أبدت القاهرة ترحيبا لكنه حذراً بنتائج الزيارة التي قام بها أخيراً عضو هيئة رئاسة مجلس الشورى الإيراني الدكتور طه هاشمي، واقترح فيها تدعيم وتعميق العلاقات البرلمانية بين البلدين في إطار التحسن الذي تشهده العلاقة بين القاهرةوطهران. وأفاد مصدر مصري ان مجلس الشعب يتجه الى تأييد اقتراح مجلس الشورى الايراني إنشاء اتحاد برلماني إسلامي، وهو ما اعتبره مراقبون اتجاهاً لتحسين العلاقات بين البلدين ومؤشراً على التنسيق المستمر. وأنهى هاشمي زيارة للقاهرة مساء الثلثاء الماضي استغرقت أربعة أيام، التقى خلالها رئيس البرلمان المصري الدكتور فتحي سرور ورئيس لجنة العلاقات الخارجية الدكتور محمد عبد اللاه، وعقد مؤتمراً صحافياً شدد فيه على أن "الزيارة تمهد لتبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين وتشكيل رابطة صداقة بين البرلمانيين"، ولم يستبعد استئناف التمثيل الديبلوماسي بمستوى السفارة قريباً. ووصف المصدر تصريحات هاشمي بأنها "عاقلة وإيجابية"، ولفت الى أن "المبادرة الايرانية بإيفاد مبعوث الى القاهرة تعطي انطباعاً على اهتمامها بتدعيم الاتجاه الجديد لتطوير العلاقات مع مصر"، لكنه اعرب عن الاعتقاد "بأن الوقت لا يزال مبكراً لاعتبارها خطوة في هذا الاتجاه". وقال إن هاشمي وجه دعوة الى تبادل الزيارات على مستوى لجان العلاقات الخارجية في البرلمانين يعقبها رفع مستوى الزيارات، وتتويجها باجتماع مشترك لرئيسي البرلمانين. وأضاف أن "الدعوة الايرانية ما زالت قيد البحث"، لافتاً إلى أهميتها كونها "صادرة من البرلمان الذي يترأسه جناح متشدد، ما يشير الى وجود مجموعات برلمانية تتبنى خط الاعتدال الجديد الساعي لتنويع العلاقات". في غضون ذلك، وصف عبد اللاه الزيارة بأنها "مهمة وعميقة المغزى وتدل على رغبة طهران في تعديل مسار سياستها الخارجية منذ تولي الرئيس سيد محمد خاتمي لمقاليد السلطة". ولفت إلى أنه "لا توجد أسباب للخصومة بيننا مصر وإيران"، غير أنه شدد في تصريح على أن "تطبيع العلاقات يرتبط بتأكيد الاتجاه الجديد في السياسة الإيرانية، وابتعادها عن مفاهيم تصدير الثورة الإسلامية، وتطبيق سياسة الاحترام المتبادل وحسن الجوار مع جيرانها في الخليج، مع إنهاء أحلام الهيمنة والسيطرة عليها".