عين خليل تلمسان، غرب الجزائر - رويترز - سألت سيمون فاي، عضو الوفد الدولي الذي يزور الجزائر، ضابطاً في الجيش في منطقة عين خليل، موقع المذبحة الأخيرة التي حصلت في البلاد الأسبوع الماضي، "هل حاولت ان تتعقب المهاجمين؟". فرد الضابط: "طبعاً. ولكن دعيني أوضح لك طبيعة الارض. المنطقة واسعة ... جبلية جداً وفيها كثير من التلال والاودية السحيقة. من الصعب جداً تعقّب الأفراد لأن أسلوب الارهابيين هو التجمع لشن هجوم ثم التفرق بعد ذلك". قاطعته سيمون فاي، الرئيسة السابقة للبرلمان الاوروبي، قائلة "ولكن متى وصل الجيش؟". فقال الضابط: "بعد منتصف الليل". وقبل ذلك، قال ناجون من المذبحة التي وقعت في عين خليل ولاية تلمسان على بعد 440 كيلومتراً غرب الجزائر العاصمة وأسفرت عن مقتل 12 شخصاً، لأعضاء اللجنة ان الهجوم وقع الساعة 50،11 مساء السبت. وقال مسن من الناجين: "هرب المهاجمون بعد وصول الجيش. ولولا ذلك لقُتل آخرون". وسمع بعض المراسلين الاجانب هذا الحوار خلال لقاء في خيمة في القرية الخميس. وقال ناجون للفريق الدولي المؤلف من ستة أعضاء والذي شكله الامين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، ان المتشددين احرقوا ثلاثة منازل وقتلوا 12 شخصاً، بينهم ستة اطفال وثلاث نساء، وخطفوا ايضاً خمس نساء. وقال احمد قاسم أحد سكان القرية التي تبعد نحو عشرة كيلومترات من الحدود المغربية: "حاولت ان انقذ طفلي الصغير الذي يبلغ من العمر ستة اشهر بالقائه من النافذة. لكن بعض الارهابيين الذين كانوا في الخارج ذبحوه". واضاف قائلاً للوفد: "لقد قتلوا أبي العجوز وخطفوا زوجتي وشقيقتيّ". وقال قاسم، وهو عضو في ميليشيا مؤيدة للحكومة جرح ايضاً في الهجوم، انه قتل أحد المتمردين بالرصاص فقام رفاقه بحمله معهم. وقال عبدالله طوالبي الذي نجا ايضاً من المذبحة انه اضطر الى ترك زوجته واطفاله الثلاثة لمصيرهم بعدما القى المتمردون قنبلة بنزين على منزله. واضاف: "لذت بالفرار. كنت خائفا جداً. اطفالي الثلاثة وهم بنتان وصبي قتلوا حرقاً. وامسكت النيران ايضاً بزوجتي وخرجت من المنزل وهي تصرخ لكنهم ذبحوها". وقضت اللجنة التي يرأسها الرئيس البرتغالي السابق ماريو سواريش نحو ساعتين في جمع معلومات من خلال التحدث مع الناجين وضباط الجيش. وسأل رئيس وزراء الاردن السابق عضو اللجنة السيد عبدالكريم الكباريتي: "هل أجرى المهاجمون أي اتصال مع القرويين من قبل؟ هل طلبوا المساعدة؟". ورد الضابط: "من بين اهدافهم الاستيلاء على الاسلحة والذخيرة". واضاف ان السلطات سلّحت 38 رجلاً من سكان عين خليل البالغ عددهم 300، للدفاع عن انفسهم في مواجهة المتشددين الاسلاميين الذين تنحي الحكومة باللائمة عليهم في هذه المذابح. وقالت مصادر جزائرية ان ولاية تلمسان التي تنتشر فيها غابات جبلية، شهدت مذابح عدة القت السلطات بمسؤوليتها على المتمردين الاسلاميين منذ ان بدأ الجيش حملة لطردهم من وسط الجزائر في العام 1994. وقال صحافي جزائري يغطي احداث العنف التي تعصف بالجزائر منذ ست سنوات: "تلمسان هي الآن اخطر مكان في الجزائر. انها المخبأ الرئيسي للاسلاميين". وزيارة اول من امس هي الزيارة الميدانية الخامسة التي تقوم بها اللجنة منذ وصولها قبل عشرة أيام. وعقد الفريق محادثات مكثفة مع زعماء الحكومة ورجال الامن وزعماء المعارضة واعضاء جماعات حقوق الانسان ورؤساء تحرير الصحف والبرلمانيين والديبلوماسيين. وإضافة الى سواريش، يضم فريق الاممالمتحدة ايضاً رئيس وزراء الهند السابق اندر كومار جوجرال ورئيس وزراء الاردن السابق عبدالسلام الكباريتي ومندوب الولاياتالمتحدة لدى الاممالمتحدة الاسبق دونالد مكهنري والفرنسية سيمون فاي والمدعي العام الكيني اموس واكو. وشاهد المراسلون المسافرون في قافلة وفد الأممالمتحدة مئات الافدنة من الغابات والمزارع التي كساها السواد نتيجة ما وصفته مصادر امنية بانه هجوم شنه الجيش أخيراً على مناطق يشتبه بانها معاقل للمتشددين. لكن السلطات اتخذت احتياطات مشددة الخميس وتولى الاف من الجنود حراسة الطريق الضيق من مطار تلمسان الى قرية عين خليل على بعد 110 كيلومترات الى الجنوب.