أبدى بعض الخريجين الجدد المتقدمين للمقابلات الشخصية في إدارات التعليم المختلفة للترشح للوظائف التعليمية خوفهم وقلقهم من وجود شروط أو مواصفات تعجيزية في تلك المقابلات، وعدم وضوح الرؤية أمامهم في حال لم يتجاوزوها. في حين أكد بعض مديري إدارات التربية والتعليم عدم وجود أي تعقيد في المقابلة الشخصية، مشيرين إلى أن الخريجين سيتم توزيعهم على الإدارات بحسب الحاجة. وقال المتقدم أحمد القاضي: «أحمل بكالوريوس تربية خاصة في تخصص صعوبات التعلم، وتقدمت عبر برنامج جدارة على الموقع الإلكتروني لوزارة الخدمة المدنية لتعبئة البيانات والرغبات، ولكن ما يشغل تفكيري هو نوع المقابلة الشخصية، وكيف ستتم؟ وهل ستخرج عما تعلمته؟ خصوصاً أنني تجاوزت اختبار القياس للمعلمين، وأن المقابلة هي التي ستحدد مصيري»، بينما قال الخريج سليمان السبيعي: «تخرجت في كلية المعلمين، تخصص رياضيات، وتقدمت إلى وظائف وزارة الخدمة المدنية منذ شهر شعبان، واستعددت لإجراء المقابلة الشخصية التي تثير قلقي، خصوصاً أننا لا نعلم هل سننتظر إلى العام المقبل أم لا إذا لم نتجاوز تلك المقابلة»، بينما أشارت خريجة قسم التربية الخاصة مها العتيبي إلى أنها تقدمت بطلب إلى وزارة الخدمة المدنية، موضحة أن الإجراءات كانت جديدة من نوعها وغير متوقعة، عبر التواصل بالرسائل على الجوال أو البريد الإلكتروني. وأوضح مساعد المدير العام للشؤون المدرسية بإدارة التربية والتعليم في منطقة الرياض سليمان المقوشي ل«الحياة»، أن حاجة الإدارة إلى الخريجين الجدد المتقدمين على سلك التعليم 900 خريج جديد في جميع التخصصات التربوية والعلمية، وأن دور الإدارة مقتصر على إجراء المقابلات الشخصية فقط، ودور وزارة الخدمة المدنية الفرز بحسب المفاضلات لمن تنطبق عليهم الشروط والضوابط ثم تقوم بعدها بإرسال الأسماء إلى وزارة التربية والتعليم، مشيراً إلى أن مباشراتهم تأتي من وزارة التربية، وأن الخريجين المعينين في منطقة الرياض سيتم توزيعهم على المحافظات التابعة بحسب الحاجة المطلوبة، وأن هناك دورات تأهيلية لهم لمدة أسبوع بهدف زيادة ثقافتهم وتأهيلهم تربوياً وعلمياً. من جهته، ذكر المدير العام للتربية والتعليم في محافظة الغاط الدكتور يحيى البشري أن هناك ضوابط وشروطاً أثناء المقابلات الشخصية لمعرفة قدرة الخريج المرشح اللغوية، وتمكنه من إدارة الحوار، وقدرته على أن يكون موجهاً وقدوة للطلاب، إضافة إلى التأكد من سلامة الحواس وتقبل الملاحظات والثقافة العامة، لافتاً إلى أن وزارة التربية والتعليم خصصت لإدارة تعليم محافظة الغاط كل التخصصات التي يوجد فيها عجز مثل الرياضيات واللغة الإنكليزية والتربية الدينية؛ «حتى تستطيع المدارس أن تؤدي عملها بكل يسر». ولفت مدير التربية والتعليم في محافظة المجمعة الدكتور موسى العويس إلى أن جميع ما تضعه الجهات المسؤولة من ضوابط مهنية ليس إجراءات أو شروطاً تعجيزية، بل لتحري مواطن الجودة والعدالة وقوة التأهيل، وأن سبب التركيز على سلامة الفكر والحواس ما طرأ من تطور كبير في مجال التقنيات، مشيراً إلى أن هذه الأعداد الكبيرة التي سيتم توجيهها إلى الميدان ستسهم في استفادة الميدان من المجالات الأخرى المساندة للتدريس كالمرشدين وأمناء مصادر التعلم ورواد النشاط. من جانبه، قال مدير تعليم القريات سالم الدوسري: «بالنسبة إلى الضوابط والشروط التي تعمل بها إدارة التربية والتعليم في القريات هي الضوابط والشروط المبلغة من وزارة التربية والتعليم ووزارة الخدمة المدنية، ودورنا هو التحقق من إثبات الإقامة للمرشحات، وكذلك إجراء المقابلات الشخصية لهن، وجميع التخصصات تم الإعلان عنها، ويتفاوت الاحتياج في كل تخصص؛ إذ ستكون مباشرة الخريجين الجدد بعد موافقة ديوان الخدمة المدنية ووزارة التربية والتعليم ضمن قرار موحد». وأضاف أن قسم الإشراف التربوي بالتعاون مع قسم شؤون المعلمين والمعلمات أعد برنامجاً للاحتفاء بالمعلم الجديد لتقديم الرعاية الكافية له من خلال صقل مواهبه وإبداعاته داخل الصف الدراسي والمدرسة وكذلك المجتمع المحيط بالمدرسة، مضيفاً أن البرنامج يشمل تدريب المعلم على طريقة التدريس الحديثة التي تكفل التعلم بكل يسر وسهولة؛ ليحصل بعد البرنامج التدريبي على حقيبة تحوي أحدث استراتيجيات التعلم، إضافة إلى استمرار الدورات التدريبية في كل مناشط التربية والتعليم. وكانت وزارة الخدمة المدنية قد أعلنت أسماء 11052 مواطناً تقدموا للمفاضلة التعليمية عبر «برنامج جدارة»، واجتازوا اختبار القياس، مشيرة إلى أنهم يمثلون الدفعة الأولى ممن سيشغلون ال52 ألف وظيفة التي وجه بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وأضافت أنها زودت نظيرتها وزارة التربية والتعليم ببياناتهم ويتعين عليهم متابعة ما ستحدده وزارة التربية والتعليم حول مكان وزمان المقابلة الشخصية واستكمال بقية الإجراءات.