في الأربعينات من هذا القرن حين كان المجتمع السوري يئن تحت وطأة أوجاع عديدة متمثلة بالاحتلال الفرنسي والضغوط الاقتصادية والاجتماعية وأوجاع الحروب العالمية، كان لا بد لذلك كله أن يؤثر بشكل مباشر على وضع المرأة في المجتمع السوري. عن هذه القضية بدأت في دمشق عمليات تصوير المسلسل السوري "الخيزران" الذي كتبه سلام اليماني ويخرجه محمد بدرخان ويجسد أدواره الرئيسية عدد من الفنانين السوريين، منهم عباس النوري وديما الجندي ومريم علي ولينا مراد واسيمة أحمد وعبدالرحمن حمود وعبدالرحمن أبو القاسم وغيرهم. إذن، يعالج المسلسل الجديد قضية اجتماعية على خلفية حقبة تاريخية تعود إلى أواخر الثلاثينات مع قفزة زمنية تقارب العشرين عاماً. المخرج محمد بدرخان قال عن عمله الجديد: "إن مسلسل الخيزران لا يدخل ضمن موجة المسلسلات التي همها الأساسي أن تصور زمن الانتداب، فالمشاهد اصيب بملل من تكرار المواضيع التاريخية التي تدور أحداثها في مرحلة تاريخية ما وبحيث تبدو شخصياتها اخبارية بحتة. من هنا، فإن مسلسل الخيزران عمل اجتماعي على خلفية الانتداب الفرنسي، بحيث لا يوجد جانب توثيقي في العمل... إنه سيرة امرأة تعيش ظروفاً قاسية جداً، وهي أضعف المخلوقات آنذاك ضمن سلسلة الضغوط الواقعة عليها، البكوات، التقاليد، الأسرة". ماذا عن نص العمل، وما المميز فيه؟ - عندما وقع بين يدي نص مسلسل "الخيزران" وجدت في النص شيئاً جديداً وغير مستهلك في الدراما التلفزيونية، المميز فيه أنه يصور المرأة القوية برؤية جديدة، فالدراما عادة تصور المرأة تابعة للرجل. هنا لها شخصيتها المميزة بعد أن تجاوزت الظروف القاسية التي مرت بها. فالمسلسل يروي مسيرة امرأة من زمن الانتداب عام 1939 إلى زمن الوحدة عام 1959 ويحاول ان يصف كيف كان لها تأثير كبير في تربية أولادها وتنشئتهم على حب الوطن والعمل. وهل يأتي عملك ضمن التنويع في المضامين؟ - تستطيع أن تقول إنه محاولة للتنويع بعد أعمال نفسية واسطورية واجتماعية، وهو تجربة جديدة بالنسبة لي. بعض الأدوار يشارك الفنان عباس النوري في مسلسل "الخيزران"، وهو حدثنا عن دوره قائلاً: - أقوم بأداء شخصية منير، وهي ذات وجود قوي درامياً في الأحداث وفي تطورات الحكاية، وأجسد من خلالها دور صاحب الأفكار المستنيرة الذي يواجه، عبر مسلكه ومبادئه، الواقع المتخلف ويحاول تغييره.. وأيضاً ينادي بالاستقلال وبطرد المحتل وإلى ما هنالك من شعارات كانت مرفوعة في المرحلة التي تدور فيها الأحداث. يبدو انك تحاول تنويع الشخصيات التي تؤديها، هل دورك في المسلسل ضمن هذا التنويع؟ - هناك مشكلة عند بعض الممثلين. إن التنوعات عندهم شكلية ولا يوجد تنوع إنساني أو ما يمكن تسميته تنوع أبعاد حقيقية في جوهر الشخصية على صعيد شكلاني. إنني في الشخصية التي أؤديها أرى نوعاً جديداً إلى حد ما أرجو ان أنجح فيه، ولو لم أجد فيه فرصة للتنويع ما قبلته أصلاً. الممثلة الواعدة ديما الجندي التي تؤدي الشخصية الرئيسية سعدة تقول عن اختيارها للدور: - لا أعرف من رشحني للدور، لكنني علمت ان من رشحني كان يبحث عن وجه جديد ويرغب ان يغير من الوجوه التي تتكرر على الشاشة. وقد كنت مسرورة جداً لاختياري، لكنني خائفة في الوقت نفسه، لأن الدور مصيري بالنسبة لي. ربما لا خوف من أداء المرحلة الأولى في سن الشباب، لكن في المرحلة الثانية سأمثل دور امرأة اربعينية ولديها عدد من الأولاد.