شهدت جميع الصناديق السعودية التي تستثمر في الاسهم الدولية تراجعاً حاداً في الأداء خلال شهر آب اغسطس الماضي في الوقت الذي سجلت الصناديق الوطنية استقراراً نسبياً يبرز الحصانة التي تتمتع بها سوق الاستثمار المحلية ضد الهزات في الاسواق المالية الدولية. وأشار تقرير أصدره أخيراً "مركز بشر للاستشارات المالية" في الرياض الى ان الاداء السيئ للأسهم الاميركية والاوروبية والازمات الاقتصادية في آسيا وروسيا كان لها تأثير سلبي كبير على اداء جميع الصناديق التي انشأتها المصارف السعودية للاستثمار في الأسهم الدولية. وقال التقرير إن نسبة الانخفاض وصلت الى اكثر من 15 في المئة لبعض مؤشرات الصناديق في الوقت الذي تراجع اداء بعض الصناديق التي تستثمر في الاسهم السعودية بشكل طفيف واستقر البعض الاخر خلال تلك الفترة. وفي مجال الاستثمار في الاسهم الاميركية كان أعلى انخفاض لكل من صندوق "الاسهم" التابع ل "بنك الرياض" وصندوق "الأهلي للأسهم الأميركية" ل "البنك الاهلي التجاري"، إذ انخفض مؤشرهما بنسبة 14.9 و 11.4 في المئة على التوالي، في حين تراجع مؤشر صندوق "اميركا الشمالية" التابع ل "البنك السعودي - الفرنسي" بنسبة 5.6 في المئة في الفترة نفسها. وذكر التقرير أن التأثير كان أكبر على الصناديق في مجال الاستثمار في اوروبا الشرقية، إذ تعرض مؤشر صندوق "أوروبا الشرقية للمستثمر العربي" لانخفاض بلغ نحو 19.5 في المئة. كما تراجع صندوق "الأهلي للأسهم العالمية" بنحو 13.6 في المئة، فيما انخفض مؤشراً صندوق "الاسهم العالمي" ل "البنك السعودي - الفرنسي" وصندوق "الأهلي للأسهم الدولية" ل "البنك الأهلي التجاري" بنسبة 7.9 في المئة و 12.9 في المئة على التوالي. وبالنسبة للصناديق التي تغطي اليابان ودول آسيوية أخرى، فقد تراجعت كذلك بسبب الازمة الاقتصادية وتآثر أسهم تلك الدول بالهزات في الاسواق الدولية. وأشار التقرير الى تراجع بنسبة 15.6 و9.9 في المئة في مؤشري صندوق "مؤشر الأسهم الآسيوية" وصندوق "أسهم جنوب شرق آسيا"، في حين انخفض مؤشر "الصندوق الآسيوي - الباسفيكي" بنسبة 7.1 في المئة. أما الصناديق التي تستثمر في الأسهم السعودية، فقد شهد بعضها استقراراً في حين انخفض مؤشر الصناديق الاخرى بنسب بسيطة على رغم تراجع مؤشر السوق المالية السعودية بأكثر من عشرة في المئة السنة الجارية. وذكر التقرير ان مؤشر صندوق "المستثمر" تراجع بنسبة 0.4 في المئة فقط، فيما انخفض مؤشر صندوق "الرياض" ل "بنك الرياض" بنسبة واحد في المئة في آب اغسطس الماضي. وكان صندوق "المساهم" ل "البنك السعودي - الاميركي" هو الاستثناء الوحيد في تلك الفترة، إذ سجل ارتفاعاً بنسبة 0.1 في المئة. ويشار الى ان معظم المصارف التجارية في السعودية أسست صناديق استثمار لتوسيع نشاطها وزيادة ايراداتها، إذ أن المملكة العربية السعودية لا تسمح للمستثمرين الاجانب بالتداول في الاسهم المحلية في السوق السعودية التي تعد اكبر سوق مالية في الشرق الاوسط من جهة القيمة الرأسمالية البالغة نحو 58 بليون دولار بنهاية شهر أيلول سبتمبر الماضي.