المهرجان الدولي لفيلم الهواة في قليبية تظاهرة ثقافية تنظمها الجامعة التونسية للسينمائيين الهواة بالتعاون مع وزارة الثقافة، وينتظم المهرجان صيف كل عام بمدينة قليبية الساحلية. هذا العام ونظراً للظروف الخاصة التي تمرّ بها تونس ثمّ لأن شهر آب (أغسطس) تزامن مع شهر الصيام، تقرر تنظيم الدورة السادسة والعشرين بين الثالث والعاشر من سبتمبر(أيلول) الحالي. وينطلق المهرجان من خيارات محددة تتمثّل أساساً في المساهمة في بناء ثقافة وطنية وديموقراطية مع تشجيع الأفلام التي تمثل تراثها الوطني والاجتماعي. والمهرجان يهدف إلى تمكين السينمائيين الهواة من تبادل تجاربهم بخاصة من خلال مناقشة الأفلام المشاركة فيه، وتسهيل اللقاءات بين مختلف مناحي الثقافات الوطنية، والتعريف بأفلام حركات التحرر الوطنية. ويقترح المهرجان سنويّاً عدداً من الفعاليات لعلّ من أهمّها «المسابقة الدولية» وهي مفتوحة لأفلام الهواة وأفلام المعاهد من مقاسات 35مم و16مم وبيتا وديفيكام وميني ديفي على اختلاف مصادرها وأنواعها، على ألاّ تتجاوز مدة عرض الفيلم 30 دقيقة وألاّ يكون قد مضى على إنتاجه سنتان. فضلاً عن «المسابقة الوطنية» والتي تنقسم إلى مسابقة أفلام الهواة والمستقلين ومسابقة أفلام المعاهد وهي مفتوحة للأفلام المنتجة من قبل معاهد السينما التونسية. إلى جانب مسابقة السيناريوات ومسابقة التصوير الشمسي. كما تتضمن فعاليات المهرجان قسم الإعلام وفيه عروض لأفلام خارج المسابقة يقع اختيارها بحسب قيمتها الفنية والجمالية، وموائد مستديرة وندوات ولقاءات، ومناقشة الأفلام المشاركة في المسابقات وورشات تكوينية. ويشارك في المسابقة الدولية هذا العام ما يقرب من أربعين فيلماً من عديد الدول من بينها إسبانيا وموريتانيا وفرنسا وإيطاليا والمغرب والجزائر وإيران وأرلندا ولبنان وفلسطين وتركيا، فتشارك تونس بثمانية أفلام وإسبانيا بثلاثة وأرلندا وإيران بخمسة أفلام لكل منهما وتركيا بسبعة ويشارك لبنان وفلسطين بفيلم وحيد لكل منهما. أمّا في المسابقة الوطنية فتتنافس سبعة أفلام منها خمسة وثائقية وواحد روائي وآخر تجريبي. أمّا مسابقة المدارس فتشارك فيها ستّة أعمال، خمسة روائية واحد تجريبي وكلّها أعمال لمدارس ومعاهد تونسية. ويخصص المهرجان سهرة خاصة بالجامعة التونسية للسينمائيين الهوّاة من خلال عرض شريط «صور متواترة» وهو شريط وثائقي لحبيب المستيري يدوم 87 دقيقة، يغطي السينما الهواية في تونس، ويعود هذا الفيلم بالمتلقّي إلى تاريخ الجامعة التونسية للسينمائيين الهواة وكذلك المهرجان الدولي لفيلم الهواة بقليبية. وهو مشروع استغرق 5 سنوات كاملة من البحث والعمل قبل عرضه بقاعات السينما. استعمل فيه حبيب المستيري مكونات الفيلم الوثائقي بأرشيف الجامعة. ويعرض الفيلم أهم ثلاث مراحل في تاريخ الجامعة استناداً إلى شهادات مميزة لقدماء الجامعة وأصدقائها. ويكرّم المهرجان أب السينما التونسية والإفريقية الراحل الطاهر شريعة الذي توفّته المنيّة يوم 4 تشرين الثاني(نوفمبر) من العام الماضي، ويعتبر شريعة الذي ولد يوم 5 كانون الثاني (يناير) 1927 من أكثر الشخصيات التي أثرت في تاريخ السينما في تونس والقارة الإفريقية. ترأس الجامعة التونسية لنوادي السينما وأصبح مديراً للسينما لوزارة الثقافة بتونس من 1962 إلى 1970. وفي سنة 1966، وهو مؤسس أيام قرطاج السينمائية. وكان المهرجان قرر تخصيص فقرة من المهرجان لتكريم سينما بلد معين، وشاءت الأحداث التي تواترت على المنطقة العربية أن تكون مصر أول المكرمين، وسيتطرق التكريم إلى السينما المصرية قبل الثورة وبعدها، مع الحديث عن وضعية السينمائيين المصريين الذين ناضلوا خلال فترة النظام السابق والآفاق الجديدة التي منحتها لهم الثورة. وككل دورة، يخصص المهرجان سهرة خاصة للتذكير بالقضية الفلسطينية والدعوة إلى التضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض في كل يوم إلى الظلم والقمع ويحرم من أبسط حقوقه وحرياته. وسيتضمّن هذا العرض الخاص بعض الأفلام المتضامنة مع هذه القضية وبحضور ضيوفنا من فلسطين. هذا ويبرمج المهرجان عدداً من اللقاءات من بينها موعد مع حسن كاسي كوياتي وهو ممثل وموسيقي وراقص من بوركينا فاسو، ويقدم خلال اللقاء تجربته التي تشمل العديد من الفنون (المسرح، السينما، الموسيقى، الرقص...). هذا إلى جانب لقاء حول «ثقافات المقاومة»، وهو لقاء يمتد على جزأين للحديث عن مكانة الثقافة كطريقة للمقاومة في جميع أنحاء العالم استناداً إلى تجاربهم الشخصية. فضلاً عن لقاء «السينما المصرية قبل وبعد الثورة» ولقاء خاص بالجامعة التونسية للسينمائيين الهواة والمهرجان الدولي لفيلم الهواة بقليبية.