قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الإيرانية أمس، أن أمن السعودية من أمن إيران، وشدد على أنها تنشد دائماً الاستقرار والهدوء والازدهار للمملكة، وذلك رداً على حديث النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز عن الاضطرابات التي تحيط بالمملكة من بينها مشكلات إيران واستهدافها للمملكة. وأشار المصدر بحسب وكالة أنباء «مهر» الإيرانية إلى أن طهران تنشد على الدوام الاستقرار والهدوء والازدهار للسعودية، وانه لا يوجد شيء اسمه مشكلات تستهدف السعودية». وأوضح الكاتب الصحافي الدكتور خالد الدخيل ل «الحياة» أن دعم إيران وتأيدها للمبدأ الطائفي في المنطقة، يعد بحد ذاته تهديداً للدول، ومصدر التهديد الإيراني يأتي من الطبيعة الطائفية من النظام التي لا تقيم علاقات وطنية، مشيراً إلى أن هذا الرد على لسان مصدر مسؤول متوقع من الإيرانيين. وقال الدخيل: «إن إيران لا تتصرف على أنها دولة وطنية، وإنما دولة الشيعة في العالم، ولها تحالفات في المنطقة كما في العراق والبحرين وفلسطين وغيرها». ولفت الكاتب الصحافي إلى أن السعودية تقع في قلب العاصفة مثل ما قال الأمير نايف بن عبدالعزيز في حديثه إبان لقائه أهالي منطقة مكةالمكرمة في منزل عبدالرحمن فقيه الأحد الماضي، وتساءل الدخيل هل تتصرف السعودية في سياستها الخارجية انطلاقاً من هذه الحقيقة أولاً. فيما أوضح عضو اللجنة الخارجية في مجلس الشورى الدكتور عبدالله العسكر ل«الحياة» أنه منذ مدة طويلة، والجمهورية الإيرانية ترتكب أخطاء في سياستها الخارجية ومحيطها الإقليمي، وبالتالي من يرتكب الأخطاء ستكون ردوده متعارضة وانفعالية في الوقت نفسه. وقال الدكتور العسكر أن لولا تدخل إيران في شؤون الخليج واللعب في الأوراق التي تمتلكها في المنطقة لما جاء هذا التصريح على لسان مصدر في الخارجية وهو التصريح الذي يعني أن طهران بدأت تحترق أوراقها». وأضاف: «الدليل هو الرد السريع على لسان مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الايرانية رداً على تصريحات الأمير نايف بن عبدالعزيز في مكةالمكرمة، وادعاؤها بالنفي بأن أمن المملكة من أمنها، وكذلك بأنها تعمل على تهدية الأوضاع في المنطقة، وهي حقيقة تضاف إلى الأكاذيب التي دأب عليها المسؤولون الإيرانيون على إطلاقها في وسائل الإعلام الإيرانية، عما يجري في المنطقة». وأشار عضو اللجنة الخارجية في مجلس الشورى إلى معرفتنا بتدخل إيران بشكل سافر عما يحدث في العراق، وبأسلوب سلبي وفي لبنان وفلسطين واليمن والبحرين، وتحاول أن تزعزع في المنطقة، وتضع لها قدماً في المنطقة، وتريد أن تحول بعض البلدان في المشرق العربي إلى ما عليه الحال. ولفت الدكتور العسكر إلى أن إيران تلعب بديبلوماسية خفية لكنها مكشوفة للقريب والبعيد، حتى أصدقاء إيران، وتريد أن تقوم بمجابهة مع الغرب خصوصاً مع الولاياتالمتحدة الأميركية على سبيل المثال. وأضاف: «تريد أن تقوم دول منطقة الشرق الأوسط بالدور مع الدول الأخرى نيابة عنها، وفي إيران تستفيد منها من دون أن تظهر في الصورة أمام الجميع، ولكن السعودية خصوصاً والدول العربية عموماً يعلمون هذه المخططات منذ أزمنة بعيدة». وكان النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، قال في لقاء مع أعيان مكة ومسؤولين ورجال مال وأعمال وإعلام: «الشرور محيطة بنا في كل مكان، والاضطرابات تعرفونها في عدد من الدول العربية وفي أجزاء من العالم، فنحن محاطون بمشكلات العراق من الشمال، واليمن من الجنوب، ومشكلات إيران واستهدافها المملكة، ومشكلات أفريقيا من الغرب، لكن مع هذا كله أنتم أبناء الوطن وتعيشون الواقع».