أعماق البحر الأحمر الممتدة في سيناء لمسافة 600 كيلومتر غنية بالشعاب والجزر المرجانية والأسماك الملونة النادرة، الا انها لم تدخل مجال الاستثمار الا حديثاً، بعدما أقام القطاع الخاص مراكز عدة للغوص لاستغلال الامكانات السياحية التي تتيحها الأعماق. وتتوقع الدراسات التي اجريت ان يبلغ عدد السياح هواة الغطس الى بلايين عدة من الغاطسين مع نهاية عام 2000 ينتظر ان تجذب السواحل المصرية قدراً كبيراً منهم. ودفعت الأهمية العالمية لتلك المنطقة المستثمرين الى اقامة مراكز للغوص في مناطق عدة جنوبسيناء وتشمل نادي غوص "اكوامارين" و"اكوانوت" و"ريردس" و"هشام جر" و"غزالة" و"الفيروز" في شرم الشيخ، بالاضافة الى مراكز اخرى عدة في مدينة دهب مزودة بأحدث الأجهزة والمعدات. ومن الممكن مزاولة كل الرياضات البحرية في المدينة التي تحوي مدرسة للغوص تؤهل للحصول على ترخيص دولي للغوص. كما تضم مدينة نويبع مراكز مماثلة تابعة للقرى السياحية. ولم تتوقف مشاريع استغلال أعماق البحار المصرية لطبيعتها الفريدة عند حد مراكز الغوص، انما امتدت لتشمل أنشطة استثمارية اخرى مقامة للاستفادة من هذه الامكانات الطبيعية الهائلة. وطرح المشروع القومي لتنمية سيناء، خططاً لاقامة مراكز للتصوير تحت الماء، وأخرى متكاملة لكل مستلزمات البحر والغطس في مناطق رأس سدر وطور سيناء وشرم الشيخ ودهب ونويبع. وتعتبر منطقة رأس محمد احدى أشهر مناطق الغطس المعروفة في العالم. وتقع عند طرف شبه جزيرة سيناءالجنوبي، وهي نقطة التقاء خليج السويس بخليج العقبة، وتصل الرؤية في تلك المنطقة الى نحو خمسة كيلومترات ما يسمح بنفاذ الشمس الى الأعماق. ورأس محمد هي ملتقى هجرة الأسماك، وتحوي في أعماقها أشجار المانغروف التي تكسو الممر المائي في الطرف الغربي من المنطقة وتعمل جذور هذه الأشجار على تنقية المياه من الشوائب. كما تحوي المنطقة الصدع الذي حدث جراء الهزات الأرضية ويعتبر أحد المعالم الفريدة في هذا العالم، وبها قشريات نادرة. اما دهب فتعتبر منطقة "جني" وشاطئ اللسان ونقب "شاهين" فيها من أهم مناطق الغوص في العالم، وأقيمت تحت سطح مياهها الصالة الزرقاء التي يسافر اليها عشاق الغوص من جميع دول العالم، وتتم فيخا اختبارات الغوص تحت الماء للحصول على شهادة دولية للمحترفين والهواة. ولاجتياز هذا الاختبار ينبغي ان ينزل الغواص الى الماء، ويدخل الصالة الزرقاء حيث يقوم بالتصوير. وأمام أهمية الامكانات الهائلة التي تحفل بها مياه البحر الأحمر اتخذت مصر اجراءات للحفاظ عليها شملت اقامة مركز دولي لمكافحة التلوث والحفاظ على محمية رأس محمد. وتتضمن المحطات حقلين للدراسات العملية البيئية بالاضافة الى تطوير مراكز الغوص تحت الماء واجراء دورات تدريبية عدة لاعداد متخصصين في هذه الرياضة.