لم تختلف البرامج التي قُدمت في عدد من مهرجانات عيد الفطر المبارك هذا العام، في مدن المنطقة الشرقية عن الأعوام الماضية، ما دفع بعض من تابعوها إلى وصفها ب «المكررة» و»المنسوخة». فيما تمكنت الفعاليات التي قدمتها «أرامكو السعودية» في الخروج من هذا التصنيف، حتى أن البعض اعتبرها «الأولى على مستوى المملكة». ونافست الواجهات البحرية في مدن الشرقية، مهرجانات العيد التي أقامتها جهات عدة، في استقطاب آلاف الزوار من أهالي المنطقة، والقادمين إليها من خارجها للاستمتاع بالعيد، وتوفير الأجواء المناسبة لقضاء أوقات أطول فيها. واستقبلت الواجهات البحرية في كل من الخبروالدمام، أكبر عدد من الزائرين خلال عطلة عيد الفطر المبارك، من مختلف مناطق المملكة، إضافة إلى مواطني دول مجلس التعاون الخليجي. وتتميز الشرقية بوجود واجهات بحرية، صممت لتحتضن الزائرين والمقيمين فيها على بساط أخضر. فهناك الواجهة البحرية في الدمام، والواجهة البحرية في الخبر، وكورنيش الدمام وجزيرة المرجان، وكورنيش الخبر، إذ أقيمت عليها مشاريع سياحية منوعة، إضافة إلى الخدمات من ملاعب للأطفال، وساحات خضراء، ومطاعم وبوفيهات، ومراكز للتسلية، ومساجد، ودورات مياه، وتوفير متطلبات الترفيه التي تلبي مطالب الزوار، ولأجل ذلك حرصت أمانة الشرقية على الاهتمام في عنصر النظافة في هذه المواقع، وتجهيزها بالأرصفة والإنارة والمياه والخدمات المختلفة. كما روعي زيادة الرقعة الخضراء والأشجار، والشجيرات، والزهور، وممرات المشاة لإبراز الصورة الجمالية للكورنيش، بحيث يليق في وضع المنطقة، ويناسب سمعتها السياحية. كما قامت الأمانة بتجهيز وإعداد المواقع الترفيهية في المنطقة، مثل شاطئ نصف القمر، وشاطئ العزيزية، وتوفير الخدمات اللازمة لهما، والعمالة الدائمة للمتابعة اليومية، ورفع الأوساخ والأوراق يومياً، من أجل راحة مرتادي الشواطئ. وقامت الأمانة بتجهيز جَميع الحدائق في المنطقة، لتكون «متنفساً» لمرتاديها، حيث حققت الأمانة نقلة نوعية في مجال الحدائق العامة في الأحياء السكنية والمواقع العامة، عبر إعادة تأهيلها وتطويرها، أو من طريق إنشاء حدائق وفق طابع «حديث وشمولي وتصاميم متطورة». وتضم مدن الخبروالدمام والظهران وحدها ما يربو على 250 حديقة. وشهدت الحدائق والمنتزهات إقبالاً كبيراً من الأسر، التي حرصت على زيارتها، وقضاء بعضاً من الوقت خلال عطلة عيد الفطر المبارك فيها، دون أي كلل أو ملل وفي ظل توفر كافة المقومات الجاذبة فيها. وعلى مستوى المهرجانات، حظي «عيد أرامكو الثقافي 2011»، بالنصيب الأوفر من عدد الزائرين حيث توافد الآلاف إلى الفعاليات المقامة، التي تقدم جرعات مناسبة من التثقيف والترفية والتعليم، وذلك عبر إقامة البرامج والفعاليات المتجددة، شارك في تقديمها أطفال وشباب وفتيات موهوبون، كل هدفهم «إدخال البهجة والسرور على قلوب العائلات والزوار». ونجح البرنامج الشهير «افتح يا سمسم» في استقطاب الصغار، إذ استمتع المئات من الأطفال، بمجموعة من الأعمال المرئية التعليمية الهادفة، وفعاليات «حية» مع الشخصيتين المشهورتين «بيرت»، و»ايرني»، إضافة إلى مسرح الطفل الارتجالي، الذي يقدم يومياً، وعلى مدار أيام المهرجان، مسابقات وجوائز وأناشيد الأطفال، عبر «مملكة الأطفال»، بشخصياتها الكرتونية، والاستعراضات الكرنفالية، ومسابقات حروف وألوف والألوان، والألعاب الحركية، والعلوم المقرمشة، والعروض التعليمية. كما قدم المهرجان يومياً، تجربة فريدة لتعليم وتدريب الأطفال على الكثير من المبادئ الحياتية واليومية، وذلك بغية غرس مفهوم الاعتماد على الذات، من خلال واحة الطفل ذات العالم الجميل، فكراً ومضموناً، يكون دخول الطفل لهذه الواحة بمفرده، وبانفصال تام عن أسرته، وبمجرد دخوله لخيمة الواحة، يستقبل بابتسامة عريضة من مشرفي ومشرفات الواحة، ويسجل له جواز دخول يسمى «جواز الطفل»، ليبدأ بعدها جولته الأولى على أحد أركان الواحة، حيث يستقبله ركن الإطفائي الصغير، الذي تتمحور فكرته حول تدريب الأطفال على كيفية اتخاذ الإجراءات الصحيحة، في حال اشتعال الحريق في المنزل، وتلافي حدوثه. كما يهدف إلى «رفع مستوى وعي وثقافة الأطفال، تجاه عدد من المخاطر المسببة للحريق التي قد يواجهها في المنزل». وقدم للأطفال عشّاق التحدي ألعاب الفيديو، والبلياردو، ولعبة «الهوكي الهوائي»، وكرة الطاولة، وغيرها من الألعاب، في خيمة «مدينة الألعاب». إضافة إلى ورش العمل الفنية المصاحبة لمعرض «لوحة وفنان»، وهي: ورش زخرفة لمدة خمسة أيام، وورش «منمنمات» التي استمرت خمسة أيام، وورشة «لوحة وفنان»، التي استمرت طيلة أيام المعرض (ثمانية أيام)، وورشة «عمل حر» لمجموعة من الفنانين الرواد، وجدارية شارك في رسمها فنانون لمدة يومين، خامس وسادس أيام العيد، إضافة إلى ورشة «غرافيك» لمدة ثمانية أيام.