قتل امس في سورية 21 شخصاً، بينهم عسكريون وامرأة، في عمليات امنية وهجمات استهدفت المتظاهرين ومشيعي القتلى وحتى باصاً عسكرياً، قبيل يوم من استقبال الرئيس السوري بشار الأسد لرئيس الصليب الاحمر الدولي جاكوب كلينبيرغر الذي يبحث مع المسؤولين السوريين امكانات مساعدة المعتقلين المناهضين للنظام المطالبين بتحسين الظروف السياسية ورحيل الرئيس. وتستعد سورية الاسبوع الجاري لاستقبال الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الذي يزور دمشق، التي قبلت استقباله، لابلاغها «القلق العربي مما يجري». وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان الدول الناشئة الخمس في مجموعة «بريك» تعارض تكرار السيناريو الليبي في سورية ما فُسر بان روسيا لن توافق على اي قرار في مجلس الامن قد يسمح لاي طرف بشن غارات على سورية او القيام بعمليات عسكرية فيها. ميدانيا، وعلى رغم ان حدة التظاهرات كانت اقل من الايام الماضية، افاد ناشطون حقوقيون ان العمليات الأمنية اسفرت عن مقتل 15 مدنياً في مدن ومناطق عدة بينهم من توفوا متاثرين بجراح اصيبوا بها في الايام الماضية. واوضح الناطق الرسمي باسم لجان التنسيق المحلية في سورية عمر ادلبي ان «اربعة شهداء سقطوا في كرناز بالقرب من محردة (في الوسط) وقتل سبعة اشخاص في ريف ادلب (شمال غربي) برصاص قوات الامن اثناء عمليات امنية كما قتل شخص عندما اطلق رجال الامن النار على حافلة في مدينة ادلب». واستهدفت العمليات الامنية في تلك المنطقة البحث عن المدعي العام لمدينة حماة عدنان بكور الذي اعلن استقالته الخميس من منصبه عبر شريط مصور احتجاجاً على اعمال القمع. وافاد اتحاد تنسيقيات الثورة السورية ان «قوات الامن، مدعومة بقوات الجيش، داهمت بلدة خان شيخون وحاصرت المستشفيات لمنع وصول الجرحى اليها لمعالجتهم». ونقلت وكالة الانباء الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري قوله ان «مجموعة ارهابية» مسلحة «فتحت نيران اسلحتها الرشاشة على باص كان يقل عددا من الضباط وصف الضباط والعاملين المدنيين بالقرب من محردة (وسط)». واضاف المصدر ان الكمين اسفر عن «استشهاد ضابط وخمسة ضباط صف وثلاثة موظفين مدنيين واصابة 17 آخرين بجروح مختلفة بعضها خطرة». وكانت «سانا» اعلنت مساء الجمعة ان «مجموعة ارهابية مسلحة» خطفت النقيب وائل العلي من قوى الامن الداخلي فى خان شيخون بمحافظة واقتادته الى جهة مجهولة». وفي حمص، ذكر ان «15 شخصا اصيبوا صباح الاحد بجروح اثر اطلاق رصاص كثيف خلال عمليات امنية وعسكرية مستمرة منذ مساء السبب في البساتين غرب حي بابا عمرو»، مشيرا الى ان» جروح أربعة منهم خطرة». واعلنت روسيا امس وعلى لسان وزير خارجيتها، وفي حضور نظيره البرازيلي انطونيو باتريوتا، «ان الدول الناشئة الخمس وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا، تعارض اي عمليات تشبه ما جرى في ليبيا. واعلن الامين العام للجامعة العربية في مؤتمر صحافي امس انه سيزور دمشق «غالباً هذا الاسبوع» بعدما تلقى موافقة دمشق على الطلب الذي تقدم به بناء على تكليف من وزراء الخارجية العرب. وكان وزراء الخارجية العرب «طلبوا»، في ختام اجتماع طارئ في 28 اب (اغسطس) الماضي في القاهرة «من الامين العام القيام بمهمة عاجلة الى دمشق ونقل المبادرة العربية لحل الازمة الى القيادة السورية». واكد ديبلوماسي عربي رفيع ان المبادرة التي يحملها الامين العام للجامعة «لا تخرج عن مطالب المجتمع الدولي وتدعو الى وقف العمليات العسكرية واطلاق سراح المعتقلين وبدء اجراءات الاصلاح السياسي». وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم استقبل امس رئيس الصليب الاحمر الدولي وابلغه بتطورات ما يجري وتحدث امامه عن «جهود السلطات لاعادة الامن والاستقرار الى البلاد وتعزيز مسيرة الاصلاحات التي اعلنت». ولم يصدر اي تعليق من الصليب الاحمر على ما نسبته وكالة «سانا» الى كلينبرغر الذي ابدى «ارتياح اللجنة الدولية للاجراءات التي تقوم بها القيادة السورية في تحمل مسؤولياتها للدفاع عن حياة مواطنيها وما ابدته من تسهيلات كبيرة خلال زيارة وفد اللجنة الدولية إلى سورية».