أنقرة، دمشق، القاهرة، لندن - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - وصل وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى الى أنقرة أمس في أحدث محاولة للوساطة في النزاع بين تركيا وسورية. وكان وزير الخارجية التركي اسماعيل جيم في استقبال موسى في المطار. وتوجه الوزيران فوراً الى مقر اقامة جيم الرسمي لبدء المحادثات من دون ان يدليا بأي تصريحات للصحافيين. وتهدد تركيا بالقيام بعمل عسكري ضد سورية متهمة إياها بشن "حرب غير معلنة" عليها عن طريق مساندة الانفصالىين الاكراد الساعين الى الحكم الذاتي في جنوب شرقي تركيا. وتنفي سورية مساندة الاكراد. وقال موسى للصحافيين في القاهرة الليلة قبل الماضية انه سيبحث امكان احياء لجان عسكرية تركية - سورية مشتركة. وقال: "هناك بالفعل عدد من الانشطة ومجموعات العمل التي سبق تشكيلها بين سورية وتركيا عام 1996. وقد توقفت هذه المجموعات عن العمل. وسيجري البحث في أمر هذه اللجان وامكان اعادة تفعيلها". واستبعد عقد اجتماع بين وزير الخارجية السوري ونظيره التركي، بحضور مصر، في الايام المقبلة. وقال مصدر في وزارة الخارجية المصرية ان من المحتمل ان يطير موسى الى دمشق بعد ان يسلم رسالة من الرئيس حسني مبارك الى الرئيس سليمان ديميريل. وكان مبارك زار كلاً من دمشق وانقرة في الاسبوع الماضي. وزار وزير الخارجية السوري فاروق الشرع القاهرة السبت الماضي حاملاً رسالة الى مبارك من الرئيس السوري حافظ الاسد. وكان رئيس الوزراء التركي مسعود يلماز حذر سورية الأحد طالباً منها الكف عن دعم المتمردين الأكراد الأتراك وإلا واجهت عواقب لم يحددها. ونسبت وكالة أنباء الأناضول اليه: "إذا لم تعد سورية الى رشدها فمن واجبنا ان نطيح بعالم سورية. نحن لا نضع أعيننا على أرض أحد ولكنا ملتزمون قلع عين من يضع عينه على أراضينا". وكان يلماز قال الاسبوع الماضي، في اعقاب زيارة مبارك لأنقرة، انه مستعد لإعطاء الديبلوماسية فرصة أخيرة. لكن تصريحاته أول من أمس الأحد بدت أكثر عدائية، اذ انه اتهم سورية مرة أخرى بإيواء زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله اوجلان. وقال: "لو لم تؤو سورية رئيس العصابة ولو لم تنشئ معسكرات وتمولها لما كان في مقدور العصابة الانفصالية مواصلة هذا الطريق". وتابع: "إن واجبنا الأساسي هو اجتثاث هذه العصابة من جذورها ... ونحن عازمون على ذلك وأقسمنا عليه". وفي دمشق، اعربت صحيفة "تشرين" السورية الحكومية الىوم الاثنين عن أملها في ان تحول الجهود التي تبذلها القاهرة دون "تصعيد الاوضاع وتسخينها" بين سورية وتركيا، وفي ان تتحول المناطق الحدودية مع تركيا الى "جسور تفاهم وتعاون". وكتبت "تشرين": "لقد اكدت دمشق رغبتها في عدم التصعيد ورفضت بحزم التهديد والوعيد وابدت استعدادها الكامل لإجراء حوار شامل مع تركيا من أجل حل كل المشكلات العالقة بين البلدين"، مشيرة الى ان هذا الموقف وجد صدى واسعاً "وترحيباً كبيراً لدى الاوساط" العربية والاسلامية. واضافت: "ونأمل ان يجد الصدى نفسه في تركيا مع تأكيد رغبتنا في بناء علاقات حسن جوار معها وتحويل مناطق الحدود الى جسور تفاهم وتعاون لا الى بؤر للتوتر وعدم الاستقرار". و في القاهرة "الحياة" أصدر شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي بياناً أعرب فيه عن "القلق" من التطورات التي يشهدها العالم الاسلامي. ودعا الى انهاء الخلاف التركي- السوري بالحوار.