ترك الاداء الجيد الذي نفذه لاعبو الاهلي بطل مصر ضد الرجاء البيضاوي المغربي في الدار البيضاء انطباعاً ممتازاً لدى الجماهير المصرية، ورغم تعادل الفريقين 1-1 وخروج الاهلي المبكر من البطولة الا ان الصحافة المصرية اشادت باللاعبين وحماستهم وتفوقهم الفني في الشوط الاول. وندد المصريون بأخطاء الالماني راينر تسوبيل المدير الفني للاهلي لا سيما إشراكه حسام حسن من البداية رغم غيابه الطويل عن الملاعب،ما أثر سلباً على لياقته الفنية والبدنية، ولم يقدم حسام شيئاً يتناسب مع اسمه وتاريخه الكبير. ووجهت الصحافة اللوم الى تسوبيل بسبب تغييراته الخاطئة وبقاء اكثر من لاعب بعيد عن مستواه في الملعب حتى نهاية المباراة. وصب الصحافيون المصريون جام غضبهم على الحكم الجزائري كريم داحو واتهموه بإضاعة الوقت في الشوط الثاني لمصلحة الرجاء عن طريق ايقاف اللعب المتكرر مع كل سقوط للاعبي الرجاء بالاضافة الى علاجهم في الملعب وإضافة ثلاث دقائق ونصف فقط كوقت بدل ضائع. واكد عبدالعزيز عبد الشافي مدرب منتخب مصر الاولمبي ولاعب الاهلي السابق ل "الحياة" ان داحو تسبب في ايقاف خطورة وفاعلية الاهلي بعدم احتساب اخطاء واضحة ارتكبها مدافعو الرجاء في الشوط الثاني، وتغاضى عن طرد رضوان الحيمر الذي لكم محمد فاروق في وجهه. وأكد عبد الشافي أن حسام لم يكن الشخص المناسب للمباراة العصيبة والخشنة، وكان الافضل الإبقاء عليه احتياطياً والدفع به في الوقت الحرج في الشوط الثاني. واشار المدرب الحالي للاولمبي المصري الى ان الاهلي فرّط بفرصته في التأهل عندما سقط خاسراً امام الرجاء في القاهرة وان العرض القوي الذي قدمه بطل مصر في الدار البيضاء وعدم خروجه مهزوماً أعادا للفريق كثيراً من كرامته وهيبته. واختلف محمد حسام الدين رئيس اللجنة العليا للحكام في الاتحاد المصري مع الصحافيين والجماهير وأكد ل "الحياة" أن الحكم كريم داحو كان جيداً ولم يؤثر مطلقاً على نتيجة المباراة واعطى للاهلي حقوقه في منطقة الجزاء ونجح في ايقاف تيار الخشونة رغم العصبية الهائلة التي اجتاحت اللاعبين والمدربين والجماهير من البداية. وفي حديث قصير ل "الحياة" اشار اللواء يوسف الدهشوري حرب رئيس اتحاد الكرة المصري الى ان سلوك لاعبي الاهلي في المباراة ووسط الحشد الرهيب من الجماهير المغربية المتحمسة يعتبر مكسباً كبيراً لمصر وللاهلي، وظل اللاعبون على سلوكهم الرياضي الجيد من البداية الى النهاية، وهو أمر يجب أن نركز عليه قبل البحث عن النتائج والالقاب. ورفض حرب الحديث عن أحسن اللاعبين او عن أخطاء الالماني تسوبيل او عن تقييم المباراة، مشيراً الى انه لم يشاهد اللقاء كاملاً. وكانت المباراة سحبت عشرات الآلاف ممن حضروا لملعب الاب جيكو في الدار البيضاء، وملايين العرب ممن شاهدوها منقولة فضائياً إلى إثارة غير مسبوقة. وكان لابد من ضبط الأعصاب لعبور هذا الاختبار النفسي الرهيب، ومرت المباراة بكل الفصول، خريف مسبوق بعواصف وشتاء حاضر يزرع في كل الدقائق بذرات المفاجأة والاعصار. كان النادي الأهلي لا يملك من خيار سوى اللعب على محور الهجوم الضاغط، فما يكسبه ورقة المرور إلى المباراة النهائية لكأس عصبة الأبطال هو الفوز، فيما كان نادي الرجاء يلعب على الوترين، وتر التعادل ووتر الفوز، وبينهما كان لا بد من التسلح بأكثر الأدوات التكتيكية نجاعة للاحتفاظ بصدارة المجموعة الأولى. وباعتماد الضغط العالي عند منطقة دفاع الخصم، ودفاع متقدم لاختصار المساحات، وتحريك الأظهر مع أجنحة الممرات لاحتواء المنطقة الاستراتيجية، نجح الأهلي في ميل كفة المباراة لجانبه، ووجد بالتالي نادي الرجاء نفسه محرجاً لوضع هذا المد الرهيب. ولم يتمكن الرجاء من الخروج فعلياً من هذه القوقعة إلا عندما قارب الشوط الاول من الانتصاف، حيث بدأت عناصره في احتواء الضغط والسبق إلى الكرة. وجاء الشوط الثاني في ظاهره وحتى في عمقه بعيداً عن الشوط الأول، فقد خفت حدة ضغط الأهلي، ووجد دفاع الرجاء متنفساً حقيقياً بكسب مساحة جديدة للمراقبة والتغطية، وكادت مرتدات الرجاء في أكثر من مناسبة أن تحقق الفوز إلا أن الحظ لم يكن مسعفاً. وكذا الحال بالنسبة للنادي الأهلي الذي قوى من ضغطه في الفترات الأخيرة، خصوصاً عندما لعب مدربه تسوبيل بطريقة "الكل للكل"، فأدخل مهاجمين بدل لاعبين من وسط الميدان بيد ان النتيجة ظلت على حالها وانتهت قمة قطبي الكرة العربية متعادلة وفرشت الطريق بالورود امام الرجاء للقاء الترجي التونسي في النهائى.