قريباً يتحرر مريض السكري من حقن الانسولين التي تؤلمه وتقيد حياته. وبدل الإبر التي تترك آثاراً في الجلد سيستنشق المريض مسحوق الانسولين، فيما لن يضطر الأطفال الى ابتلاع أدوية مرة كريهة الطعم، بل سيأخذونها في فواكههم المفضلة. هذا ما تقدمه صناعات الدواء التي تتنافس في ايجاد طرق غير مؤلمة وأمينة لايصال الدواء الى موقع المرض مباشرة. أدوية "ذكية" استنشاق مسحوق الانسولين تجاوز التجارب المختبرية، وبدأت تجارب استخدامه على مرضى حقيقيين. وذكر تقرير في صحيفة "واشنطن بوست" أن شركات عدة تقوم حالياً بتطوير إنسولين الاستنشاق. ولا تمثل هذه المُنّشقات سوى رافد صغير من تيار عريض في صناعة الصيدلة العالمية التي تنفق بلايين الدولارات للعثور على طرق مبتكرة لايصال الأدوية الى الجسم. وبين المبتكرات الجديدة رقع صغيرة توضع على الجلد وفيها بطاريات صغيرة جداً تضخ الدواء عبر مسامات الجلد، وحقن تشبه الأقلام في الشكل ولا تسبب آلاماً تقريباً وأقراص دواء "ذكية" تطلق الدواء استجابة لاشارات تصدر عن الجسم. ومن المبتكرات التي تقلل الآثار الجانبية أدوية مغلفة بطبقة دهنية تذوب عند وصول الدواء الى الموقع المصاب في الجسم. فواكه للمناعة ويطور الباحثون فواكه وخضر يأكلها الناس لتعزيز مناعة أجسامهم وقدرتهم على مقاومة الأمراض. ويعملون على تطوير أمصال في جيلاتين يكفي مسحه على الجلد من دون إثارة الفزع لدى الأطفال، كما تفعل الحقن. وذكرت نشرة الصناعات الصيدلية MedAdNews أن تطوير بعض هذه الأدوية استغرق أعواماً عدة. وأوردت النشرة أسماء 106 شركات دولية مساهمة في أعمال البحث والتطوير، وقالت ان ايصال الدواءالى الجسم أصبح أكثر فروع علوم الصيدلة رواجاً. ويتوقع أن تحقق شركات صناعة الأدوية موارد خيالية من هذه المبتكرات. شركة SBC Warburg تتوقع أن تقفز موارد تقنياتها الخاصة بايصال الأدوية من عشرة بلايين دولار عام 1995 الى 40 بليوناً سنة 2005. رش الانفلونزا وتتوقع "واشنطن بوست" أن تغير بعض هذه المنتجات الحياة الاجتماعية للناس. وفي مدينة تمبل، ولاية تكساس يجري حالياً رش مصل جديد ضد الانفلونزا في أنف الصغار بأمل التوصل الى وقف انتشار عدوى الوباء. والانفلونزا هي الوباء الوحيد الذي يكتسح العالم ويقتل ملايين الناس سنوياً، مع ذلك فالناس يترددون في أخذ حقن الأمصال المضادة له. وقد يؤدي استبدال الحقن المؤلمة بمصل الأنف الى ايجاد سلاح ناجع في مكافحة الانفلونزا. ويُعتقد بأن الأطفال هم الوسيط الرئيسي في نقل الوباء، وقد يساعد المصل الذي يعطى لهم بالأنف الى وقاية المجتمع ككل. والمصل الجديد من انتاج شركة "آفيرون" في كاليفورنيا وقد تمر سنوات قبل طرحه في الأسواق. لكن علماء الأوبئة الذين يولون الموضوع الأولوية يؤكدون على تركيز الجهود على انتاج وسائل سهلة وسريعة لايصال الأمصال للجسم. فعند انتشار وباء مفاجئ لا يتوافر الوقت الكافي لتوريد كميات كبيرة من الأمصال. قاتل الجراثيم وتعلق الآمال على الجيلاتين الذي تطوره شركة Iomai Corp. في واشنطن. يمسح الجلد بالجيلاتين الذي يتغلغل عبر الجلد ويعزز مناعة الجسم ضد الجراثيم. وتعتمد التقنية على مزج المصل المعتاد بسم تنتجه الجراثيم. والجراثيم لا تضر سطح الجلد، لكنها توقظ جهاز المناعة وتحثه على الرد بشكل عنيف على جزيئات المصل القريبة. وقد نجحت تجارب المصل على الحيوانات وبدأت تجارب استخدامه على البشر. وفي مقال في مجلة "نيتشر" Nature ذكر الدكتور غريغوري غلين الذي قام بتطوير التقنية الجديدة أنها تقدم امكانات مثيرة. وقال انها تقنية بسيطة تناسب البلدان الفقيرة خصوصاً التي تفتقر الى العدد الكافي من الأطباء والممرضين ولا تتوافر لديها الكمية الكافية من الحقن المعقمة. فالمصل الموضوع في جيلاتين يمكن لأي شخص استخدامه من دون الحاجة الى طبيب أو ممرض.