نشكركم كل الشكر على اتصالكم بنا في ايكاردا وإتاحة الفرصة لنا للرد على ادعاءات مؤسسة RAFI في تقريرها المنشور تحت عنوان "سنابل الغضب" في العدد الصادر في 14 شباط فبراير من مجلة "New Scientist" التي نشرت ايضاً في عدد "الحياة" الصادر في 25 شباط 1998 تحت عنوان "قراصنة النباتات استولوا على بذور الحمص والعدس من سورية وايران والهند". اوضح لكم ان هذه الادعاءات ليست صحيحة بل تسيء الى المركز الذي كرّس 20 عاماً من تاريخه في تحسين احوال المزارعين في المناطق الريفية من العالم النامي عموماً وفي مناطق غرب آسيا وشمال افريقيا خصوصاً. ومن منطلق المسؤولية الدولية الملقاة على عاتق المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة ايكاردا في تحسين محاصيل الشعير، الفول البلدي والعدس، كذلك المسؤولية الاقليمية لتحسين محاصيل القمح الطري، القمح القاسي، الحمص، ومحاصيل الاعلاف والمراعي. وساهمت ايكاردا في تحديث البرامج الزراعية الوطنية في الدول النامية عن طريق فرص التدريب وإمداد هذه الدول بالأصول الوراثية المحسنة عالية المحصول والجودة او المقاومة للأمراض والحشرات والملائمة للظروف البيئية القاسية مثل البرودة الشديدة، الحرارة المرتفعة، والجفاف، وتوزيع هذه الاصناف المحسنة على المزارعين. حتى نهاية عام 1997 كان عدد الاصناف المعتمدة في المحاصيل المختلفة بواسطة البرامج الوطنية بالتعاون مع ايكاردا من غرب آسيا وشمال افريقيا 337 صنفاً. وهناك دول اخرى من جنوب آسيا، اميركا اللاتينية وافريقيا اعتمدت ما يقرب من 40 صنفاً من هذه المحاصيل المختلفة. وتشجع الايكاردا كمركز دولي تبادل الاصول الوراثية بين الباحثين في مجال تربية النباتات وتحسينها داخل القطر الواحد أو بين الاقطار المختلفة في الشمال والجنوب ولا تضع اي قيود على البرامج الوطنية في الدول النامية من استعمال هذه الاصول الوراثية. وتقوم ايكاردا منذ تأسيسها بمجهود كبير في جمع وتقييم وحفظ الاصول الوراثية للمحاصيل المختلفة التي يقع على عاتقها مسؤولية تحسينها وزيادة انتاجها. ولدينا الآن ما يقرب من 110.000 مدخل من هذه المحاصيل المختلفة كذلك اصولها البرية. وطبقاً لما اتفق عليه في المؤتمر الدولي للتنوع الحيوي، فإن كل الاصول الوراثية الموجودة لدى كل المراكز الدولية وضعت تحت وصاية امانة منظمة الاغذية والزراعة FAO التابعة للأمم المتحدة. ووقعت ايكاردا اتفاقية مع منظمة الاغذية والزراعة بتاريخ 22 من تشرين الاول اكتوبر عام 1994 وبمقتضاه اصبحت الاصول الوراثية لدى المركز معرفة ومميزة منذ ذلك التاريخ. والاصول الوراثية التي في حوزتنا ما هي الا امانة لدينا من أجل فائدة المجتمع الدولي. ونحن نقوم بارسال البذور المتاحة لدينا بناء على طلب المؤسسات الوطنية والاقليمية والدولية بغرض الابحاث العالمية او تربية النباتات من دون اي قيود بشرط ان لا حق لأحد من الملكية القانونية أو حق الملكية لها وستستمر ايكاردا على هذا الطريق في المستقبل. دعني أعود الى مسألة طلب الباحثين الاستراليين الحصول على حق الملكية لصنفي العدس الاحمر والجلبان المستنبطين من مواد مرسلة لهم من ايكاردا. هذه المواد ارسلت لهم قبل ان توقع الاتفاقية مع منظمة الاغذية والزراعة FAO لذلك لم تشملها اتفاقية تبادل الاصول الوراثية، وان الاستراليين كانوا يناقشون حق الملكية لهذين الصنفين داخل استراليا من دون وضع قيود على استعمالها في الخارج اذ ارسلت هذه المواد الى استراليا قبل توقيع الاتفاقية من دون اتفاق على تبادل الاصول الوراثية وان طلبهم لحق الملكية كان فقط للاستعمال الداخلي من دون اي قيود على استعمالها في غرب آسيا وشمال افريقيا. وفسر هذا تفسيراً خاطئاً من قبل مؤسسة FAFI متجاهلة ان ايكاردا تعمل بصدقية منذ 20 عاماً على حفظ واستغلال الاصول الوراثية في خدمة تطوير الزراعة في الدول النامية من دون اعطاء حق الملكية الى اي كان. وبناء على طلبنا سحب الاستراليون طلبهم لحق الملكية لهذين الصنفين من البقوليات. ان سوء الفهم هذا والتسرع في نشر الاتهامات والادعاء ان ايكاردا تساعد على القرصنة البيولوجية من دون تحري الحقيقة امر يدعو الى الاسف الشديد، وعموماً ان الاصول الوراثية لدى ايكاردا هي تراث عالمي ويعتبر عنصراً اساسياً لزيادة الانتاج الزراعي لمحاربة الجوع والفقر وسوء التغذية في الدول النامية. وان ايكاردا ملتزمة بالعمل مع البرامج الوطنية في غرب آسيا وشمال افريقيا كذلك في المناطق الجافة من العالم بغرض الزيادة المستدامة للانتاج الزراعي.