أبدت أوساط مغربية قلقها من تزايد حالات "الاختفاء" في صفوف المهاجرات المغربيات إلى بلجيكا. وذكرت مصادر صحافية أن أربع فتيات مغربيات، تتراوح أعمارهن بين 17 سنة و20 سنة، اختفين في ظروف غامضة في بلجيكا في الأشهر الأربعة الماضية. وتحوم شكوك من شأن ملابسات اختفاء المهاجرات المغربيات في ظل معلومات تفيد أن لا سوابق لأي منهن في الهرب من بيت العائلة، وليس لديهن أي مشاكل خاصة مع الوالدين. وأشارت المصادر إلى أن رفاق عزاوي 17 سنة اختفت في آذار مارس الماضي ولم يظهر أي جديد في شأن مصيرها منذ غادرت منزل والديها في منطقة شايربيك في بروكسيل. وتلا ذلك اختفاء الشابة السبابتي 17 عاماً المقيمة في انفريس، ورشيدة السمار 21 سنة وحورية بليدان 20 عاماً الجمعة الماضي. وقالت عائلة السمار وبليدان إنهما "خرجتا لقضاء بعض الأغراض وسط المدينة، ولم يظهر لهما أثر منذ ذلك الحين". ويأتي تصاعد قلق الأوساط المغربية من حالات الاختفاء هذه نظراً إلى التجربة القاسية التي عاشتها الجالية المغربية في بلجيكا اثر الاختفاء الغامض للطفلة لبنى بن عيسى قبل نحو سنتين، وعثرت الشرطة البلجيكية لاحقاً على جثتها في ضواحي بروكسيل وتبين أنها كانت قبل قتلها ضحية اعتداء جنسي نفذه المنحرف دوشاريت ديترو. وفي إطار تفاعلات قضايا المهاجرين المغاربة، قررت وزارة حقوق الإنسان المغربية تنظيم ندوة دولية حول حقوق الجالية المغربية المقيمة في الخارج. وأفاد بيان للوزارة ان هذه الندوة ستبحث في خطة موحدة تهتم بحقوق الإنسان ودعوة المجموعة الدولية إلى المصادقة على الاتفاقية الدولية للأمم المتحدة لسنة 1990 الخاصة بحماية حقوق المهاجرين وأفراد أسرهم. وزاد البيان ان سياسات الهجرة، خصوصاً في أوروبا، "تصطدم بظواهر التهميش التي تزداد اتساعاً بسبب عوامل البطالة وانعدام الأمن في المدن واللاتسامح". وأكد البيان ضرورة الاهتمام بهذه الظواهر الاجتماعية "اعتباراً للتهمة التي أصبحت ملصقة بالمهاجر كمسؤول عن المشاكل التي تعانيها الدول المستقبلة". وكانت دراسة اسبانية كشفت وقائع مثيرة للجدل في شأن المهاجرين المغاربة، ذهبت إلى تشبيه أوضاعهم بتلك التي كان يعاني منها الغجر حتى وقت قريب. وصنفت الدراسة المغاربة على رأس المهاجرين المغاربيين الذين تمارس عليهم أعمال العنصرية في شكل كبير. وكشفت أبحاث قامت بها جامعة كومليتنسي في مدريد ان المهاجرين المغاربة الذين يقدر عددهم بحوالى 115 ألفاً أصبحوا "الأقلية الأكثر عزلة في المجتمع الاسباني" بعد "تصاعد رفض الاسبان لهم".