ولد غريغور غيزي، الرئيس السابق لپ"حزب الاشتراكية الديموقراطية" الالماني، والرئيس الحالي لمجموعته البرلمانية، في برلينالشرقية عام 1948 وتربى ضمن عائلة شيوعية يهودية. وكان والده كلاوس غيزي من رجال الدولة المعروفين في "المانيا الديموقراطية" وتسلم مسؤوليات مختلفة آخرها منصب سكرتير دولة المانيا الديموقراطية لشؤون الأديان. وقبل دراسته المحاماة أنهى غيزي دراسة مهنية لتربية البقر في تعاونية بلانكينفيلده الاشتراكية. وبعد حصوله على شهادة المحاماة عام 1971، عمل في مختلف اقسام القضاء حيث برزت قدراته وشخصيته. في عام 1988 عين رئيساً لهيئة المحامين في برلين وانتخب في أوساط العام نفسه رئيساً لمجلس هيئات المحامين في المانيا الديموقراطية. ولمع اسم غريغور غيزي في السنوات الأخيرة قبل الوحدة في أوساط المعارضين للنظام القائم حيث عمل على الدفاع عنهم امام القضاء. لكن عدداً من منتقدي النظام اتهم غيرزي بعد الوحدة الالمانية بأنه خدعهم، اذ كان يوصل الاخبار التي يؤتمن عليها الى جهاز الپ"شتازي"، أي جهاز الاستخبارات الداخلية. ورغم محاولة أكثر من طرف تأكيد وجود تكليف رسمي له من الپ"شتازي" للتجسس على موكليه فإن مثل هذا الاثبات الدافع لم يظهر بعد بين وثائق الجهاز المصادرة رغم مرور سبع سنوات على الوحدة. وبإمكان مثل هذا الاثبات لو صح إنهاء حياة غيزي السياسية، خاصة وانه يصر باستمرار على نفي الأمر نفياً تاماً. ويصنف المراقبون السياسيون غيزي بأنه اشتراكي معاصر ومنفتح أغلق نهائياً صفحة المانيا الديموقراطية والحزب الاشتراكي الالماني الموحد وإرث أمينه العام المتوفي ايريش هونيكر. واذا كان هذا المثقف، الذي يضع نظارات مدورة تذكر بنظارات برتولد بريشت، "يخيف" كل من يجلس معه على طاولة نقاش بسبب قدرته غير العادية على الاقناع والمحاججة والنقد وتسليط الأضواء على نقاط وزوايا لم تكن تخطر على بال، فهو يعلن باستمرار ان للاشتراكية ينابيع فكرية متعددة، والماركسية هي أحد هذه الينابيع. ومن هنا فهو لا يؤمن بإيديولوجية واحدة ومتكاملة. ويعتبر غيزي الذي كان مجهولاً سياسياً قبل سبع سنين من أهم الشخصيات السياسية المعروفة اليوم في المانيا. وهو يحظى بشعبية واسعة بين النساء بسبب خفة ظله وروح النكتة لديه ووجهه الطفولي البشوش. بعض أعدائه السياسيين يفصل بين شخصه وبين سياسته، والبعض الآخر يعتقد انه موجود في حزبه عن طريق الخطأ، ويدعوه للانتساب الى حزب آخر. وبسبب قناعاته الفكرية والسياسية لا يعلق أهمية على يهوديته ويعتبر انه الماني أولاً وأخيراً. وله ولحزبه مواقف انتقادية شديدة لاسرائيل ودفاع واضح عن حقوق الفلسطينيين والدول العربية.