في اجراء أعاد شخصية سياسية معروفة الى الأضواء مجدداً، عين الرئيس زين العابدين أخيراً وزير الداخلية السابق الحبيب عمار رئيساً للجنة المكلفة تنظيم "ألعاب البحر المتوسط 2001" التي ستقام في تونس. وحل عمار محل زميله عبدالحميد الشيخ الذي قضى أخيراً بعد صراع مع المرض. وهو كان شغل منصب وزير للخارجية والداخلية والشباب أواخر الثمانينات ومطلع التسعينات. وأنهت عودة عمار ابعاداً استمر أكثر من عامين في أعقاب تنحيته من وزارة الاتصالات التي شغلها بعده المهندس أحمد فريعة. ويعتبر الشيخ وعمار من زملاء الرئيس بن علي أيام الدراسة في الأكاديمية العسكرية الفرنسية. وتدرج الشيخ في الجيش حتى اسندت اليه رئاسة هيئة الأركان أواخر السبعينات، فيما تولى عمار قيادة قوات الدرك الوطني قبل اعتلاء الرئيس بن علي سدة الرئاسة وعين وزيراً للداخلية في أول حكومة شكلها بعد التغيير، ثم مستشاراً لرئيس الجمهورية برتبة وزير. وأمضى عمار الذي كان من شخصيات الصف الأول البارزة خمسة أعوام سفيراً في النمسا من العام 1990 الى العام 1995 قبل اسناد حقيبة الاتصالات اليه في أواسط التسعينات، إلا أنه لم يعد الى المكتب السياسي ل"التجمع الدستوري الديموقراطي" الحاكم الذي كان يحتل فيه المركز الثالث بعد الرئيس بن علي والوزير الأول السابق الهادي البكوش. ويعتبر المنصب الجدد الذي أسند الى عمار أكثر استقراراً من المناصب الحكومية السابقة، وهو على رغم طابعه غير السياسي سيتيح له البقاء طويلاً في دائرة الضوء لمناسبة الإعداد لدورة ألعاب البحر المتوسط التي تستضيفها تونس في غضون عامين.