عاشت الاوساط الكروية المصرية أحلى أيامها صيف 1996 عندما وقع حازم إمام نجم الزمالك ومنتخب مصر عقداً للاحتراف في نادي اودينيزي الايطالي.. وتغنت الصحافة المصرية لان حازم كان اول لاعب عربي يحترف في الدوري الايطالي. وقبل شهرين عادت النغمة نفسها بعد احتراف خمسة من لاعبي مصر دفعة واحدة في اندية اوروبية هم سمير كمونة من الاهلي الى كايزرسلوترن الالماني، ونادر السيد من الزمالك الى بروج البلجيكي، وأحمد حسن من الاسماعيلي ومدحت عبدالهادي من الزمالك الى كوجيلي سبور التركي، وعبدالستار صبري من المقاولين العرب الى تيرول النمسوي. واعتقد الكثيرون ان احتراف عشرة لاعبين مصريين في اندية اوروبا كفيل بضمان مكان ثابت لمصر في نهائيات كأس العالم المقبلة 2002، وأن الكرة المصرية وصلت اخيراً الى المرتبة العالمية العليا. ولكن الواهمين أفاقوا على حقيقة مفزعة، هي ان معظم لاعبي مصر من المحترفين في اوروبا صاروا اشباحاً لصورتهم القديمة عندما كانوا في الاندية المصرية، ولم يقدم احدهم شيئاً ملفتاً في مباراتي مصر الوديتين ضد ساحل العاج صفر-صفر في القاهرة وضد استونيا 2-2 في تالين. الاحتراف في اوروبا نعمة كبيرة للاعب العربي ومنتخب بلاده اذا تمكن اللاعب من التأقلم مع الحياة فيها ومع اسلوب التدريب الشاق واذا احتل مكاناً اساسياً في ناديه، وهو امر لم يدركه حتى الآن من لاعبي مصر سوى الثنائي هاني رمزي لعب في نيوشاتيل السويسري ثم فيردر بريمن الالماني ويلعب حالياً لكايزرسلوترن الالماني وياسر رضوان ظهير هانزا روستوك الالماني. ويتحول الاحتراف الى نقمة كبرى تضر باللاعب والمنتخب اذا اصبح اللاعب صديقاً دائماً لمقاعد الاحتياطيين او خارج قائمة الفريق باستمرار. وهو الواقع الذي يعاني منه حازم امام على مدار عامين ونصف العام مع نادي اودينيزي الايطالي، وشاهد الجميع كيف كان مستوى حازم في كأس الامم الافريقية 1998 اقل منه في كأس الامم 1996. واليوم يبحث حازم عن اي طريقة للتخلص من نادي اودينيزي والانتقال الى ناد آخر حتى لو كلفه ذلك خسارة مالية كبيرة. المطلوب ان نعرف كل شيء عن الاحتراف قبل ان نغرق في بحوره الاوروبية العميقة، وعلينا ان نعرف ان مكاناً ثابتاً للاعب الدولي في نادٍ مغمور في مصر افضل الف مرة من مقعد وثير على دكة الاحتياطي في مانشستر يونايتد او ريال مدريد