لندن – رويترز، أ ف ب، يو بي آي – في ثاني ليلة من العنف الأكبر منذ سنوات في العاصمة البريطانية لندن، نهب مشاغبون وصفهم كيت مالتهاوس، نائب رئيس بلدية لندن، بأنهم «مجموعة صغيرة من المجرمين، وبعضهم ينتمي الى عصابات محترفة، يتحركون بدافع الطمع وليس بسبب مخاوف من سلوك الشرطة أو لإبداء خشيتهم من مشاكل اجتماعية»، متاجر احدها متجر «كاريز» للأجهزة الكهربائية والالكترونية في منطقة بريكستون، واخرى في منطقة اوكسفورد سيركس السياحية المهمة وسط العاصمة، كما هاجموا شرطيين بمقذوفات مختلفة. وجرح 9 اشخاص من قوات الأمن في شمال العاصمة وشرقها وجنوبها، لكن نطاق الخسائر تقلص من تلك التي شهدها حي توتنهام شمال العاصمة ليل السبت - الاحد. وأعلنت الشرطة احتجاز اكثر من مئة شخص اضيفوا الى 61 آخرين اوقفوا ليل السبت والأحد، حين اندلعت الاضطرابات في اعقاب تظاهرة سلمية احتجاجاً على مقتل مارك دوغان (29 سنة)، وهو أب لأربعة ابناء، برصاص اطلقته الشرطة لدى محاولتها اعتقاله في توتنهام الخميس الماضي. وهي فتحت تحقيقاً واسعاً في هذه الواقعة يشمل الاستماع الى افادات شهود ومراجعة ساعات من صور التقطتها كاميرات تلفزيون تنتشر عادة في شوارع بريطانيا. كما نشرت قوات اضافية في الاحياء، مؤكدة نقل ثلاثة من رجالها الى المستشفى لتلقي العلاج بعدما حاول سائق دهسهم بسيارته. وأعلن النائب ديفيد لامي ان معتقلين كثيرين قدموا من خارج المنطقة، ونظموا الاضطرابات في مواقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي. وكتب في صحيفة «تايمز»: «لا اسباب عنصرية لأعمال العنف التي هدفت الى مهاجمة مجتمع توتنهام. ولا يجب السماح باستغلال حزن أسرة واحدة لفرض الحزن على آخرين». ولفت دعوة شون دوغان، شقيق القتيل، مارك دوغان الى التزام الهدوء، وقال لشبكة «سكاي» التلفزيونية الاخبارية: «اعرف ان الناس تشعر بالاحباط والغضب، لكنني اناشدهم ضبط النفس. لا تحملوا اخي مسؤولية ما يجري الآن». وبخلاف السياسيين ومسؤولي يعزو السكان أعمال العنف إلى توترات محلية والغضب من الصعوبات المختلفة، علماً ان لندن شهدت العام الماضي تحول احتجاجات طالبية وعمالية الى العنف. وقال اوزودينما ويغوي (49 سنة)، وهو عامل تنظيف استغني عنه أخيراً بسبب اجراءات تقشف: «توتنهام حي محروم. الناس محبطون من البطالة المتفشية ومن ممارسات الشرطة التي تسيء الحكم مسبقاً على الاتراك والسود». اما جايسون فاعتبر اعمال الشغب «صرخة استغاثة»، وقال: «لا عمل لي منذ ان انهيت دراستي، ولا أمل ولا اي شيء. ويتساءلون لماذا تقع الجريمة». وتابع: «نعيش في غيتو من الاحياء المعدمة، حيث لا يهتم احد بأمرنا. اوقفتني الشرطة خارج منزلي بلا سبب. لا توجد وظائف ولا سبيل امامنا للنجاة». وباتت شرطة لندن التي ستتولى حماية دورة الألعاب الأولمبية عام 2012، والتي يتوقع ان تكون اكبر عملية في وقت السلم في تاريخ بريطانيا، تواجه تساؤلات حول كيفية سماحها بتصاعد الاضطرابات، علماً ان ادريان هانستوك، الضابط في شرطة لندن، قال إن «شيئاً لم ينبئ بما سيحدث، ونحن مصدومون من مستوى العنف الذي لا يصدق حيالنا». ووصفت كريستين جونز الناطقة باسم شرطة لندن الوضع بانه «صعب»، وهناك جيوب عنف صغيرة وعمليات نهب وفوضى تجري في احياء عدة». وكانت الليلة الاولى من اعمال العنف شهدت حرق منازل وسيارتين للشرطة وحافلة بطابقين، فضلاً عن نهب متاجر في توتنهام، ما اعاد الى الاذهان صور اعمال شغب شهدتها المنطقة ذاتها عام 1985، واثار مخاوف في مدينة تتأهب لاستضافة الاولمبياد العام المقبل.