الفنانة نجلاء فتحي امضت ثلاثة اشهر في تدريبات شاقة للعزف على آلة "الكمان" الموسيقية تحت اشراف مدرسي معهد الكونسرفتوار، وذلك من اجل فيلمها الجديد "كونشرتو درب سعادة" إخراج اسماء البكري. "الحياة" التقتها لتعرف منها قصة الكمان، ونوعية ادوارها السينمائية، وارتباطها بالمخرجة ايناس الدغيدي، وتجربة الانتاج والمسرح في حياتها. اين كنت خلال الاشهر الثلاثة الماضية؟ - كنت تلميذة مجتهدة، اذ عقدت جلسات مكثفة مع عدد من اساتذة الكونسرفتوار، وتعلمت العزف على الكمان، كما شاهدت افلام فيديو لأشهر عازفي الكمان في العالم لأتعرف الى اسلوب العزف وتحية الجمهور. واستفدت كذلك من خبرة الفنان حسن كامي في عالم الاوبرا والغناء، وهو يشاركني بطولة الفيلم الجديد "كونشرتو درب سعادة". الفيلم ترجم الى الانكليزية والفرنسية وارسل الى مهرجان "كان"، واتمنى ان ننجح في المشاركة هذا العام ليكون لمصر مقعد في هذا المهرجان للعام الثاني بعد "المصير" العام الماضي. هل خاصمت ادوار "البنت الدلوعة" بالصدفة ام بحكم الزمن؟ - بالتأكيد مع سبق الاصرار، فأنا في الفترة الأخيرة اتجهت فعلا الى معالجة القضايا الانسانية والاجتماعية في اعمالي وبصورة اكثر جدية وعمقاً. والعامل المشترك في هذه الاعمال هو قضية المرأة المصرية المكافحة البسيطة التي تغامر وتقاوم بصلابة الانكسار والفقر وقلة الحيلة. وهذا الموضوع كان واضحاً في أفلامي "سوبر ماركت" و"احلام هند وكاميليا" و"ديسكو" و"الجراج"، لأن وضع المرأة المطحونة يشغلني بشدة، واشعر بها وبمعاناتها. واعتقد بأنني لن اكون جديرة بلقب فنانة اذا لم انقل ابعاد هذه المعاناة الى الشاشة. ما سر ارتباطك بأعمال المخرجة ايناس الدغيدي؟ - انا وايناس صديقتان جدا منذ زمن، وقد عاصرت مراحل تطورها منذ كانت مساعدة ثانية للمخرج ثم مساعدة اولى. لكنني فوجئت بها تريد ان تخرج فيلماً، وعلمت انها جادة في هذا القرار. كنت وقتها في فرنسا، اتصلت بي والدتي واخبرتني ان ايناس احضرت لي سيناريو من اخراجها، فضحكت بشدة ولم اصدق في بادئ الامر. ولدى عودتي قرأت السيناريو من باب حب الاستطلاع، لكني فوجئت باختيارها لموضوع جيد جدا، كان غريباً وجريئاً وجديداً في ان واحد. هنا ادركت انها جادة في قرارها فأتصلت بها لأخبرها بموافقتي. ويرجع ارتباطي بأعمالها الى ان معظم هذه الاعمال يعكس قضايا المرأة المصرية البسيطة المكافحة. بصراحة، هل اسم نجلاء فتحي ما يزال اسماً مطلوباً في سوق الانتاج السينمائي؟ - اعتقد بأنني ما زلت مطلوبة، اذ يعرض علي كل شهر ما يزيد على خمسة افلام. هناك افلام اقرأها واخرى لا اقترب منها. يكفيني ان اعرف اسم المخرج، واسم الشركة المنتجة، وقبلها اسم المؤلف. وبالنسبة الى جيلي فهو ما زال مطلوباً. فمثلا ميرفت امين مطلوبة هي الاخرى وبشدة، ويعرض عليها الكثير من الاعمال وترفض معظمها، كذلك هناك بين الرجال نور الشريف وحسين فهمي ومحمود يس. لماذا نشاهد احياناً افلاماً متواضعة المستوى تحمل اسم نجلاء فتحي؟ - حين أقبل هذه الاعمال تكون الافكار على الورق جيدة، ولكن في الاستوديو وبعد التوقيع، يتبدل الوضع. ولا انكر انه في احيان كثيرة يسهل خداعي. اختيارك ضمن لجان التحكيم في المهرجانات العربية والدولية، ماذا يعني لك؟ - إنه شرف كبير ومسؤولية. فهي خطوة الى الامام في تاريخي الفني، وكان صاحب الفضل فيها الكاتب الراحل سعد الدين وهبة الذي اختارني عضو لجنة تحكيم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته قبل الاخيرة... واعتبر هذا المهرجان صورة مشرفة للفن في مصر. ترددت كثيراً عندما عرضت علي العضوية واحسست بخوف شديد لانها كما قلت مسؤولية، لدرجة انني اتصلت بالفنانة مديحة يسري، وسألتها لانها مرت بالتجربة نفسها من قبل، فطمأنتني وشجعتني. لماذا خضت تجربة الانتاج؟ - الفن كله متصل ببعضه، واحلامي تتحول كل فترة الى مجال جديد. كنت احلم بالإشراف على المونتاج ثم تحولت الى الانتاج وتحمل مسؤولية فيلم بأكمله. والفنان الحقيقي هو الذي يضع مستقبله في خدمة فنه. وغير معقول ان ابني عمارة او اشتري محل ازياء ولا اعمل في مجال السينما. وانا شخصياً احاول ان ارد الجميل الى صناعة السينما، والمسألة كلها عبارة عن حلقة متصلة، واحلامي القادمة بالإخراج. كنت مرشحة لدور جيهان السادات في فيلم "سيدة من مصر" الذي ينتجه ويقوم ببطولته الفنان احمد زكي، فماذا حدث؟ - هذا المشروع عمره ثماني سنوات، لكنني اعتذرت عنه بسبب تعارض مواعيد التصوير مع مواعيد امتحانات ابنتي ياسمين. وشخصية السيدة جيهان السادات تتمنى اية نجمة القيام بها، لانها شخصية ثرية وذكية جدا وفيها كل تناقضات المرأة الجميلة والعصرية. والحقيقة ان السيدة جيهان السادات هي التي رشحتني للدور عندما عرضت فكرة الفيلم عليها. لماذا انت بعيدة عن المسرح؟ - كل ما يشاع وينتشر عني من ان الجمهور سيراني قريباً على خشبة المسرح غير حقيقي بالمرة. وليس هذا قلة تقدير مني للمسرح بل العكس، فأنا احترم واقدس العمل المسرحي وكل من يعمل به، لانه يحتاج الى تفرغ كامل. ويفرض على الفنان حياة اشبه بالحياة العسكرية، وهذا لا يناسبني. ثم انني أولاً وآخراً نجمة سينمائية، واعشق السينما. هل لديك نشاط اجتماعي؟ - انا عضو في مجلس ادارة جمعية "ابنتي" وهي جمعية تحت التأسيس تهتم باليتيمات واللقيطات ومقرها في مدينة 6 اكتوبر. وما أحدث اخبارك الفنية؟ - انا في انتظار عرض مسلسلي "زي القمر"، وفيه اجسد شخصيات عدة. وحلقاته تحمل عناوين منفصلة منها "ألغاز حريمي" و"لو" و"افديك بروحي" و"الحاسة السادسة"، واتمنى ان يحظى المسلسل بإعجاب المشاهد المصري والعربي.