انتقلت «حرب الأنفاق» بين قوات النظام السوري ومقاتلي المعارضة إلى حي جوبر في شرق دمشق، حيث اخترق معارضون ضمن «معركة كسر الأسوار» عن العاصمة عدداً من الأنفاق التي جهزها الجيش الحكومي منذ أسابيع. وكان نشطاء ومعارضون أكدوا بنسف مركز لقوات النظام في حي جوبر عبر حفر نفق، ما أدى إلى مقتل نحو 40 عنصراً من القوات الحكومية قبل يومين. في المقابل، أفاد موقع «كلنا شركاء» المعارض، أمس أنه جرى «اكتشاف عدد من الأنفاق شرق دمشق، وتبين أنه تم تجهيزها بمستلزمات الإنارة. وكانت حفرت بحفارات كهربائية تبدأ بحفرة عميقة تصل لحد أدنى عشرة أمتار وتتشعب بطرق وفروع تحت الأرض. وهي تحمل طابعاً احترافياً إذ وصل الحفر لأغلب مقرات الجيش الحر في المنطقة وكادت أن تنتهي من تجهيزها» قبل اختراقها من المعارضين. وكانت «فرانس برس» تحدثت عن غرف مراقبة للأنفاق وضعت فيها أجهزة كومبيوتر وشاشات متصلة بكاميرات منصوبة في الأنفاق التي حفرتها القوات النظامية. وشرح أحد العسكريين أن المعارك في حي جوبر يقسم إلى قسمين: أولهما «حرب ناعمة» تدور فوق الأرض وتشمل نشر كل طرف قناصة تابعين له في مبان تبعد عن بعضها أمتاراً قليلة أحياناً. وتترافق المعارك مع قصف من الطرفين واستخدام النظام للطيران الحربي. لكن «الحرب الفعلية» تدور تحت الأرض، حيث توجد مدينتان: واحدة فوق الأرض، وأخرى سفلية وهي أكثر واقعية من الأولى. ولتفادي نيران القناصة، حفرت أنفاق ضيقة وضعت فيها مصابيح إضاءة. والطبقة السفلية الأولى من الأنفاق مخصصة للإمداد، والثانية للتواصل بين المواقع، والثالثة لإجلاء الجرحى. أما الطبقة الأخيرة التي قد يصل عمقها إلى 12 متراً، فتكون مفخخة. وتتفادى قوات النظام ومقاتلي المعارضة حفر الأنفاق في مستوى واحد، إذ إن ذلك يجعل عملية كشفها سهلة. إلا أن عملية «كسر الأسوار» التي تبناها «جيش الإسلام» و «تجمع جند دمشق»، كانت عملية استباقية لكشف هذه الأنفاق السرية والعميقة التي حفرت بصمت من دون أن يعلم عنها الثوار. ونقل «كلنا شركاء» عن القائد الميداني أبو عمار القيادي في «جند دمشق» قوله إنه بعد فشل قوات النظام من اقتحام حي جوبر الدمشقي بدأ بنقل فكرة الأنفاق التي بدأ بها الثوار منذ أكثر من سنة التي أدت لتفجير عشرات المباني ومقتل المئات من عناصر النظام». وقال ناطق باسم «جيش الإسلام» إن الأنفاق التي تم اكتشافها كانت جهزت في الكامل ل «تفجير واقتحام مقرات الثوار في حي جوبر الدمشقي. النظام أعلن أن منطقة العباسيين منطقة عسكرية وبدأ بحفر الأنفاق تجاه حي جوبر الدمشقي بعد عدم قدرته على اقتحام جوبر بطريقة القتال المباشر وبدأنا بسماع صوت الحفريات من حوالي شهر كامل». كما انتقلت «حرب الأنفاق» إلى بلدة المليحة شرق دمشق التي يحاول النظام مدعوماً بميلشيات شيعية السيطرة عليها منذ أكثر من شهرين وإلى مدينة داريا جنوب غربي العاصمة. وفيما يستخدم النظام وسائل حديثة وأدوات كهربائية بحماية الطيران، أفاد «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أن «الثوار يقضون شهوراً لإنجاز الحفر والوصول إلى النقطة المستهدفة وهم يستخدمون وسائلهم البدائية ويتغلبون على نقص الأوكسيجين والعتمة أيضاً بالوسائل المتاحة، ويحدث أحياناً أن يتم اكتشاف النفق قبل إتمامه، وتكون النتيجة تفجيره وضياع شهور من التعب». وتمكن مقاتلو المعارضة من حفر أنفاق يبلغ طول بعضها إلى نحو كيلومتر لنسف مقرات لقوات النظام في ريف ادلب شمال غربي البلاد وحلب في شمال البلاد.