يطمح بطل السباحة السوري هشام المصري الى نيل ميدالية ذهبية في دورة الالعاب الآسيوية بعد أسابيع قليلة في بانكوك، لذلك فهو يخوض معسكراً مغلقاً في دمشق استعداداً لهذا الاستحقاق الدولي. وكان هشام 25 سنة اتجه في العام الجاري إلى سباقات المسافات الطويلة واحتل عدداً من المراكز المتقدمة اهمها المركز الاول في سباق "ايفيان لوزان الدولي" الذي اقيم باشراف الاتحاد الدولي للسباحة، وفوزه بالمركز الاول في البطولة العربية لسباحة المسافات الطويلة في الاسكندرية. لكن احتلال هشام المركز الثامن في سباق النيل الدولي الذي جرى اخيراً احتفالاً بذكرى حرب تشرين الاول اكتوبر فاجأ المراقبين مع انه عزا ذلك الى التزامه بالمسار المحدد للسباق قبل الانطلاق وهو الدوران في عمق مياه النيل في نقطة تفرع النيل الى فرعين ليشكل جزيرة في حين لم يلتزم المتسابقون الآخرون. وقال هشام ل "الحياة" ان المتسابقين الآخرين مروا من بين سفينتين فرعونيتين متوقفتين عند الشاطئ في نقطة قريبة من فندق شيراتون الجزيرة "ما جعل الفارق بيني وبينهم بحدود عشرين دقيقة". وهذا ما جعل المصري يفكر بالانسحاب المبكر من السباق كما فعل السباح الارجنتيني الذي كان يسير مع هشام الذي وقع في "المطب نفسه"، لكن مرافق هشام وهو شقيقه شوكت طلب اليه الاستمرار معتبراً اكمال السباق بمثابة تمرين استعداداً لسباق شرم الشيخ. وبالفعل اكمل السباق من دون النظر إلى مركزه فاحتل في سباق شرم الشيخ المركز الثاني بعد الارجنتيني الذي يعتبر واحداً من اقوى السباحين في العالم. ورغم اتجاه هشام الى السباحة للمسافات الطويلة، فإنه لا يزال يقوم بتدريباته على المسافات القصيرة في 1500م و400م حرة. وقال: "رغم اتجاهي الى المسافات الطويلة فانني سأتابع مشواري في مسابقة المسافات القصيرة وأهيئ نفسي الآن الى المشاركة في دورة بانكوك نهاية العام الحالي في سباقي 1500 و400م". وأمل المصري في ان يحقق ميدالية ذهبية تضاف إلى الميداليات الكثيرة التي نالها في البطولات السابقة "لانني بطل الدورة الآسيوية في اليابان وأحمل الآن لقب بطل آسيا". ويسعى هشام الى تحقيق العديد من الميداليات في الدورة العربية التي ستقام في الاردن العام المقبل اضافة الى مشاركته في دورة غرب آسيا واولمبياد سيدني في العام 2000. ورغم طموحه بتحقيق العديد من الميداليات في الاستحقاقات القادمة فانه عبر عن عدم ارتياحه في المعسكر الحالي في دمشق "لعدم وجود التجهيزات المطلوبة"، كما انه يفاجأ في بعض الاحيان بان يجد "المسبح مغلقاً او ان تكون المياه غير نظيفة، اضافة الى عدم وجود المسبح الضروري لتجهيز السباحين. والمسبح الحالي لكل الفئات العمرية حيث تسود الفوضى وهذا ما يؤدي الى انزعاجي في التدريب". وحمّل هشام القيمين على رياضة السباحة المسؤولية الكاملة لعدم توفير المدرب الناجح، معتبراً شقيقه شوكت "أفضل مدرب لي. لكن اتحاد السباحة أصر على المدرب الروسي برويس وقد قبلت بذلك مع تحميلي لهم كافة النتائج التي يمكن أن احققها". وأبدى السباح الآسيوي انزعاجه الشديد لعدم تأمين معسكر خارجي له اذ "لا يوجد منافس حقيقي لي في سورية". وطالب المسؤولين بزيادة مكافآته التي يأخذها "لأنها تلبي الحاجات الضرورية لحياتي المعيشية كوني أصبحت رب أسرة وما زلت أتقاضى مبلغ مئة دولار شهرياً". وفكر هشام مرات عدة بالاعتزال نتيجة لپ"المضايقات" التي تعرض لها من اتحاد السباحة. وقال :"كلما أطالبهم بتأمين معسكر خارجي يقولون لا توجد لدينا امكانات مادية لذلك، اذ انني اذهب إلى صديق من أجل عمل التدليك لعدم وجود طبيب مختص في هذا الشأن مرافق لمنتخب السباحة وقد طالبنا اتحاد السباحة عدة مرات بتأمين طبيب لكنهم لم يستجيبوا". وعن سبب اتجاهه الى السباحة الطويلة قال ان ذلك جاء "لأنها تحتوي على جوائز مادية وما دمت استطيع الحصول على مراكز متقدمة فليس لدي أي مشكلة". وقد شجعه شقيقه شوكت كي يتجه إلى هذه الرياضة الصعبة بعدما وجد لديه الامكانات والقدرة على خوض البطولة في المسافات الطويلة. مشوار طويل وكان هشام بدأ رياضة السباحة منذ عام 1982 مع شقيقيه شوكت المصري بطل الدورة العربية الخامسة، وبسام بطل العالم في سباق عبور المانش في انكلترا وبطل سباق كابري نابولي الإيطالي. وشجعه شقيقه شوكت على الاستمرار في السباحة، وكانت بداياته مع نادي الاتحاد الحلبي. وفي العام 1990 انتقل الى نادي الجيش وشارك في اول بطولة للجمهورية العام 1986 وحقق المركز الأول في فئة الناشئين. وفي العام 1987 نال ايضاً بطولة الجمهورية لنفس الفئة، وفي العام نفسه شارك في بطولة الجمهورية للرجال وكان عمره 14 عاماً وأحرز المركز الأول عندها تمت دعوته الى المنتخب الوطني للمشاركة في دورة البحر الابيض المتوسط حيث سجل فيها رقماً سورياً جديداً. كما ان هشام هو بطل الدورة العربية للناشئين بالمغرب العام 1989. واحرز ذهبيتين في سباق 400م و1500م حرة. وشارك في البطولة العربية الاولى للرجال العام 1989 وكان عمره 16 عاماً وأحرز الميدالية الذهبية، واعتبر مفاجأة البطولة قياساً الى عمره حيث سجل رقماً عربياً جديداً في 1500م حرة. ومن ذلك العام والى الآن يحمل لقب بطل العرب في سباق 1500م حرة و400م متنوعة و400 و800م حرة و200م فراشة و200م حرة. وأحرز هشام العديد من البطولات الآسيوية اهمها بطولة آسيا والباسيفيك التي أقيمت في سنغافورة العام 1991 واحرز فيها اربع ميداليات ذهبية وكأس أفضل سباح ويحمل لقب بطل آسيا في سباق 1500م والرقم الآسيوي وقدره 71،29،15 دقيقة لا يزال مسجلاً باسمه. وهو بطل دورة غرب آسيا التي اقيمت في ايران حيث حصل على ذهبيتين العام 1997. وشارك في ثلاث دورات للبحر المتوسط في سورية واليونان وفرنسا وحقق اول ذهبية للعرب عندما سجل رقماً قدره 85،32،15 دقيقة في العام 1993، ونال بطولة العالم العسكرية في ايطاليا العام 1995.