جنيف، داداب (كينيا)، بيكين - رويترز، أ ف ب، يو بي آي - أعلنت الأممالمتحدة أن منطقة جنوب الصومال التي تعاني من تركيبة كارثية من الجفاف والصراع، تتجه الى مجاعة مع تفاقم أزمة الطعام فيها. وتوقع مكتب «تنسيق الشؤون الإنسانية» وهو مظلة للوكالات المختصة بالشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة، في تقرير إلى الدول التي ترسل مساعدات، أن «تتفاقم الأزمة في جنوب الصومال طوال العام الحالي مع سقوط كل مناطق الجنوب في براثن المجاعة». وفي الإطار ذاته، أفادت المؤسسة الخيرية الطبية «أطباء بلا حدود»، بأنها لا تتوقع تراجع عدد حالات سوء التغذية الحاد بين أطفال اللاجئين الصوماليين الفارين من القحط والجفاف حتى سقوط الأمطار المتوقع في تشرين الثاني (نوفمبر). وحتى يحين هذا الموعد، فإن الأحوال الصحية السيئة في مخيم داداب للاجئين في كينيا وهو الأكبر في العالم إذ يتدفق عليه نحو 1300 شخص كل يوم، قد تؤدي الى تفاقم الأزمة. وقال مدير مستشفى «أطباء بلا حدود» في مستوطنة داجاهالي في داداب، محمد جيدي، في تصريح الى وكالة «رويترز»: «في الشهور المقبلة، حتى تشرين الثاني على الأقل إن لم يكن أكثر، نتوقع أن يأتي إلينا مزيد من المرضى». ويأتي اللاجئون الذين يسافر الكثير منهم مئات الكيلومترات على الأقدام في أغلب الأحيان، هرباً من الجفاف الذي أصاب منطقة القرن الأفريقي في الشهور الأخيرة. وأنشئ مخيم داداب لاستيعاب 90 ألف شخص حينما تفجرت الحرب الأهلية في الصومال، لكنه الآن يؤوي أكثر من 400 ألف لاجئ، ما يجعله أكبر مخيم للاجئين في العالم. وفي شمال كينيا الذي يتعرض لموجة الجفاف ذاتها، بدأ الناس يذبحون مواشيهم ليقتاتوا بها قبل أن تنفق بسبب الجفاف. ففي قرية فونانكومبي تعلق رؤوس من الماعز مذبوحة على أشجار كما لو كان سكان هذه القرية الصغيرة في شمال كينيا يتحضرون للاحتفال بحدث هام، إلا أن القرية ليست على موعد مع أي مناسبة خاصة، لكنها بدأت بذبح المواشي منذ أسبوع. وتقول إليما واريو: «من المؤسف أن ينتهي بنا الأمر إلى ذبح المواشي. كنا نفضل أن نراها ترعى وتشرب لكن ما من خيار أمامنا إلا ذبحها». ويؤكد غالغالو واتو وهو أب لسبعة أولاد أنه «أسوأ جفاف شهدناه... فقدنا الأمل بهطول الأمطار»، مشيراً إلى الأدغال الشاسعة والمغبرة التي تحيط بالقرية التي تضم 700 نسمة. ولا تسمح الطبيعة الجافة في هذه المنطقة بزرع الأراضي فيعيش السكان من مواشيهم. ويتابع غالغالو واتو: «خلال مواسم الجفاف الماضية كنا نفقد 20 الى 30 رأس ماشية، لكن بعدها كانت تهطل الأمطار مجدداً ترافقها ولادات. ولم يدم الجفاف يوماً إلى هذا الحد». وهو كان يملك 120 بقرة و80 رأس ماعز و7 حمير كانت تنقل المياه، ولم يبق منها إلا 3 عجول «هي أمله المتبقي»، على حد قوله. وتعيش عائلته حالياً من المساعدة المقدمة من برنامج الأغذية العالمي الذي يوزع في جملة ما يوزع، الحبوب والزيت التي هي بالنسبة إلى غالغالو واتو «غير كافية، لا تسمح إلا بالصمود». لكن ما من خيارات بديلة، فالكثير من السكان يحاول بيع مواشيه بحيث انهارت السوق المحلية. وفي مقاطعة سولولو، انخفضت الأسعار بمعدل الثلثين حتى أن بعض الرعاة يعجز عن بيع مواشيه بأسعار بخسة. وتؤيد المنظمات الإنسانية ذبح المواشي كما أنها تشتري الحيوانات بأسعار قريبة من تلك المعتمدة قبل الأزمة وتوزع اللحوم على الأكثر عوزاً. وأعلنت الصين أنها ستقدّم مساعدة غذائية طارئة بقيمة 14 مليون دولار لدول القرن الأفريقي. ونقلت وكالة «شينخوا» عن الناطق باسم الخارجية ما تشاو شو أن بلاده ستقدّم مساعدة غذائية عاجلة قيمتها الإجمالية 90 مليون يوان (14 مليون دولار) للقرن الأفريقي. وأضاف: «نحن قلقون جداً من انتشار المجاعة في منطقة القرن الأفريقي ونعبّر عن تعاطفنا مع ضحايا الجفاف».