1- بيريف، بروف اجتمع الصبيان كارلو وروبرتو في باحة دار أحدهما وقررا اختراع لغة لا يفهم معانيها احد غيرهما، ثم شرعا ينطقان بها. كارلو: بريف، براف روبرتو: براف، بروف. ثم ضحك الاثنان. كان هناك رجل يقرأ صحيفته عند باب بيته المجاور. وفي النافذة المقابلة كانت امرأة تطل برأسها فقالت: يا للولدين المزعجين. قال الرجل: كلا، ليسا مزعجين. قالت المرأة باستغراب: ألا تسمعهما ينطقان بأمور غريبة. قال الرجل: ليست أموراً غريبة. قالت المرأة: وهل تفهم ما يقولولانه؟ قال الرجل: أجل، لقد عبّر الاول عن سعادته وقال: يا له من يوم جميل فردّ الثاني: غداً سيكون أجمل. وضعت المرأة إصبعها على فمها وأشارت للرجل بالسكوت، فقد شرع الولدان من جديد يتكلمان بلغتهما. كارلو: ماراسكي، باراسكي، بيرسكي. روبرتو: بروف ثم ضحك الاثنان من جديد. قالت المرأة: آه، الآن ايضاً ستقول انك فهمت ما قالاه. قال الرجل: طبعاً فاأاول قال انه سعيد لوجوده في هذه الدنيا وردّ الثاني ان الدنيا جميلة. قالت المرأة: وهل الدنيا جميلة حقاً؟ ردّ الرجل: بيروف، براف، بريف. 2 - حرب النواقيس وقعت الحرب. حرب هائلة التهمت الاخضر واليابس ومات فيها الكثير من الجنود: كنا في هذا الطرف من الجبهة وكان العدوّ على الطرف الآخر. وكان القتال بين الطرفين حامياً في الليل والنهار فطال أمد الحرب. طال كثيراً حتى انه لم يعد هناك ما يكفي من البرونز لصنع المدافع والقاذفات. قام قائدنا العظيم، الجنرال بومبوني إسباروني بستافروسكوني، وأمر بتذويب جميع النواقيس في البلاد وصنع مدفع عظيم. مدفع واحد هائل يقلب الموازين رأساً على عقب. ولزم ألف منجنيق لرفع ذلك المدفع عن الارض، ثم اقتضى الامر سبعة وتسعون قطاراً لحمله الى الجبهة. ابتسم القائد العظيم مسروراً وقال: حين يبدأ المدفع بالعمل فان الاعداء سيتناثرون في الهواء. وحانت اللحظة الحاسمة وشدّد المدفع باتجاه العدو. أغلقنا آذاننا بأصابعنا كي لا يمزّق صوت الانفجار غشاء الطبلة فيها. أصدر القائد العظيم، الجنرال بومبوني إسباروني بستافروسكوني، الامر باطلاق النار. هيأ ضابط المدفعية الماسورة ولكن، فجأة، امتلأ الفضاء بصوتٍ عظيم لناقوس هادر: دينك، دونك، دانك. وتردد الصدى آلاف المرات في الجبال والوهاد. - نار! صرخ القائد العظيم. من جديد هيّأ ضابط المدفعية الماسورة. ومن جديد تردّد صدى الناقوس البهيج كما لو كان هناك عيد. وانتقل الصدى والى كل أنحاء الجبهة. وكان يظهر كما لو ان كل النواميس تدقّ معاً. احتدّ القائد العظيم وانتابه غضب شديد. كان الصوت يتردّد في كل مكان: دينك، دونك، دانك. يجب ان نعلم ان قائد العدو، المارشال بومبونو إسبارونو بستافروسكونو، كان قرر، من ناحيته، تذويب نواقيس بلدة لصنع مدفع واحد عظيم. دينك، كان مدفعنا يدوّي. دونك، كان مدفع العدو يردّ. خرج الجنود، على طرفي الجبهة، من خنادقهم وركضوا في اتجاه بعضهم بعضاً. كانوا يرقصون فرحاً ويغنّون: صدى النواقيس، صدى النواقيس، انه يوم عيد. لقد حلّ السلام والوئام. ركب الجنرال والمارشال سيارتيهما وغادرا الجبهة مسرعين. ولكن صدى النواقيس ظلّ يتردد في أثرهما. ترجمها عن الايطالية: نزار آغري جاني روداري : كاتب ايطالي ولد عام 1920. نال جائزة هانس كريستين اندرسن عام 1970. كان محرراً ثقافياً في جريدة "يونيتا" الايطالية.