أعد هذه المجموعة من وثائق الأرشيف العثماني للنشر أمناء في قسم الأرشيف العثماني للمديرية العامة لدار المحفوظات التابعة لرئاسة الوزراء في الجمهورية التركية في أنقرة، في مقدمهم أوغور خان دميرباش. ترجمت محتوياتها إلى العربية بواسطة صالح سعداوي ونشرها مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة. وتتعلق تلك الوثائق الإسلامية (إرسيكا) في إستانبول بالأحكام ودفاتر الدولة العثمانية الخاصة بالأراضي التابعة لها والتي هي اليوم جزء من السودان. وبالتالي فإن دفاتر الأرشيف التي تخص هذه المنطقة المهمة واردة في هذا الكتاب، والغاية من نشره هي وضع هذه المراجع الأصلية حول تاريخ السودان في متناول الناطقين بالعربية. ويشتمل الكتاب على تمهيد وفصلين. يتناول التمهيد الأرشيف العثماني وأهميته في كتابة تاريخ الشرق الأوسط الحديث ويتمثل في دفاتر المهمة، ودفاتر الطابو والتحرير أو الدفتر الخاقانى، ودفاتر الرسائل الهمايونية، والسجلات الشرعية، ودفاتر الرؤوس، والوقفيات، ونصوص الفرمانات، والخطوط الهمايونية، والإرادات، ونصوص المعاهدات والاتفاقات، ودفاتر النشان، والمخططات والكروكيات والصور. ويتناول الفصل الأول أساساً إدارة الدولة، والتدابير التي اتخذها العثمانيون ضد الاستعمار في هذه الأراضي، وعلاقات الدولة مع الإمارات المسلمة، وحملة العثمانيين على الهند بهدف حماية حقوق المسلمين في جنوب آسيا على سواحل المحيط الهندي ضد هجمات الإسبانيين والبرتغاليين. بعد هذه الحملة، شن العثمانيون حملة أخرى في وسط النيل لحماية حقوق المسلمين في هذه المنطقة وتأمين جوارها في إفريقيا. وعليه، أقام العثمانيون سنجقاً في قسم من أراضي السودان الحالية ثم حُوِّل بعد مدة قصيرة إلى أيالة عُرفت باسم أيالة الحبش. وتمثلُ الفترة اعتبارًا من عام 1555 حتى أوائل القرن السابع عشر فترة تأسيس هذه الأيالة ومراحل تطورها. وفى 19 كانون الثاني (يناير) 1899 أقام البريطانيون والمصريون إدارة مشتركة في السودان تبعاً لاتفاقية وُقعت بين الجانبين. وتمثل هذه الاتفاقية نهاية السيادة العثمانية على السودان. أما الفصل الثاني من الكتاب فيشتمل على نصوص الوثائق العثمانية المختارة مترجمة إلى العربية، وكشاف عام، وصور من الوثائق الأصلية، وخرائط.