عاشت الكويت امس اجواء ازمة سياسية حادة بعد معلومات رددتها مصادر برلمانية عن مرسوم قد يصدره الأمير الشيخ جابر الأحمد الصباح في اي لحظة بحلّ مجلس الأمة البرلمان. وبحسب المصادر فإن ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبدالله الصباح أبلغ الأمير يوم الاثنين عدم قدرة الحكومة على التعاون مع المجلس، ما يعطي الأمير خيارين اثنين: إما إقالة الحكومة او حلّ مجلس الأمة والدعوة لانتخابات برلمانية خلال شهرين طبقاً للدستور. ولم يصدر عن الحكومة اي تعليق رسمي حول هذه الانباء لكنها اكدتها عملياً بمقاطعة معظم الوزراء الجلسة الاسبوعية للمجلس امس، وحضور وزير الدولة لشؤون مجلس الأمة محمد ضيف الله شرار الجلسة وحيداً ثم شاركه في وقت لاحق وزير العدل احمد الكليب. وعُلم من نواب أجروا اتصالات مع الحكومة ان الأمير طلب عقد اجتماع للحكومة برئاسته يوم السبت المقبل، على ان يحضر رئيس مجلس الامة أحمد السعدون الاجتماع للتباحث في مشكلة العلاقة المتوترة بين الحكومة والبرلمان، لكن نواباً آخرين قالوا ان تطورات قد تحدث قبل يوم السبت ولم يستبعدوا قراراً بحل المجلس. واعتبر بعض النواب ان الاستجواب الذي قدمه النائب حسين القلاف ضد وزير الداخلية هو في اعلى قائمة اسباب التوتر الحالي، وان مساعي كانت لا تزال تبذل امس لاقناع القلاف بالتراجع عن الاستجواب. وطُرح الاستجواب ضمن جدول اعمال الجلسة البرلمانية امس، غير ان رئيس المجلس قال انه نظراً لعدم مرور 8 ايام على تقديم الاستجواب ولعدم حضور وزير الداخلية من مهمة رسمية يقوم بها في الخارج فإن المجلس أجّل النظر في الاستجواب الى الاسبوع المقبل. وعقد نحو 30 نائباً اجتماعاً غير رسمي بعد الجلسة في مكتب الرئيس السعدون. وقال النائب عدنان عبدالصمد للصحافيين ان النواب بحثوا في تفاصيل العلاقة مع الحكومة والمواضيع التي قد تكون سبباً في توتر العلاقة معها. ولدى سؤاله عن احتمال حل البرلمان قال "اذا كانوا الحكومة يريدون الحلّ فإن لديهم ادواتهم ولدينا ادواتنا وكلنا نحتكم للدستور".