تنطلق كأس العالم لكرة القدم اليوم، والعالم بأسره سيتابع المباريات مع تباين كامل في المشاعر والأمنيات، على غرار المنتخبات ال 32 التي تراود كل منها طموحات مختلفة بين الفوز باللقب، وهو حلم خاص بالكبار فقط، أو الوصول إلى أدوار متقدمة، وهو حلم خاص بدول الوسط، أو تخطي الدور الأول وتحقيق نتائج مشرفة، وهو طموح الدول الحديثة في المسابقة. وربما يتمنى معظم دول العالم غير المشاركة فوز البرازيل بالكأس، فسحرة الامازون يتمتعون بالشعبية ويحظون بالحب في كل مكان. ونحن في عالمنا العربي نحب البرازيل أيضاً ونسعد لفوزها ونتمنى احتفاظها باللقب، لكن سعادتنا ستكون أكبر لو فازت المنتخبات العربية الثلاثة المغرب وتونس والسعودية على البرازيل ودول الصدارة. كل تلك الأمنيات والطموحات يجب ألا تشغلنا عن أهم جانب في نهائيات كأس العالم، وهو الالتزام الكامل من كل الأطراف. فالنهائيات تحفل دائماً بأعلى مستوى فني وخططي وتحكيمي واخلاقي. ونبدأ بالجماهير، وأمام الجماهير العربية فرصة للتمعن والتقليد. في كأس العالم تقدم أحدث التقاليع في الأزياء والألوان والاعلام والشعارات والهتافات من دون مساس بالجمهور المنافس أو الفرق المنافسة أو الحكام. ولم تبدر يوماً بادرة شغب في كأس العالم، وشاهدنا خروج اسبانيا الدولة المنظمة من الدور الثاني لكأس العالم 1982 في هدوء ثم المكسيك عام 1986 وايطاليا عام 1990 والولايات المتحدة عام 1994، وتقبلت الجماهير المضيفة الهزائم بروح رياضية وبقي إقبالها على المباريات ضخماً حتى النهاية. والحكام أمامهم الفرصة للحصول على حبوب الشجاعة والثقة من أداء حكام المونديال، ولدينا أربعة حكام في النهائيات هم بلقولة المغربي والغندور المصري وبوجسيم الإماراتي والزيد السعودي مع عدد من المساعدين. واللاعبون مطالبون بمراقبة المباريات في وعي وتركيز للاستفادة من فنون اللعبة التي يقدمها النجوم وتقليد ألعابهم ونقل حركاتهم والالتزام بسلوكهم. وأخيراً يبقى دور المدربين، وما أهمه، لأن المونديال يحفل دائماً بكل جديد من تطور في خطط اللعب. والجديد الذي أتوقعه في مونديال 1998 هو طريقة 3-3-2-2 بوجود ظهير حر وظهيرين للرقابة اللصيقة على رأسي الحربة، وأمامهم خط يضم ظهيرين أو جناحين في جانبي الملعب ووسطهما لاعب ارتكاز لمواجهة الهجمات المعاكسة المفاجئة، وأمامهم لاعبان يجب أن يتميزا بالموهبة العالية في اللمسة الواحدة والتمرير ودورهما رئيسي في نقل الهجمة والانطلاق السريع والتسديد القوي، وأخيراً لاعبان مهاجمان يمارسان دوراً في الضغط الدفاعي المبكر على المنافسين وفي التحرك الواعي على الجانبين لخلخلة الدفاع وفتح الطريق لزميليهما القادمين من الخلف. كل الأمنيات للعرب بمونديال ناجح... وكل الأمنيات للجميع بفائدة كبيرة... وكل مونديال وأنتم بخير.