوفير الدواء الناجع بكل إصرار بعد محاولة اغتيالي الفاشلة". وأشار أيضاً الى موقف الملك حسين "في الإفراج عن الشيخ أحمد ياسين زعيم الحركة وهو موقف نبيل كريم، له مني ومن اخواني الشكر والتقدير والعرفان". وتابع: "ونعبر عن صادق مشاعرنا نحو الأردن العزيز متمنين له ان يتجاوز هذه المرحلة الدقيقة بسلام نحو مزيد من الاستقرار والتماسك". وتمنى للأردن "مزيداً من الخير والاستقرار والتقدم ولقيادته الجديدة الشابة جلالة الملك عبدالله التوفيق والسداد".