موسكو، واشنطن، سيول – ا ب، يو بي أي – راقبت موسكووواشنطن تحضيرات بيونغيانغ لإطلاق صاروخ باليستي يطاول سواحل اميركا. وأكد نائب رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية الجنرال ألكسندر بوروتين أن القوات الروسية تتابع التحضيرات الكورية الشمالية لكنها لا تعرف متى سيحصل الإطلاق. ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الروسية عن بوروتين قوله للصحافيين امس، ان بلاده تراقب الوضع الجوي في منطقة الحدود بين روسيا وكوريا الشمالية وقادرة على اكتشاف أي صاروخ يدخل الأجواء هناك. وقال بوروتين: «من المبكر جداً القول متى ستطلق كوريا الشمالية الصاروخ، هذا الأمر قد يحصل في أي لحظة»، مضيفاً ان «أجهزة المراقبة الروسية في تأهب دائم وسنتمكّن من رصد أي صاروخ بعد ثوانٍ من انطلاقه». وأشار إلى انه إذا أطلق صاروخ فإنه لن يحلق فوق الأراضي الروسية، ولكن في حال اتجه الصاروخ نحو الأراضي الروسية فإن قوات الدفاع الجوي الروسية قادرة على إسقاطه. وكانت صحيفة «يوميوري» اليابانية كشفت الخميس أن كوريا الشمالية تستعدّ لإطلاق صاروخ باليستي طويل المدى باتجاه هاواي في مطلع الشهر المقبل على أبعد تقدير. وقال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس ان الجيش الأميركي يشعر بالقلق من إمكان إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً باتجاه هاواي بعد التقارير التي أفادت بأن بيونغيانغ تستعد لإطلاق صاروخ باليستي باتجاه الولاية الأميركية. وقال في مؤتمر صحافي في وزارة الدفاع (البنتاغون) مساء الخميس انه أعطى توجيهاته لنشر صواريخ «ثاد» الدفاعية في هاواي إضافة إلى جهاز رادار قبالة سواحل الولاية لتوفير الدعم في حال شنت كوريا الشمالية هجوماً صاروخياً. وأشار غيتس إلى ان الجيش الأميركي قلق من قدرة كوريا الشمالية على إطلاق صاروخ باتجاه هاواي، مضيفاً «نحن نراقب عن كثب الوضع في كوريا الشمالية المرتبط بإطلاق الصواريخ». وطمأن إلى ان الولاياتالمتحدة «في وضع جيد إذا دعت الحاجة الى حماية الأرض الأميركية». كذلك اعلن مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية ان الجيش الاميركي يراقب حالياً سفينة كورية شمالية يشتبه في انها تنقل شحنة قد تكون لها علاقة ببرنامجها النووي والصاروخي. وهذه اول سفينة كورية شمالية تخضع لمراقبة عن قرب بعد العقوبات الجديدة التي اتخذتها الاممالمتحدة الاسبوع الماضي بحق بيونغيانغ اثر تجربتها النووية تحت الارض في 25 ايار (مايو) الماضي. واكد المسؤول طالباً عدم ذكر اسمه ان «هناك سفينة تدعى كانغ نام، نراقبها باهتمام منذ عدة ايام». وينص القرار 1874 عن مجلس الأمن الدولي على اقامة نظام تفتيش مشدد للشحنات الجوية والبحرية والبرية المتوجهة الى كوريا الشمالية او القادمة منها حتى وان كانت في عرض البحر وتوسيع الحظر على الاسلحة. وقال قائد اركان الجيوش الاميركية الاميرال مايكل مولن: «اننا ننوي فرض احترام القرار 1874». فشل محادثات الكوريتين على صعيد آخر، فشلت الكوريتان الجنوبية والشمالية في الاتفاق على القضايا الخلافية المتعلقة بمجمّع كيسونغ التجاري المشترك بينهما، إلاّ أنهما تركتا باب المفاوضات مفتوحاً لإجراء لقاء آخر في يوليو (تموز) المقبل. جاء ذلك اثر الجولة الثانية من المباحثات بين الكوريتين في مجمع كيسونغ الصناعي المشترك من أجل بحث عدد من القضايا المتعلقة بتشغيل المجمع. ونقلت وكالة أنباء «يونهاب» في سيول عن رئيس الوفد الكوري الجنوبي كيم يونغ باك لدى عودته إلى بلاده، ان كوريا الشمالية رفضت طلب الوفد الكوري الجنوبي بضرورة إطلاق سراح العامل الكوري الجنوبي الذي ما زال محتجزاً منذ آذار (مارس) الماضي بتهمة «تشهيره» بالنظام الحاكم في الشمال. وأشار كيم إلى أن كوريا الشمالية لم تقدم أية معلومات عن مصير العامل المحتجز كما رفضت طلب سيول نقل رسالة من عائلته. وقال الناطق باسم وزارة التوحيد الكورية الجنوبية تشون هيه سونغ ان الوفدين فشلا في الاتفاق على زيادة أجور العمال ورسوم تأجير الأرض في المجمع القائم في مدينة كيسونغ الحدودية بين الكوريتين بناء على طلب بيونغيانغ. ووصفت سيول مطالب بيونغيانغ بهذا الشأن بأنها «غير مقبولة». وأشار إلى ان الوفد الكوري الجنوبي اقترح القيام بمسح مشترك في مناطق صناعية خارجية مثل فيتنام والصين والولاياتالمتحدة وذلك لتطوير القدرة التنافسية للمجمّع الصناعي. ويأتي عقد هذه المحادثات الكورية المشتركة في وقت تشهد فيه الكوريتان توتراً ملحوظاً على خلفية التجربة النووية الثانية لبيونغيانغ وتشديد العقوبات عليها.