في جو من الفرح الاحتفالي تهافت السوريون طوال يوم امس على تجديد البيعة للرئيس السوري حافظ الأسد لولاية خامسة تمتد سبع سنوات اعتباراً من 13 آذار مارس المقبل. وأكد احمد هلال معاون وزير الداخلية لوكالة فرانس برس "ان الدلائل تشير الى ان نسبة المقترعين مرتفعة جداً، اذ ان الاقبال كبير". وقال: "لقد ارسلت الوزارة بطاقات استفتاء اضافية الى معظم المحافظات بناء على طلبها". وشهد يوم الانتخابات اقبالاً كثيفاً للمواطنين رجالاً ونساء، شباناً وشابات يتدافعون في مراكز الاستفتاء حيث اختلطت موسيقى الاناشيد الحماسية التي تبثها مكبرات الصوت مع الهتافات على وقع الطبول بحياة الرئيس الأسد الذي قاد بلاده بدون انقطاع منذ 28 عاماً بعد ان كانت بلداً تعصف به الانقلابات المتتالية. وقد وصل الرئيس الأسد ظهراً الى مركز الاستفتاء مركز ثانوية عادلة بيهم في حي المهاجرين لممارسة حقه الانتخابي فتحولت المناسبة الى مهرجان مبايعة. ويشارك العسكريون وقوى الأمن الداخلي في الاستفتاء خلافاً لانتخابات مجلس الشعب. كما تحق المشاركة لكل سوري اتم الثامنة عشرة من عمره مطلع العام الجاري من اصل عدد سكان سورية البالغ 15 مليوناً. وفي مضافة اقيمت امام وزارة الاوقاف جلس مفتي دمشق الشيخ احمد كفتارو، 88 عاماً، بعد ان ادلى بصوته. وقال كفتارو لفرانس برس: "تعيد الجماهير بحماس واندفاع انتخاب الرئيس للمرة الخامسة لأنه اثبت للشعب انه رجل الدولة ورجل السياسة والحكمة في كل الميادين". كما ادلى الوزراء والمسؤولون الحزبيون بأصواتهم في مراكز متفرقة. وقال وزير الخارجية فاروق الشرع "نضم اصواتنا الى اصوات الملايين من السوريين لتجديد الثقة الكبيرة التي تنمو سنة بعد سنة". ورأى عبدالحليم خدام نائب الرئيس السوري "ان الشعب يعبر اليوم عن حبه لهذه القيادة التاريخية ودعمه لها". وتنتهي عملية الاستفتاء عند الساعة 00.19 بالتوقيت المحلي 00.17تغ وتم تمديدها حتى الساعة 00.22 بالتوقيت المحلي 00.20 تغ اذا اقتضت الحاجة. وتجري عملية الاقتراع في 11142 مركزاً توزعت في مختلف المحافظات السورية. كما اقيمت مراكز في لبنان الذي تربطه بسورية منذ عام 1991 معاهدة للاخوة والتعاون والتنسيق وفي مقرات البعثات الديبلوماسية والقنصلية في الخارج. ومن المتوقع ان يعلن وزير الداخلية محمد حربة مساء اليوم الخميس النتائج في مجلس الشعب البرلمان. يذكر أن الرئيس الأسد انتخب للمرة الاولى عام 1971 وهو منذ ذلك الحين المرشح الوحيد لهذا المنصب. وقد اعيد انتخابه باستفتاء شعبي عامي 1978 و1985 وفي عام 1992 حين حاز على نسبة 14.99 في المئة بحسب الارقام الرسمية. وفي لبنان، توجه السوريون المقيمون فيه، عسكريين ومدنيين، الى مراكز اقتراع وزعت في بيروتوالمحافظات بترخيص من وزارة الداخلية اللبنانية. وشهدت المراكز، في داخلها وأمامها، كثافة مقترعين رفعوا لافتات مؤيدة للبيعة، وصوراً للرئيس الأسد، واطلقوا هتافات التأييد وسط اجواء فرح وحلقات رقص. وقد اتخذ معظم المسؤولين السوريين من فرصة ادلائهم بأصواتهم للحديث عن "التحديات" التي تواجه سورية في السنوات المقبلة. وقال نائب الرئيس السيد عبدالحليم خدام بعد ادلائه بصوته ان ما يجري من احتفالات في البلاد "يعبر عن حب السوريين لقائدهم الذي قادهم ثلاثة عقود من الزمن وشهدوا خلال قيادته الاستقرار والتقدم وصيانة الكرامة الوطنية والدفاع عن المصالح الوطنية والقومية ورفض الضغوط الاجنبية والاصرار على تحرير الارض ورفض التفريط بشبر من الارض والتراب الوطني". وشدد نائب الرئيس على ان "القضية الأساسية بالنسبة لسورية هي الانتقال الى القرن الواحد والعشرين وما يتطلب هذا الانتقال من جهد وعمل وقرارات واجراءات حتى تستطيع سورية الانتقال الى القرن القادم وهي اكثر قوة". وفي هذا المجال، اكد وزير الخارجية السيد فاروق الشرع ثقته ان الرئيس "سيقود السفينة بأمان في الفترة المقبلة رغم الامواج"، لافتاً الى ان "التحديات التي تواجه سورية لم تتوقف وهي كبيرة وكانت السنوات الاخيرة الاصعب والاقسى، لكن القيادة الحكيمة للأسد "تمكن سورية من تجاوز الصعوبات".