أصدرت مكتبة الآداب في القاهرة كتابها الثالث في سلسلة "شاعر ومختارات" عن الشاعر محمد الفيتوري.. وكتب نائب رئيس جامعة القاهرة الناقد حامد طاهرفي كتابه عن الفيتوري، سيرة موجزة عللشاعر الذي فاجأ قاهرة الخمسينات وزملاء المدرج الجامعي في كلية دار العلوم هجر الكلية قبل ان يستكمل دراسته بديوانه الاول "اغاني افريقيا". ويقول طاهر: "لا يستطيع قارئ الفيتوري ان يفرق في شعره بين ما هو شخصي وقومي، أو بين ما هو خاص وعام. فهو يمزج دائما بين الاثنين، لانهما ممتزجان بالفعل في شخصيته". واحتار المؤلف في تاريخ ومكان مولد الفيتوري المولود لأبوين مهاجرين الوالد ليبي الأصل والوالدة هي الابنة الرابعة لأحد تجار الرقيق. وتتبع انتقالات الفيتوري من الاسكندرية الى القاهرة فالسودان ولبنان، ثم مصر مجدداً فلبنان وليبيا التي حصل منها على الجنسية الليبية. وكان الرئيس السوداني السابق جعفر النميري اسقطها عنه بسبب قصيدة ... وتولى الفيتوري مناصب سياسية كان منها منصب المستشار الثقافي في سفارات ليبيا في روما وبيروت ودمشق والمغرب واخيرا القاهرة. وللفيتوري اربع مسرحيات و12 ديوان شعر وترجمت العديد من قصائده الى لغات عدة. اعتبر العميد السابق لكلية دار العلوم حامد طاهر ان الفيتوري من اكثر الشعراء العرب مقدرة على تكوين صور مبتكرة في قصيدته، وانه يكتب القصيدة العمودية التي طورها وخرج بها في الوقت نفسه من الرتابة والجمود والفراغ الفكري والخواء الشعوري الذي اسقطها فيه شعراء يدعون زيفاً انهم حماتها ويكتب الشعر الحر بحذر شديد مثل احمد عبدالمعطي حجازي وأمل دنقل، في حين اندفعت الاغلبية في ثرثرة من دون ضوابط، ومن ثم غامت لديهم الصور، وتسطحت التجارب وانعدم الفن الجميل. وتعرض طاهر لرسالة الفيتوري الشعرية وضمّن الكتاب 50 قصيدة من كل مراحل الشاعر الفنية.