بعد نحو ثلاثين عاماً من فتح الرياض عام 1902م، أمر الملك عبدالعزيز ببناء اول قصر خارج سور مدينة الرياض القديمة سمي قصر المربع. وفي عام 1999 اعاد أبناؤه ترميمه واصلاحه ليكون نواة لمركز الملك عبدالعزيز التاريخي الذي وصفه الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض بأنه "وفاء بحق المؤسس تنبع أهميته من ارتباطه بتاريخ هذا البلد وأسرة مؤسس هذا الكيان الكبير". بدأت فعاليات احتفاء السعودية بعيدها المئوي بتدشين خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز مركز الملك عبدالعزيز التاريخي الذي تولت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض تشييده وتطويره، وقد بدأ العمل فيه في عام 1997، وبلغت كلفته الاجمالية 680 مليون ريال 181.3مليون دولار على مساحة 360 ألف متر مربع. واختير موقع المشروع في منطقة تتمتع بأهمية تاريخية إذ يقع بها قصرالمربع الذي كان مقراً لديوان الملك عبدالعزيز، إلى جانب اهمية الموقع لاحتوائه على مجموعة من المباني التراثية المهمة. وقامت الفكرة التصميمية على تحويل المنطقة الى مركز حضاري رئيسي، على شكل منتزه في داخله مجموعة من المباني. ويضم مركز الملك عبدالعزيز التاريخي العناصر التالية: قصر المربع يعتبر هذا المبنى أهم الأماكن في المركز من حيث القيمة التاريخية والتراثية لكونه اول المباني الرسمية التي بنيت خارج سور الرياض القديمة، كما انه من أواخر المباني الطينية المهمة التي اقيمت في المدينة. يحتل قصر المربع مساحة قدرها 1680 متراً مربعاً، وتبلغ مساحة مبانيه 2957 متراً مربعاً. و جرى ترميمه وإصلاح الأجزاء المتداعية فيه مثل بعض الأسقف والجدران وأعيد إلى الوضع الذي كان عليه تماماً في أواخر عهد الملك عبدالعزيز. كما تم تأثيثه بالتصاميم والطرق نفسها التي كانت سائدة في ذلك الوقت، ليكون جزءاً من العناصر المتحفية في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي. المتحف الوطني ويضم عشر قاعات رئيسية هي: قاعة الانسان والكون، وقاعة الممالك العربية والجزيرة العربية القديمة، وقاعة العصر الجاهلي، وقاعة البعثة النبوية، وقاعة الاسلام والجزيرة العربية، وقاعة الدولة السعودية الاولى والدولة السعودية الثانية، وقاعة توحيد المملكة، وقاعة الحج والحرمين الشريفين، وقاعتان للعروض. دارة الملك عبدالعزيز واقيمت في نفس موقع القصر السكني للملك عبدالعزيز، وتمت اعادة تصميم المبنى بحيث يحتفظ بالسمات الاساسية لهذا القصر، كما اعيد استخدام بعض العناصر المعمارية من المبنى القديم كعناصر زخرفية في واجهات وأرضيات المبنى الجديد. ويضم مبنى الدارة قاعة الملك عبدالعزيز التذكارية التي ستكون واحدة من القاعات المتحفية في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي. جامع الملك عبدالعزيز وجرى ترميمه وإعادة تأهيله بشكل كامل من الناحية المعمارية والهندسية والخدمات الكهربائية والميكانيكية، وأجريت التعديلات المناسبة عليه لينسجم مع العناصر الأخرى في منطقة المشروع. ويتسع الجامع لأكثر من خمسة آلاف مصل. مكتبة الملك عبدالعزيز العامة يحتوي مبنى المكتبة على قاعات قراءة للدورياّت ومراجع الكتب، وقاعة للأوعية السمعية والبصرية، وقاعة للمخطوطات والكتب النادرة. كما يحتوي على قاعة متعددة الأغراض تخدم أنشطة المكتبة المتعددة الرجالية والنسائية من محاضرات وندوات. وتم تخصيص جزء من المكتبة لتخزين الكتب، كما ستحتوي على مكاتب للإدارة الرجالية وأخرى منفصلة للإدارة النسائية. قاعة الملك عبدالعزيز للمحاضرات اقيمت قاعة المحاضرات في الجزء الجنوبي من مركز الملك عبدالعزيز التاريخي، محاذية لمكتبة الملك عبدالعزيز العامة، وتتسع لحوالى ستمئة مقعد منها مئة مقعد مخصص للنساء بمدخل خاص. الأبنية الطينية تمت دراسة وضع جميع الأبنية الطينية في الموقع، وخلص الخبراء الى أنه يمكن المحافظة على بعضها نظراً إلى حالتها الإنشائية المقبولة، ولأنها تشكل في مجموعها نموذجاً للنسيج العمراني التقليدي في منطقة الرياض، ويمكن استخدامها لأغراض مناسبة. كذلك تمت المحافظة على البرج وبقايا السور القائمة في شمال الموقع، كأثر يدل على حدود منطقة قصر المربع القديمة، نظراً إلى حالتها الإنشائية الجيّدة. كما تمت المحافظة على واحد من البيوت الطينية المتهدمة الواقعة في الجهة الشمالية من المنطقة قرب البرج الطيني، حيث تمت إزالة معظم جدرانه المتهدمة والإبقاء على جدران هذا المبنى المتهدم بارتفاع يتراوح بين 20 و100 سم فوق الأرض، حتى يتمكن زوار المنتزه من العبور خلاله والتعرف على كيفية شكل البناء القديم وتصميم الفراغات الداخلية فيه. وكالة الآثار والمتاحف يقع هذا المبنى إلى الجنوب من مبنى المتحف الوطني، ويطل على شارع الملك سعود كما يطل على الميدان الرئيسي للمركز من جهة الشرق. ويتكوّن هذا المبنى من طابقين يحوي الطابق الأرضي أقسام الإدارة والأبحاث، ويحوي الطابق الأول أقسام الترميم والتسجيل. المنتزه العام يتكون المنتزه العام من مجموعة من الميادين والساحات العامة والحدائق، ويغطي الميدان الرئيسي مساحة قدرها 20 ألف متر مربع. وتوجد في الجزء الشمالي من الميدان بئر قديمة أعيد ترميمها وضخ المياه منها عبر جدول مائي يبدأ من هذه البئر ويسير باتجاه الشمال، ماراً عبر الحديقة الوسطى الواقعة بين المتحف الوطني ودارة الملك عبدالعزيز والبالغة مساحتها عشرة آلاف متر مربع تقريباً. كما يشتمل المنتزه على ثلاث ساحات عامة. ويضم المنتزه خمس حدائق مسورة تتراوح مساحاتها بين 20 و30 ألف متر مربع بالإضافة إلى حديقة سادسة مفتوحة. تحيط هذه الحدائق بالميدان الرئيسي والمباني الموجودة ضمن هذا المركز. ويحف الميدان من جهة الجنوب واحة مربعة مرتفعة عن سطح الأرض تتكون من مئة نخلة ترمز الى مرور مئة عام على تأسيس السعودية. برج مياه الرياض يقع البرج في الجزء الجنوبي الشرقي من المنتزه العام، وستتم إقامة مطعم علوي فوق سطح هذا البرج بعد إجراء التحسينات اللازمة عليه، كما ستتم إقامة مبان إضافية بجانب هذا البرج على الشريط المحاذي لشارع الملك فيصل لتكون مجمعاً للمطاعم. واقيم ضمن هذا المشروع مواقف للسيارات تتسع لأكثر من 1100 سيارة، موزعة على الأجزاء الشمالية والشرقية والشرقية الجنوبية والغربية لمركز الملك عبدالعزيز التاريخي.