مقابلة السفير الروسي السابق في الدوحة فلاديمير تيتورينكو في برنامج «رحلة في الذاكرة» على قناة روسيا اليوم، كانت صادمة بكل معنى الكلمة لنا كشعوب عربية وفي الخليج خصوصا، إذ كشف السفير المسكوت عنه في علاقة «الزواج الكاثوليكي» بين النظام القطري وتنظيم الإخوان المسلمين بقيادة يوسف القرضاوي وقيادات إخوانية وصلت إلى قطر في ستينيات القرن الماضي بعد كشف مخططاتها الإرهابية ضد النظام الناصري في تلك الفترة، هذه القيادات حطت رحالها في قطر وبعض دول المنطقة، وكانت قطر بالذات تشكل مجتمعا بسيطا من الناحية التنموية، لاسيما في مجال التعليم، ما جعل تلك القيادات الإخوانية تؤسس التوجه الديني ومناهجه وقيادته التعليمية في قطر، وقد تفاخر القرضاوي في مذكراته أن أربعة من خريجي معهده الديني هم وزراء في الحكومة القطرية، إضافة إلى مئات السفراء القطريين. هذه السيطرة الإخوانية على مفاصل القيادة في حكومة قطر، سببها العلاقات المتينة التي أسستها القيادة الاخوانية التي وصلت مبكرا إلى قطر وعلى رأسها القرضاوي والعسال وصقر وغيرهم مع بعض شيوخ الأسرة الحاكمة. عام 1999 وفي اتفاق لم يعلن عنه، حلّ الإخوان تنظيمهم السياسي في قطر، إذ لم يعد التنظيم بحاجة إلى تنظيم، فقد سيطر وأصبح يشكل جزءاً مهما من بنية النظام القطري، وتكشف ذلك بشكل واضح بعد الانقلاب الذي قاده حمد بن خليفة ضد والده، اذ أصبحت السياسة الخارجية القطرية هي سياسة التنظيم العالمي للإخوان وترديد الشعارات المنادية بالعدالة والحرية وتهيج الشارع العربي ضد قياداتها باسم تسلط وفساد تلك الأنظمة، وتجلت هذه الشعارات في مرحلة الربيع العربي، ومرت هذه الشعارات البراقة على النخب السياسية العربية وركبت موجة الإخوان، ولولا يقظة الشعوب العربية، خصوصا في مصر والسعودية لكان هؤلاء المثقفون والنخب السياسية أول ضحايا الأنظمة الاخوانية الحاكمة في بلادها. البعض تفاجأ مما قاله السفير الروسي السابق عن سيطرة القرضاوي على أهم مفاتيح السلطة وصنع القرار القطري، إذ إنه يتصل ويأمر الديوان الأميري بدعم الاخوان في مصر ودعم بعض أقطاب الثورة السورية بالسلاح، وهو من يقرر ما يذاع في قناة الجزيرة وقد لا يعجبه مستوى بشاعة صور القتل والدمار ويأمر قناة الجزيرة بالمزيد من صور جثث النساء والأطفال حتى يصل الشارع العربي لدرجة الفوضى والتخريب بسبب توجيهات هذا الإرهابي المعتوه. هذا التنظيم مخادع وكاذب، حتى على أربابه من نظام «الحمدين» فهم كما قال السفير الروسي يؤدون وببلاهة أدوارا محددة للتنظيم الاخواني، حتى إذا انتفت الحاجة لهم أطلق عليهم القرضاوي كما يدّعي الشعب القطري ليؤسس دولة عدالته المزعومة. أيها الشعوب.. افيقوا من هذا التضليل الاخواني الطويل الذي لن يستثني أحدا ممن يدعمونه، حتى من يتعاطفون معه ومع شعاراته البراقة التي يرفعها ويغلفها باسم الدين وهم ليسوا من أتباعه، سيتخذهم أداة للوصول للكرسي، والعبرة شاهدة في ما فعل الخميني بالقوي اليسارية وغيرها عندما تربع على عرش إيران. akalalakal@