قالت مصادر غربية في تونس ان الحلف الاطلسي قرر دعوة ممثلين عن كل من المغرب وتونس ومصر والاردن وموريتانيا واسرائيل الى مشاورات على مستوى السفراء ستجري في مدينة بلنسية الاسبانية خلال شباط فبراير المقبل. واوضحت ان الاجتماعات تندرج في اطار الاعداد للقمة الاطلسي التي تستضيفها واشنطن في نيسان ابريل المقبل للاحتفال بمرور خمسين عاماً على انشاء الحلف. واضافت ان وزراء خارجية الحلف قرروا في اجتماعهم الاخير في بروكسيل في وقت سابق من الشهر الجاري اجراء مشاورات مع الشركاء الجدد في الحلف بولندا وهنغاريا وتشيكيا والشركاء المحتملين تمهيداً لقمة واشنطن. وتندرج المشاورات مع البلدان العربية الخمسة واسرائيل في اطار الجهود الرامية لتطوير وظائف الحلف ومعاودة النظر في سياساته وخططه التي ستحدد القمة المقبلة ملامحها النهائية. وكان الحلف فتح حواراً مع كل من مصر وتونس والمغرب وموريتانيا في العام 1994 واستبعد ليبيا، فيما رفضت الجزائر المشاركة في الحوار الذين تم في شكل منفصل مع كل بلد. واقام الحلف في الوقت نفسه حواراً رسمياً مع الدولة العبرية ثم انضم الاردن الى البلدان العربية الاربعة في العام التالي بطلب منه وبات طرفاً في اللقاءات الجارية في بروكسيل على مستوى السفراء. وافادت المصادر الغربية نفسها، ان اللقاءات التي جرت حتى الآن ركزت على "ازالة الشكوك والمخاوف العربية ووضع اطار للتعاون في المجالات المتاحة والتي لا تقتصر بالضرورة على المجالات العسكرية والامنية وانما تشمل كذلك حماية الثروات البحرية والاغاثة في زمن الكوارث والتعاون في المجالات العلمية. وكان الامين العام للحلف خافيير سولانا اكد في اجتماع وزراء الخارجية الاخير في بروكسيل ان "جميع اعضاء الحلف مهتمون بالحوار مع البلدان المتوسطية". وعلمت "الحياة" ان الوفود العربية التي دعيت للمشاركة في لقاء بلنسية سيرافقها خبراء وباحثون في اطار السعي لوضع رؤية طويلة الامد للتعاون الثنائي بين الحلف وهذه البلدان تكون استكمالاً للجلسات التمهيدية التي عقدت العام الماضي بين الجانبين في برشلونة ولم يصدر شيء عن فحواها. واكدت المصادر ان كلاً من ايطاليا واسبانيا تتزعمان حالياً الجهود الرامية للخروج بصيغة تعاون دائمة بين الحلف والبلدان المتوسطية. وكان رئيس الوزراء الايطالي السابق رومانو برودي اعلن خلال زيارته تونس الربيع الماضي ان البلدان المتوسطية تناقش صيغة لمشروع معاهدة للامن والتعاون في المنطقة المتوسطية في اطار الاعداد للندوة الوزارية الاوروبية - المتوسطية التي تستضيفها مدينة شتوتغارت الالمانية في شباط فبراير المقبل، لكنه لم يشر الى علاقة المعاهدة بالحلف الاطلسي.