شهدت المحاكم المصرية وعدد غير قليل من أقسام الشرطة العام 1998 حضوراً فعالاً لعدد غير قليل من الفنانين والفنانات. ولم يكن الحضور لعروض فنية أو لتصوير أعمال جديدة، إنما كان لأسباب تتعلق بسرقات ومحاولات تشويه وقتل وغيرها. ففي مطلع العام تقدمت الفنانة ماجدة الصباحي ببلاغ الى قسم شرطة الدقي تتهم فيه خادمتها صباح رشد محمد 19 عاماً بسرقتها. كما اتهمت والد الخادمة بتهديدها بالقتل. وفي الوقت نفسه تقدمت الفنانة وفاء عامر ببلاغ إلى قسم شرطة كرموز في الاسكندرية تتهم فيه زوجة خالها بقتل جدتها رقية عبدالله لتستولى على الشقة. وقضت محكمة جنح الهرم بحبس الفنان يونس شلبي لمدة شهر وتغريمه 20 ألف جنيه مصري بتهمة بناء طابق مخالف في فيلته في ضاحية الهرم في الجيزة، وسرقة التيار الكهربائي. وألقي القبض ايضاً على اللبناني سليم رزق سائق شقيق رجل الأعمال اللبناني عزت قدورة، والأخير كان متزوجاً من إلهام شاهين عرفياً، وذلك بتهمة محاولته تشويه وجه الفنانة بمادة حارقة هي ماء النار. ويبدو أن الحوادث طالت الفنانين العرب كذلك، إذ كشفت مباحث الجيزة غموض العثور على جثة الموسيقي السوري محمد عبدالقادر الموصلي مقتولاً داخل شقة مفروشة في ضاحية العجوزة، وتبين أن القاتل مهندس الكترونيات كان يدرس الموسيقى لدى القتيل لمدة عشرة أعوام، وتربطه به صداقة قوية. وبعد هذا الحادث بأيام، قررت نيابة النزهة حبس الفنانة سماح أنور بتهمة حيازة نبات الحشيش المخدر البانغو من دون قصدي الاتجار أو التعاطي. كما وجهت لها تهمة قيادة سيارة برخصة تسيير منتهية. وكانت أنور اصيبت في حادث تصام مروع بالقرب من مطار القاهرة عقب انتهائها من عرض مسرحية "باللو"، وعثرت اجهزة الأمن اثناء نقلها الى مستشفى هليوبوليس على 580 غراماً من البانغو المخدر في داخل السيارة التي تستقلها وتحمل رقم 14042 ملاكي القاهرة. وخضعت أنور لعمليات عدة بعد اصابتها بكسر مضاعف في الساقين وجروح قطعية. وفي شهر شباط فبراير الماضي، منعت الرقابة المصرية توزيع شرائط فيديو تروي على حلقات قصص الفنانات اللاتي اعتزلن العمل الفني وارتدين الحجاب، وحملت الشرائط عنوان "الذين اهتدوا.. فنانات تائبات". وكانت الرقابة قد شاهدت الحلقة الاولى من هذه الأشرطة، وهي لقاء مع الممثلة عفاف شعيب والراقصة زيزي مصطفى، وصدر قرار المنع بدعوى أن ذلك يشكل إساءة لمصلحة الدولة العليا، والى العاملين في الحقل الفني. وقال السيد علي أبو شادي رئيس الادارة المركزية للرقابة على المصنفات الفنية في تقريره "ان القول بأن هؤلاء الفنانات اهتدين وأنهن تائبات يعني أن الباقيات غير مهتديات ولا تائبات وأنهن على ضلال. وهذا يحمل اساءة الى مجموع الممثلين والفنانين، وبالتالي الى مصلحة البلاد والتي ترعى الفن". ومعروف أن الممثلة شمس البارودي كانت أول من بادرت الى الاعتزال في آواخر السبعينات، وتحول الاعتزال بعد ذلك الى ظاهرة في منتصف الثمانينات مع إعلان الراقصة هالة الصافي ارتدائها الحجاب وتلتها سحر حمدي وانضمت اليها شادية وسهير البابلي وسهير رمزي ونسرين وهناء ثروت وشهيرة ولمياء الجداوي. وفي الشهر نفسه أفرجت النيابة عن الممثلة اللبنانية ايمان ليز سركسيان بضمان اقامتها، بعدما صدمت بسيارتها شاباً في شارع جامعة الدول العربية في ضاحية المهندسين في الجيزة، حيث اصيب بكسر في الساق اليمنى وبعض الخدوش. وفي نهاية الشهر نفسه قام عدد من الملحنين والمؤلفين دعوى أمام القضاء المستعجل ضد السيد حمدي الكنيسي رئيس الاذاعة المصرية، بسب رفضه اعتمادهم. والغريب أن أولئك هم اصحاب الاغاني الهابطة التي حققت شهرة وجماهيرية بين المستمعين وهم عصام توفيق ملحن اغنيتي "نار" و"افرض" لحكيم، واسماعيل رزق ملحن "شكا بكا" لخالد عجاج، وحسن إش إش ملحن "الاساتوك"، ومحمد اسماعيل صاحب ألحان "إحنا إللي دهنا الهوا دوكو" وأحمد حلمي "اتجوز عايدة" وانضم اليهم على سبيل التضامن كل من محمد الهوا مؤلف أغنية "توهان" لحسن الأسمر، والريس بيرة ملحن "السح الدح إمبو" لأحمد عدوية، وشوقي صقر مؤلف أغنية "كداب يا خيشة". ولم يشهد شهر آذار مارس سوى دعوى قضائية أقامتها المطربة ليلى غفران ضد فندق مشهور تتهمه فيه بمنعها من الغناء والاستيلاء على ملابسها من داخل غرفتها. أما شهر نيسان أبريل فشهد واقعتين، الأولى حين صدمت الراقصة دينا موظفاً بالمعاش بسيارتها اثناء عبوره الطريق أسفل كوبري غمرة في القاهرة، واصيب الموظف باصابات خطيرة، وتم نقله الى المستشفى، وتوجهت دينا الى قسم الشرطة وحررت محضراً بالحادث، وقررت النيابة إخلاء سبيلها، والتحفظ على السيارة، وانتداب مهندس فني لفحص السيارة. والواقعة الثانية كانت حين أصدرت محكمة جنوبالقاهرة حكماً بتغريم المطربة وردة خمسة آلاف جنيه مصري لتعويض الشاعر الغنائي بخيت بيومي عن الضرر الأدبي والمادي اللذين لحقا به بعد رفض وردة إذاعة اغنيتها "أهي جت كده" التي كتبها قبل تسعة أعوام. وكاد شهر أيار مايو أن يمر دون قضايا ومحاكم، غير أن محكمة شبين الكوم في محافظة المنوفية قضت بالحبس عامين وكفالة خمسة آلاف جنيه مصري على الراقصة نحمده عبده الصباحي وشهرتها هندية وأربعة بلطجية اعتدوا على رجل أعمال وموظفيه وحطموا أثاث مكتبه اثناء محاولتهم اعادة كمية من السيراميك اشتراها زوجها من أحد رجال الأعمال في شبين الكوم وحين رفض اعادتها اعتدت عليه. وشهد كل من شهري حزيران وتموز يونيو ويوليو واقعتين، ففي يوم 17 حزيران قطع التلفزيون المصري إرساله واذاع نبأ غير صحيح عن وفاة الفنان فريد شوقي، غير أنه تم تكذيب الخبر، وأجرى حديث مع شوقي اذاعه التلفزيون في اليوم نفسه ضمن فقرة برنامج "مساء الخير" اليومي، وقد توفي شوقي بعد أيام قليلة من الإشاعة. وفي نهاية الشهر انتحل شاب صفة رجل أمن وتوجه الى منزل الفنانة يسرا في ضاحية الزمالك في القاهرة طالباً منها مساعدته في ايجاد فرصة عمل لديها. وبعد القاء القبض عليه اتضح أنه حاصل على مؤهل جامعي، ويقيم في محافظة القليوبية، وبمناقشته أخذ يهذي بكلمات غير مفهومة، وتبين أنه يعاني مرضاً نفسياً كان يعالج منه منذ فترة. معروف أن يسرا تعرضت لموقف أشد وطأة من ذلك مع أحد ضباط الشرطة في العام 1996. وفي أول يوم من شهر تموز، قضت محكمة جنح الأزبكية بحبس الفنان محمود عزب أحمد وشهرته عزب شو لمدة عام وكفالة 500 جنيه لإصداره شيكين من دون رصيد لمصلحة مؤسسة دار التحرير للطبع والنشر قيمة اعلانات نشرها في جريدة الجمهورية ولم يسددها. وقضت محكمة النقض في الشهر نفسه بإلزام محمد فاروق الفيشاوي فاروق الفيشاوي بدفع مبلغ 30 ألف جنيه تعويضاً لعمرو عزيز يونس صاحب شركة فيديو لمخالفته شروط العقد المبرم بينهما حول حق استغلال يونس وتسويقه لفيلم "القرداتي" داخل مصر في مقابل 40 ألف جنيه مصري. وحل شهر آب اغسطس ليكون بمثابة عطلة لفنانين والفنانات اذ لم يشهد أية قضية أو حادثة وهو ما حدث خلال شهر تشرين الاول اكتوبر أما شهر ايلول سبتمبر فشهد ثلاث وقائع، الأولى نجاة الممثلة هند عاكف من محاولة اغتيال بعدما اطلق مجهولون عليها النار اثناء قيادتها سيارتها في منطقة المقطم، ما أدى الى اصابتها باصابات بسيطة ونجاتها من محاولة الاغتيال. الواقعة الثانية كانت في سجن استئناف القاهرة حيث نُفذ حكم الإعدام الصادر من محكمة جنايات القاهرة على المتهم متى باسيليوس متى حنا المتهم بقتل الفنانة الراحلة وداد حمدي عمداً مع سبق الاصرار. وتعود وقائع القضية الى العام 1994 عندما توجه المتهم الى منزلها وقتلها بقصد السرقة. أما الواقعة الثالثة فكانت مع الفنانة نيللي إذ ألقي القبض على شاب اقتحم منزلها في ضاحية المهندسين وهو في حالة هياج وغضب وطلب منها الزواج بدعوى أنها تطارده في أحلامه اثناء نومه وتطلب منه الزواج، ما شجعه على القدوم من بلدته في فارسكور محافظة دمياط لتحقيق رغبتها في زواجها منه. وشهد شهر تشرين الثاني نوفمبر هو الآخر ثلاث وقائع كانت الفنانة شريهان بطلة الأولى، إذ قضت محكمة جنح مصر القديمة بحبسها شهراً مع الشغل لاتهامها بصدم طفلة عمرها سبعة أعوام بسيارتها في نيسان تسببت في حدوث كسور في فخذها وفرت هاربة، وتم توجيه تهمتين لشريهان، الاولى الاصابة الخطأ والثانية التنصل من مساعدة التلميذة بعد اصابتها. وكانت الواقعتان الثانية والثالثة من نصيب كل من المطربين محمد الحلو وحكيم، اذ قضت محكمة جنايات القاهرة غيابياً بمعاقبة الحلو بالسجن عامين مع الشغل، والزامه بسداد مبلغ 266 ألف جنيه مصري ضرائب عن نشاطه في مجال الغناء في الفنادق والملاهي الليلة. في حين قررت نيابة قصر النيل حفظ التحقيق في قضية حكيم وفرقته الموسيقية، وكان مسؤولو فندق "النيل هيلتون" تقدموا ببلاغ مفاده تعدي فرقة حكيم على العاملين في الفندق بالضرب وإحداثهم تلفيات في القاعة الى جانب إثارة الذعر بين الرواد. وجاء قرار الحفظ بعدما قام حيكم بإصلاح جميع التلفيات في الصالة. ونصل الى الشهر الأخير من العام 1998 الذي شهد ثلاث وقائع، كانت الأولى في حين ألقت سلطات الأمن في مطار القاهرة القبض على المطرب ايهاب توفيق فور وصوله على طائرة للخطوط الايطالية بسبب مخالفته للقوانين الدولية وإصراره على التحدث في هاتفه المحمول رغم تحذيره بأن ما يفعله مخالف، لأن هذه الاتصالات تحدث تشويشاً على أجهزة الاتصال في الطائرة، بعدها بأيام سرق موظف أمن في الطابق السابع في مبنى التلفزيون المصري مفاتيح سيارة المطربة مها البدري وألفي جنيه مصري وعقد ذهب مرصع بالماس اثناء تسجيلها أغانيها في الاستوديو. وفي يوم 14 من الشهر نفسه قررت محكمة جنح قصر النيل معاقبة مجنون معالي زايد بالحبس شهراً مع الشغل وغرامة مئة جنيه. وكان المتهم تعرض لزايد أمام مسكنها وخلع ملابسه وتلفظ بأقوال خارجة وارتكب حركات تخدش الحياء العام.