الحدائق في التلفزيون، والحدائق من تصميم المشهورين في عالم الموضة، ثم حدائق ملكية في بريطانيا والجزيرة العربية تجعل معرض تشلسي للزهور الذي افتتح أمس في لندن جزءاً من ظاهرة تشهدها بريطانيا حالياً لم تكن تخطر على بال قبال سنة تقريباً... الحديقة تحولت الى موضة، والعناية بالنباتات واجب ورسالة. والناس يقضون أوقات الفراغ في محلات زراعة الزهور... هذا الاقبال وصل الى بليونين من الجنيهات سنوياً، وحوالي مئة مليون يصرفها الناس على المطبوعات من كتب ومجلات عن شؤون الحدائق. لا أحلم بأن تكون لي حديقة يوماً إلا إذا هبطت الثروة عليّ. ولكني اهتم بما يجذب الناس. وحالياً يستحوذ عليهم الذهاب الى المطاعم وشؤون الحدائق... يقول مصمم الأزياء كارل لاغرفيلد أن الاتصال بالطبيعة والرغبة في الاقتراب منها والاتجاه نحو الهدوء هي ما يجذب الناس إلى عالم الحديقة. لكن هناك من يرى أن أوقات الفراغ - أو البطالة على الأصح - حافز على الاهتمام بالنبات كهواية. يشتد الاقبال على برامج تلفزيونية لزراعة النباتات والعناية بها، وهذه شهيرة حتى بين الذين لا يملكون الحدائق. ومثلها برامج الطبخ التي سخر منها نقاد لانتشارها فوصفوها بأنها أصبحت "بورنوغرافيا التلفزيون". تشلسي ليس جزءاً من هذه السخرية... الحديقة هنا لم تعد ساحة للنبات والزهور أو للأعشاب. لقد تحولت الى تصاميم هندسة معمارية يساهم فيها خبراء للري والاضاءة والألوان. بل ان مساحة النبات تتضاءل فيها، فالحديقة الحديثة حل مكانها الاسمنت والتماثيل ونوافير الماء... لقد تم انشاء الحديقة داخل البيت وليس خارجه. يقول مدير المعرض ستيفن بنيث ان معرض هذه السنة سيكون من أنجح المواسم للطقس الجيد وللتصاميم الجريئة. ويلعب الماء دوراً كبيراً في المعرض، كما يتيح فرصة للحديقة "الاكزوتيكية" من ماليزيا وجامايكا والجزيرة العربية لتقدم نماذج شرقية. في تصميم جانب من حديقة مقر الشيخ زايد بن سلطان في بريطانيا مكان للخلوة والتأمل في ظل النخيل والماء. وكذلك حديقة في مقر الأمير تشارلز في "هاي غروف" تعتمد على نباتات من دون استخدام اسمدة كيماوية.