على رغم تصاعد التوتر بين واشنطنوبغداد والاعلان عن تدابير احترازية في المنطقة تحسباً لعمليات عسكرية متوقعة، واصل الأردنيون احتفالاتهم بعيد ميلاد الملك حسين الذي صادف امس، متجاهلين الحشود العسكرية الاميركية في الخليج، والاحتياطات التي اتخذتها الحكومة الأردنية تحسباً لتداعيات المواجهة مع بغداد. والأردنيون الذين كانوا منذ غزو الكويت من اكثر العرب حماسة لمتابعة اخبار العراق ومواجهاته المتكررة مع الولاياتالمتحدة، يبدون أقل اهتماماً هذه المرة بلعبة "القط والفأر" بين بغدادوواشنطن، وأكثر انشغالاً بشؤون حياتهم اليومية وبمتابعة اخبار الملك الذي يتوقعون عودته في الثلث الاخير من الشهر المقبل بعد غياب نحو خمسة اشهر للعلاج في الولاياتالمتحدة. ويبدو ايضاً ان الأردنيين سئموا سياسة التأجيج شبه الموسمية التي يتبناها الرئيس صدام حسين لافتعال ازمة مع الادارة الاميركية بين وقت وآخر، عن طريق تعطيل عمل المفتشين الدوليين، والذي ينتهي عادة بتراجع الرئيس العراقي ومواصلة عمليات التفتيش. وتكرس اخيراً اقتناع لدى الأردنيين بأن الولاياتالمتحدة ترغب في بقاء صدام في السلطة. وشملت الاحتفالات بعيد ميلاد الملك حسين 63 سنة نشاطات ثقافية واجتماعية وعرضاً فنياً كبيراً نظم برعاية نائب الملك ولي العهد الامير الحسن في المدينة الرياضية بمشاركة 20 الف طالب. ولوحظت صور العاهل الأردني ولافتات التهنئة والتمنيات بعودته في انحاء المملكة. وكان الملك حسين اكد في مقابلة مع التلفزيون الأردني ليل الجمعة انه شفي بالكامل من مرض سرطان الغدد الليمفوية بعد اربعة اشهر من العلاج في عيادة "مايو كلينيك" في الولاياتالمتحدة. وأوضح انه يشعر بتحسن كبير، مؤكداً انه برئ من اي اثر للخلايا السرطانية بعد خمس جرعات من العلاج الكيماوي. وأضاف ان اطباءه سيجرون له عملية لزرع النخاع الشوكي لضمان عدم عودة الخلايا السرطانية الى جسمه. وأكد وزير الاعلام السيد ناصر جودة ان الملك حسين سيعود الى بلاده في الثلث الاخير من الشهر المقبل، بعد انتهاء كل مراحل العلاج اللازمة