أظهرت دراسة حديثة نشرت نتائجها في الولاياتالمتحدة أن طريقة المراهنة أو الإستثمار التي يعتمدها أي شخص تحددها جزئيا تغيرات جينية محددة تعمل على تعديل مستويات "الدوبامين" في الدماغ، وهي ناقلات عصبية مرتبطة بالسعي الى الكسب والبحث عن اللذة. وفي حين بينت أبحاث أخرى أهمية هذه المادة الموجودة في الدماغ في التفاعلات الإجتماعية، فإن هذه الدراسة هي الأولى التي تظهر وجود صلة بين جينات محددة تملي طريقة عمل هذا الهرمون العصبي الذي ينتجه لب الدماغ (المهاد). واستعان باحثون من جامعتي كاليفورنيا في بيركلي وايلينوي في أوربانا ب127 طالباً في الجامعة الوطنية في سنغافورة لديهم جميعا تسلسلاً في مجموعهم المورثي يتركز على 700 الف تعديل جيني. وركز الباحثون على 143 من هذه التعديلات تشمل 12 جينة مسؤولة عن ضبط مستويات "الدوبامين". ويشارك بعض هذه الجينات في ضبط هذا الهرمون العصبي في قشرة الفص الجبهي، في حين أن الجينات الأخرى تتولى ضبطها في المخطط، وهو تكوين عصبي موجود تحت قشرة الدماغ. وشارك الطلاب في ألعاب على أجهزة الكمبيوتر في مواجهة منافسين مجهولين وتم إخضاع أدمغتهم في هذا الوقت لتصوير بالرنين المغناطيسي. وتبين أن الأشخاص الذين أظهروا أفضل أداء على مستوى توقع تحركات منافسيهم والرد عليها أو قراءة أفكارهم، كانوا أولئك الذين لديهم التعديلات الجينية نفسها في ثلاث جينات تؤثر على وظائف "الدوبامين" في بعض أجزاء قشرة الفص الجبهي. أما المشاركون الذين أظهروا أداء ممتازاً على صعيد التعلم من أخطائهم، فكان لديهم تعديلات في جينتين تعملان على "الدوبامين" في منطقة المخطط في الدماغ. وخلص معدو الدراسة التي نشرت نتائجها في تقارير "الأكاديمية الاميركية للعلوم" الى أن "نتائجنا تؤكد على دور الأليات الجينية للدوبامين المسؤولة عن مروحة واسعة من عمليات اتخاذ القرارات". ولفت الباحثون الى أن هذا الوضع يمكن تطبيقه على نطاق واسع في عالم الأعمال، كما الحال مثلا في إمكان تشكيل فرق من الموظفين القادرين على التفكير بطرق أكثر استراتيجية. كما من شأن هذه الابحاث أن تبدل طريقة فهم الأمراض المرتبطة بالخلل في انتاج الدوبامين"، مثل مرض الفصام أو اضطرابات التفاعل الاجتماعي كالتوحد على سبيل المثال.