ماذا يمكن أن تفعل جيري هاليويل 26 عاماً عضو فرقة "سبايس غيرلز" السابقة، في عملها الجديد كسفيرة معنوية للأمم المتحدة مطلقة الصلاحية... الإنسانية؟ هي لن تتصدى لقضايا الحرب والسلام في كوسوفو والشرق الأوسط أو الانفجار السكاني في العالم. غير أنها ستقدم تقاريرها إلى الأمين العام للأمم المتحدة كسفيرة مشهورة في الفن تصل إلى أكبر عدد من الناس وتحرّض البنات والشباب والفنانين والفنانات والمطربين والمطربات على دعم المساعدات الإنسانية والصحية إلى المحتاجين. ستتحدث جيري إلى عشاق صوتها وأغانيها في المدارس والمعاهد والسجون وتدعوهم للحفاظ على حياة أفضل. جيري ولدت من أم اسبانية في واتفورد في بريطانيا وترك والدها أمها عندما كانت جيري في التاسعة من عمرها مع شقيقها وشقيقتها. عاشت حياة فقيرة وبائسة في طفولتها. لم تكن تحتفي بأعياد الميلاد ورأس السنة. درست الادب الانكليزي حتى المرحلة الثانوية ثم عملت راقصة في ناد ليلي في مايوركا الاسبانية. تحولت إلى ماكينة اعلانية لمركز رياضي في 1994، ثم ردت على اعلان يطلب مجموعة فتيات للغناء تحولن في ما بعد إلى "سبايس غيرلز"، فملايين الاسطوانات وصرخات المعجبين والمعجبات ولقاء أفراد العائلة المالكة والمشاركة في بطولة أفلام سينمائية واعلانات تلفزيونية وثروة هائلة. في الأشهر الأخيرة اهتمت جيري بالقضايا الروحية ومعنى الحياة، واستشارت أطباء في علم النفس والمنجمين وعلماء بعدما تحولت من مطربة إلى سفيرة أو "ملاك" لعمل الخير باسم الأممالمتحدة. أعلنت جيري في مؤتمر صحافي عقدته في نيويورك الأسبوع الماضي أنها ستروّج لكل ما من شأنه أن يفيد صحة المرأة والتربية والجنس الآمن للوقاية من الأمراض القاتلة عبر العلاقات الجنسية. بدأت تغني وهي في ال 21 من عمرها وتركت فرقة "سبايس غيرلز" وهي في ال 26. أحبت الترف والرفاهية بعدما عاشت حياة فقيرة. وتقول اليوم: "لا يهم كم تملك من المال، إذا كنت وحيداً وتشعر بأنك غير آمن". تبلغ ثروتها 13 مليون جنيه استرليني، وتعيش في بيت مستأجر في هارتفوردشاير. وحلت أخيراً ضيفة على المغني جورج مايكل في منزليه في سان تروبيه وبيفرلي هيلز "وكان جورج ملاكاً معي ولي. قدم لي يد الصداقة والحب والدعم عندما كنت بحاجة إليها. صداقتي معه ليست احتفالية. إنها صداقة حقيقية". كانت تتحدث باسم "سبايس غيرلز" فأصبحت تتحدث باسم الأممالمتحدة. وكانت ترتدي مايوهات وشورتات فأصبحت تلبس الفساتين الكلاسيكية في المهمات الرسمية. وترى أن الناس يقضون أوقاتاً طويلة في بحثهم عن بيت أكثر من الوقت الذي يقضونه في البحث عن شريك أو صديق أو حبيب. السفيرة الجديدة بدت وهي تعطي أول مقابلة تلفزيونية لها مع لاري كينغ في "سي ان ان" الأسبوع الماضي في نيويورك هادئة مع القليل من مستحضرات التجميل، وأعلنت أنها ستساعد النساء في العالم الثالث على منع الحمل. وقالت إنها ستستخدم شهرتها مع ملايين المناصرين لها والمعجبين بها للحفاظ على صحة المرأة وشن حملات واعية ضد سرطان الثدي مع مؤسسات أميركية وأوروبية تنطلق من أن للمعلومات قوة تغييرية للحفاظ على الجنس البشري. وأعلنت "إذا كنت قادرة على انقاذ حياة واحدة فسأفعل". ولم تنس أنها مغنية فوقعت الأسبوع الماضي على اتفاق بمليوني جنيه استرليني لاطلاق ثلاثة ألبومات موسيقية جديدة لها وحدها مع شركة "كريساليس" للاسطوانات ستصبح جاهزة في العام المقبل. في ألبومها الجديد المنتظر تغني جيري لوحدها هي التي تخاف من الوحدة. تطمح إلى الارتباط والانتماء، وتخاف أن لا يفهمها الناس على حقيقتها هي التي حلّت في المرتبة الثلاثين في لائحة أكثر النساء تأثيراً في بريطانيا التي تضم 33 امرأة.