حذرت منظمة الصحة العالمية WHO، مع مركز مراقبة انتشار الأمراض والحد من امتدادها CDC، في تقرير لهما نشر في مجلة ال New England الطبية، من ازدياد مقاومة مرض السل للأدوية النوعية، ما قد يؤدي إلى كارثة دولية إذا استمرت الحال على هذا المنوال، ولا يمكن تفاديها إلا بالتعاون بين مختلف دول العالم. واعتمد التقرير، الذي يهدف إلى الحد من انتشار مرض السل وتقليل ظهور المقاومة على الأدوية النوعية له، على احصاءات جمعت من مختلف انحاء العالم، مفادها ان هناك نسبة تقدر ب 6،21 في المئة من مرضى السل لديهم مقاومة لواحد من الأدوية المستخدمة لعلاجه وهي: Streptomycin, Ethambutol, Rifampin, Isoniazid، في حين وجد أن 2،2 في المئة من المرضى لديهم مقاومة على اثنين أو أكثر من هذه الأدوية المذكورة. ووجدت أعلى النسب في الأرجنتين والهند وشرق أوروبا والاتحاد السوفياتي سابقاً، مع العلم أن الانتشار العالمي لمرض الايدز، الذي يضعف قابلية الجسم على مقاومة جميع الانتانات، يساعد في انتشار مرض السل وتطوره بين هؤلاء المصابين. مرض السل يحدث هذا المرض، في أغلب الأحيان، في سن الطفولة. ويصيب الرئتين عن طريق دخول العصية المسببة للمرض عن طريق الهواء الملوث بقطرات سعال المصاب، ومنها ينتشر إلى انحاء الجسم. وبسبب المناعة في جسم الإنسان السليم، التي تحد من هذا التوسع، يصبح الانتان كامناً اما في الرئتين أو في الجهاز الهضمي. ويمتد هذا الطور الكامن تبعاً لمناعة الجسم وسلامته، وعند حدوث أية حالة أو مرض مضعف لهذه المناعة، مثل الأورام أو مرض السكري أو استعمال الكورتيزون أو مرض الايدز، فإن هذا الانتان الأولي يستيقظ ويصبح فعالاً. وتراوح أعراض المرض بين سعال وقشع مع حمى وتعب، وفي النهاية يحدث فقدان وزن ونقص في الشهية وتعرق ليلي. وحالياً، يعد طاعون القرن العشرين، مرض الايدز، أهم مثير ومهيئ لمرض السل. وتقدر الاحصاءات المحافظة ان حوالى 30 - 50 في المئة من مرضى ال HIV في الدول النامية مصابون أيضاً بمرض السل. والسيئ في الأمر أن توافق هذين المرضين لا يجري حسب الاصول والاعراف، إذ تتغير اعراض مرض السل بشكل كبير، وحتى التفاعل الخاص المشخص لمرض السل يصبح سلبياً، وينصح حالياً باعطاء لقاح السل وقائياً لجميع مرضى ال HIV، فيما يبقى اعطاء أدوية السل للغرض ذاته، مثار جدل لم يحسم بعد. وعلى رغم بقاء مرض السل 20 سنة خارج حدود السيطرة الطبية، إلا أنه وحتى الآن ما زال يعد من أهم أسباب الوفيات في العالم، وهذا مرده إلى عدم كفاية البرامج الهادفة للسيطرة على هذا المرض وإلى ظهور المقاومة الدوائية، بالاضافة إلى ترافقه مع مرض الايدز. ومع أن هذا العصر شهد ارتفاعاً في نسبة حدوثه في البلدان المتقدمة، إذ تقدر النسبة في البلدان النامية بأنها أعلى ب 20 - 50 مرة، فقد وجد خلال السنوات الخمس الماضية أن معدل الاصابات في الولاياتالمتحدة ارتفع بنسبة 12 في المئة، وفي سويسرا 33 في المئة وفي ايطاليا 23 في المئة. أما في بريطانيا فلم يحدث أي نقصان في نسبة حدوثه، حيث هناك حوالى 7 آلاف اصابة جديدة كل سنة