بالما دي مايوركا اسبانيا - أ ف ب - بدأ سكان جزيرة مايوركا التي تقع في ارخبيل الباليار الاسباني يشعرون بالغضب بسبب استقرار الالمان بكثافة في الجزيرة طلباً للدفء. ويتهم سكان الجزيرة الالمان بإقامة معازل لغوية وتخريب المنظر العام للجزيرة. ففي المتنزه البحري "بلاتيا دو بالما" لا يشعر الالمان بالغربة بفضل لافتات كتبت باللغة الالمانية فقط والاسعار المعلنة بالمارك الالماني والنادلات اللواتي يلقين التحية باللغة الالمانية بلكنة متوسطية خفيفة. وفي السابق اطلق على مايوركا اسم "جزيرة الخادمات" لفترة طويلة. الا ان "بلاتيا دو بالما" باتت الآن مملكة ناطحة السحاب التي تقع على الشاطئ والفندق القليل الكلفة ومركز الترفيه. ومنذ حوالى خمسة اعوام بدأت "هجرة" الالمان الاغنياء والنافذين للاقامة الدائمة تحل محل غزو السياح الالمان الموسمي. وأخذ الالمان يستثمرون بكثافة في قطاع العقارات في مايوركا متبعين خطى عارضة الازياء كلوديا شيفر ولاعب التنس بوريس بيكر وغيرهم من المشاهير. حتى ان احدهم وهو رجل الاعمال كلاوس غراف اشترى قرية بينيغوال بأكملها. وقال بيرند يوغالا رئيس تحرير "مايوركا ماغازين" وهي مجلة اسبوعية تصدر باللغة الالمانية ويطبع منها 30 الف نسخة "لا يمكن ان تعتبر شخصية مهمة في المانيا الا اذا كان في إمكانك القول انك تملك منزلاً في مايوركا". واضاف "الكثيرون يقطنون هنا ويديرون اعمالهم في المانيا بواسطة الاتصالات الحديثة. بعضهم يحاول الاندماج في المجتمع لكن معظمهم لا يحتاج الى ذلك لأنهم يأتون فقط للحصول على نور الشمس". ويقطن مايوركا حالياً 35 الف الماني يقيمون بشكل دائم ويشكلون خمسة في المئة من السكان. وافادت ارقام نشرتها جامعة جزر الباليار ان هؤلاء الالمان الذين يعيشون في منازل فاخرة تحميها اسوار عالية يشغلون اليوم حوالى 20 في المئة من المناطق القابلة للبناء. وبعد ان باع عدد من السكان أراضيهم بأسعار خيالية للالمان، بدأوا يشعرون بالقلق وشكلوا "جمعية للدفاع عن مايوركا" بمبادرة من الحزب الاشتراكي في مايوركا. وقال يوزب انتوني سالاس الذي يتزعم الحزب ان "المهاجرين الالمان يملكون وسائل العيش برفاهية من دون ان يحتاجوا الى مجتمع مايوركا. وهم أقاموا قرى صغيرة داخل قرى الجزيرة، وبشكل عام لا يندمجون في مجتمعنا". واضاف ان "شعباً لا يسيطر على ارضه يفقد كل وسائل الدفاع عن نفسه". ويدعو حزب سالاس ملاك الاراضي الصغار الى مقاومة اغراءات المشترين الالمان الذي يعرضون مبالغ كبيرة. وحلل خبير المسح الجغرافي بيري سالفا في جامعة الباليار أثر غزو الالمان الكثيف على التقاليد الريفية السائدة في الجزيرة. وقال "انها الصدمة التقليدية بين العقلية المدنية والعقلية الريفية". واضاف "التقاليد هنا تمنح الفرد حق عبور اراضي الاخرين شرط ألا يسبب فيها اي اضرار. وفجأة يشتري الماني منزلاً ويتحصن خلف اسواره ولا يسمح لأحد بعد اليوم بعبور الارض. الفلاحون لا يفهمون ذلك". ودفع اضفاء الطابع الالماني على بعض القرى في الجزيرة البرلمان الاقليمي الى التصويت على قرار مطلع 1997 يقضي بفرض غرامات كبيرة على التجار الذين لا يعلقون اعلانات او لافتات باللغة الاسبانية او الكاتالانية وهما اللغتان الرسميتان في الارخبيل. وحذر وزير الاقتصاد المحلي انتوني راميس "سنحاول ملاحقة هذه الظاهرة حتى القضاء عليها"، ورأى انه "من غير المقبول فتح محل تجاري هنا من دون فهم الزبائن الذين يتحدثون بالاسبانية او بالكاتالانية".