إذا قدر لافريقيا ان تحتل مركزاً غير مسبوق في كأس العالم لكرة القدم لتصعد احدى الدرجات على منصة التتويج، فإن نيجيريا بالذات هي الاقرب الى تحقيق ذلك، أي الى انهاء الاحتكار الاوروبي-الاميركي الجنوبي المستمر منذ 1930 على غرار ما فعلاً صيف 1996 عندما احرزت ذهبية دورة اتلانتا الاولمبية. وهي ترتدي فعلت جلد "الحصان الاسود" مع ان لاعبيها يفضلون لقبهم الشهير "النسور السوبر". الدولة الاكثر تعداداً للسكان في القارة اكثر من 100 مليون تملك قاعدة واسعة من اللاعبين الذين يتميزون بالقوة البدنية والمهارة معاً. ولان الكمية والنوعية مؤمنة، تستطيع نيجيريا ان تزج بخمسة منتخبات قوية في اي مسابقة، ولديها في الخارج اكثر من 100 لاعب محترف ومن مستوى عال. وهنا تحديداً صعوية المهمة التي يتولاها المدرب اليوغوسلافي الذي لا يتعب بورا ميلوتينوفيتش. فهو يملك نحو 5 لاعبين في كل مركز، وعليه ان يختار 22 فقط وليس 55. ومدرب البرازيل ماريو زاغالو افضل منه وحده من هذه الزاوية. مداخلات ومشكلة الاختيار ليست الوحيدة في الكرة النيجيرية طبعاً، وهناك اجماع من المراقبين على ان لاعبيها يمضون اوقاتهم في ازاحة الحواجز الادارية التي تعترض طريقهم بدل ان يمهدوها ليصيبوا النجاح المتوقع لهم ومنهم. وقدمت نيجيريا عروضا رفيعة عام 1984 هيأتها لاحراز كأس الامم الافريقية في تونس، وفي العام ذاته نصب منتخبها سيركاً حقيقياً في مونديال الولاياتالمتحدة وقدم عروضا هجومياً حلوة المنظر وكان بينه وبين بلوغ ربع النهائي على حساب ايطاليا خيط رفيع، أي لو لم يوفق روبرتو باجيو في اقتناص هدف التعادل في أواخر اللقاء وهدف ٍثان في الوقت الاضافي. وتبين للذين اعتقدوا ان النتائج المميزة ليست اكثر من سحابة صيف ان هذه النتائج هي في الحقيقة ثمرة الموهبة، لأن نيجيريا ازاحت البرازيل مع روماريو ورونالدو ثم الارجنتين عن طريقها لتنتزع ذهبية الدورة الاولمبية صيف 96. وكم عانى المدرب الهولندي جو بونفرير ليحصل على مستحقاته. وحتى العام الماضي لم يكن قد حصل عليها كلها! وقبل الدورة الاولمبية رفض السياسيون السماح لمنتخبهم بالتوجه الى جنوب افريقيا ليدافع عن لقبه لانهم ليسوا علي علاقة طيبة مع الرئيس نيلسون مانديلا، وبرروا قرارهم بعدم توافر الامن للاعبيهم في الدولة المضيفة. ورغم المحاولات اصروا على رأيهم، فخسر المنتخب اللقب ومنع من خوض تصفيات كأس الامم 1998. وكان كل من النسختين الاخيرتين من المسابقة اشبه باليتيم فعلا في غياب النيجيريين. ومن مآثر الادارة الكروية ايضا انها اقالت المدرب الفرنسي للمنتخب فيليب تروسييه قبيل انتهاء تصفيات مونديال فرنسا بحجة انه غير مؤهل فنياً، ولم "يقبض" احد هذه الحجة. اما السبب في ذلك فهو التهرب من دفع رواتبه وعدم القبول بزج اللاعبين الذين تريدهم الادارة بل الذين يريدهم هو. هذا غيض من فيض، والامثلة عديدة. واللافت ان اختيار المسؤولين وقع في النهاية على مدرب مستقل في رأيه ولا يمكن اللعب معه وهو ميلوتينوفيتش، فلولا جديته لما بلغ ما بلغه من شهرة. ولم يكن المدرب الصربي معتاداً على تدريب منتخب متقاعس باعتبار انه صعد بالمكسيك الى ربع النهائي وبكوستاريكا والولاياتالمتحدة الى الدور الثاني في مونديالات 86 و90 و94، ونظرا لقماشة المنتخب النيجيري فانه قادر على ان يتطلع بعيداً. وهناك اجماع في كل حال على القول ان البرازيل والمانيا والارجنتين وانكلترا وفرنسا قريبة من اللقب وعلى ان نيجيريا قادرة اكثر من غيرها على ان تكون هذه التوقعات حبراً على ورق ليس إلا. وربما يقول البعض ان النيجيريين لا يملكون الوقت الكافي للاستعداد، ومثل هذا القول مرفوض لأن المعسكرات القصيرة هي التي تنفعهم وليس المعسكرات الطويلة لأنهم ليسوا في حاجة الى تعلم الف باء اللعبة. وقد تعلموا ذلك فعلاً في انديتهم الاوروبية الكبيرة، حتى ان المنتخب الذي خاض دورة هونغ كونغ وكانت من نصيبه مطلع العام الحالي ضم الاحتياطيين لا الاساسيين المشغولين بمباريات انديتهم الاوروبية. لن يوقفنا احد... لو ومن الصعب جداً التنبؤ بالتشكيلة الاساسية التي اختارها الخبير الصربي. ومن حيث المبدأ هناك في المرمى بيتر روفاي من ديبورتيفو كورونا الاسباني. لم يلعب كثيرا منذ المونديال السابق لكن مكانه شبه محفوظ. والبديلان اللذان لعبا ضد المانيا ودياً صفر-1 في كولن هما ايكي شورومو من زيوريخ السويسري ووليم اوبارا من اورلاندو الجنوب افريقي. وفي الدفاع لعب اوتشي اوكيتشوكوو من فنربغشة التركي وتاريبو وست الذي صار من نجوم انتر ميلان الايطالي واوباراكو من كابيللين البلجيكي. ويضم هذا الخط ايضا بابايارو من تشلسي الانكليزي وايغوافون من طوربيدو موسكو الروسي وايروها من واشنطن دي سي الاميركي واوكافور من كنساس سيتي الاميركي. وفي الوسط لعب جورج فينيدي من بيتيس الاسباني وبابانغيدا واوليسيه من اياكس الهولندي واوكوتشا من فنربغشه واديبوجو من سوسييداد الاسباني واكبوبوري من شتوتغارت الالماني. وهناك ايضا لاوال من رودا الهولندي واوروما من لنس الفرنسي واوكبارا من ستراسبورغ الفرنسي. وفي الهجوم لعب نوانكوو كانو من انتر ميلان الايطالي واموكاتشي من بشيكتاش التركي وفيمتور ايكبيبا من موناكو الفرنسي. وهنا ايضا امونيكي من برشلونة الاسباني واوهين من كومبوستيللا الاسباني وسياسيا من بيرث الاسترالي وييكيني من زيوريخ السويسري. وواضح ان التشكيلة الاساسية والاحتياطية مستوردة. عموماً، يصف النقاد المجموعة الرابعة بالمجموعة الحديد لأنها تضم اسبانيا وبلغاريا والبارغواي الى جانب نيجيريا. ومع ذلك يقول مهاجم موناكو فيكتور ايكبيبا الذي اختير افضل لاعب في افريقيا لعام 1997: "لقد اثبتنا عندما احرزنا ذهبية اتلانتا اننا قادرون على التصدي لاي كان، واقول بصراحة ان قدراتنا تؤهلنا لاحراز كأس العالم. في كل حال سيكون الدور الاول حاسماً واذا ما تخطيناه لن يوقفنا احد". اللاعبون المتوقعون ايكي تشورونمو، حارس زيوريخ السويسري، 16-10-67 و10 مباريات كانت الاولى امام السودان عام 92، ترك شوتينغ ستارز الى زيوريخ قبل عامين. وليم اوبارا، حارس اورلاندو بايرتس الجنوب افريقي، 29 عاماً و7 مباريات. سيليستين بابايارو، مدافع تشلسي الانكليزي، 29-8-78 و7 مباريات دولية، عضو المنتخب الفائز بالذهبية الاولمبية وذهبية بطولة العالم للشباب. خاض مباراته الدولية الاولى مع الكبار عام 95 ضد اوزبكستان على الكأس الفرو-آسيوية. اغوستين ايغوافون، مدافع طوربيدو موسكو الروسي، 19-8-65 و52 مباراة، شارك في مونديال 94، عضو المنتخب الفائز بكأس افريقيا 94 والمركز الثاني عام 88. لعب طويلا مع غنك وكورتراي في بلجيكا وفترة قصيرة في البرتغال وهو حالياً الافريقي الوحيد الذي يجرب حظه في روسيا. بينيديكت ايرومها، مدافع الشه الاسباني، 19-11-69 و30 مباراة، سجل هدفا واحدا في مرمى ساحل العاج في نصف نهائي كأس الامم 94، تنقل بين اكثر من ناد في ساحل العاجوهولنداوالولاياتالمتحدة وخاض مباراة واحدة في مونديال 94. اوتشي اوكافور، مدافع كنساس سيتي الاميركي، 8-8-67 و33 مباراة، عضو منتخب 94 المونديالي والافريقي، لعب في لاغوس ثم البرتغال والولاياتالمتحدة. اوتشي اوكيتشوكوو، مدافع فنربغشة التركي، 4-11-67 و40 مباراة دولية، قوي بدنياً، حصل على الجنسية التركية، سبق له اللعب مع بروندبي الدنماركي. موبي اوباراكو، مدافع كابيللين البلجيكي، 11-12-76 و8 مباريات دولية، عضو منتخبات الناشئين والشباب والاولمبي سابقا، خاض مباراته الاولى مع الكبار عام 95 ضد كولومبيا. تاريبو وست، مدافع انتر ميلان الايطالي، 26-3-74 و7 مباريات دولية، لعب مع اوكسير الفرنسي وبقي مغمورا وعندما انضم الى انتر ميلان مطلع الموسم الحالي صار من افضل المدافعين في الفرق الاوروبية. موتيو اديبوجو، لاعب وسط ريال سوسييداد الاسباني، 22-21-70 و34 مباراة مع 3 أهداف، سبق ان لعب مع كاستيّون وساباديل وراسينغ سانتاندر في اسبانيا. كان احتياطياً في مونديال 94. جورج فينيدي، لاعب وسط بيتيس اشبيلية الاسباني، 15-4-71 و35 مباراة مع 3 أهداف، انتخب افضل لاعب في هولندا عندما كان عضوا في اياكس حين فاز الاخير بكأس الكؤوس الاوروبية. ربما ينضم الى ريال مدريد او برشلونة الموسم المقبل. سجل الهدف الحاسم في مرمى الجزائر عام 93 فحجز منتخبه بطاقته في المونديال الاميركي. محمد غاربا لاوال، لاعب وسط رودا كيركراده الهولندي، 22-5-74 و3 مباريات دولية كانت الاولى العام الماضي امام كينيا، عضو المنتخب الفائز بذهبية اتلانتا، لاعب سابق في فريق الملعب التونسي. اغوستين اوكوتشا، لاعب وسط فنربغشة التركي، 14-8-73 ،25 مباراة دولية مع هدفين، صانع العاب عرف الشهرة عندما كان يلعب مع اينتراخت فرانكفورت الالماني، احد نجوم الملاعب التركية ويعرف باسم "جاي جاي". بدأ اللعب عام 93 امام ساحل العاج وعضو منتخبي 94 و96. غودوين اوكبارا، لاعب وسط ستراسبورغ الفرنسي، 20-9-72 و6مباريات دولية، لعب 5 سنوات في بلجيكا قبل ان ينتقل الى فرنسا. سنداي اوليسيه، لاعب وسط اياكس، 14-9-74 و21 مباراة دولية مع هدف واحد، لعب مع كولن الالماني وريجيانا الايطالي وليرس البلجيكي من قبل، صانع العاب معروف وعضو منتخبي 94 و96. ويلسون اوروما، لاعب وسط لنس بطل الدوري الفرنسي، 30-12-76 و4 مباريات مع هدف واحد، عضو منتخب الشباب والمنتخب الاولمبي سابقا. جوناثان اكبوبوري، مهاجم شتوتغارت الالماني، 20-10-68 و7 مباريات مع هدفين، يلعب في المانيا منذ 7 سنوات امضاها مع 6 فرق مختلفة. دانيال اموكاتشي، مهاجم بشيكتاش التركي، 30-12-72 و42 مباراة مع 41 هدفا، سبق ان لعب مع بروج البلجيكي وايفرتون الانكليزي وعضو سابق في مختلف المنتخبات النيجيرية. ايمانويل امونيكي، مهاجم برشلونة الاسباني، 25-12-70 و25 مباراة سجل فيها 8 أهداف، ضمه الزمالك المصري الى صفوفه بعد دورة الالعاب الافريقية 91 ثم انتقل الى سبورتينغ لشبونة البرتغالي قبل ان ينضم الى برشلونة حيث لم يعد يجد لنفسه مكاناً اساسياً. لعب مع مختلف المنتخبات النيجيرية لكنه خارج "الفورمة" بسبب عملية جراحية في الركبة. تيجاني بابانغيدا، مهاجم اياكس الهولندي، 25-9-73 و3 مباريات، شارك في اولمبياد اتلانتا. فيكتور ايكبيبا، مهاجم موناكو الفرنسي، 12-6-73 و14 مباراة سجل فيها هدفاً واحداً، اختير افضل لاعب افريقي للعام الماضي. نوانكوو كانو، مهاجم انتر ميلان الايطالي، 1-8-76 و6 مباريات وهدف واحد، قائد المنتخب الفائز بذهبية اتلانتا عندما كان لاعباً في اياكس وانتخب افضل لاعب افريقي لعام 1996. وبعد الدورة انضم الى انتر ميلان الايطالي فثبت من الفحص الطبي انه يعاني مشكلة خطيرة في القلب. واعتقد كثيرون انه انتهى كلاعب لكنه خضع لعملية جراحية في الولاياتالمتحدة وعاد الى الملاعب بعد غياب طويل الى ان صار اساسياً في صفوف فريقه منذ اسابيع قليلة فقط. كريستوفر اوهين، مهاجم كومبوستيلا الاسباني، 14-10-70 ومباراة دولية واحدة، يعيش في اسبانيا منذ 10 سنوات، سجل 42 هدفا لفريقه الحالي في المواسم الثلاثة الاخيرة. شارك في بطولة العالم للشباب الذي حل ثالثاً عام 95 في السعودية. رشيد ييكيني، مهاجم زيوريخ السويسري، 33 عاما و43 مباراة دولية. كان من نجوم المنتخب في السنوات الاخيرة لكنه تقدم في السن وتنقل بين اندية البرتغال واسبانيا وسويسرا. البطاقة مساحة نيجيريا 923770 كلم مربعا وعدد سكانها 500،200،100 مليون نسمة تأسس اتحاد كرة القدم فيها عام 1945 وانضم الى الاتحاد الدولي عام 1959. عدد الاندية 530 واللاعبين 60450 احرزت كأس الامم الافريقية عامي 80 و94 وذهبية دورة اتلانتا الاولمبية 96 وبطولة العالم للناشئين 75 وبطولة العالم للشباب 93 الطريق الى فرنسا فازت على بوركينا فاسو 2-صفر و 2-1 وتعادلت وكينيا 1-1 وفازت عليها 3-صفر وفازت على غينيا 2-1 وخسرت امامها صفر-1