يرى تربويون في مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم (تطوير)، «أجرأ مشروع تربوي تشهده المدارس السعودية منذ عقود، لبناء مجتمع معرفي». ويطبق المشروع الذي يرعاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في 50 مدرسة للبنين والبنات حالياً، بيد أنه سيغطي خلال السنوات المقبلة 30 ألف مدرسة سعودية، يدرس فيها أكثر من خمسة ملايين طالب وطالبة. وأكد وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله، أن الوزارة تسعى إلى «تفعيل مشروع خادم الحرمين لتطوير التعليم». وقال: «إن الوزارة تركز جهودها على تقديم مستوى من التعليم يرقى إلى طموحات الوطن وتطلعات قائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ومشروعه الكبير نحو إنشاء مجتمع معرفي جديد عبر كثير من المشاريع النوعية الحديثة». وأعلنت وزارة التربية والتعليم، عن رفع عدد مدارس المشروع في العام المقبل، من 50 إلى 350 مدرسة، تشمل مراحل التعليم الثلاث الابتدائية والمتوسطة والثانوية، بقسميها للبنين والبنات. وتنتظر أسر أكثر من خمسة ملايين طالب وطالبة استكمال المشروع، ليطبق في 30 ألف مدرسة سعودية خلال السنوات المقبلة. ويهدف المشروع الذي طُبق مطلع العام الدراسي الحالي، إلى «تطوير المناهج التعليمية بمفهومها الشامل، لتستجيب للتطورات العلمية والتقنية الحديثة، وتلبي الحاجات القيمية والمعرفية والمهنية والنفسية والبدنية والعقلية والمعيشية لدى الطالب والطالبة، وإعادة تأهيل المعلمين والمعلمات، وتهيئتهم لأداء مهامّهم التربويّة والتعليميّة، بما يحقّق أهداف المناهج التعليميّة المطوّرة، وتحسين البيئة التعليمية وتأهيلها، وتهيئتها لإدماج التقنية والنموذج الرقمي للمنهج، لتكون بيئة الفصل والمدرسة بيئة محفزة للتعلّم، من أجل تحقيق مستوى أعلى من التحصيل والتدريب، وتعزيز القدرات الذاتية والمهارية والإبداعية، وتنمية المواهب والهوايات وإشباع الرغبات النفسية لدى الطلاب والطالبات، وتعميق المفاهيم والروابط الوطنيّة والاجتماعيّة من خلال الأنشطة غير الصفية بمختلف أنواعها. وأعلن «تطوير»، أن قياس أثر المشروع في المدارس التي تُطبقه «شهد تحسناً ملحوظاً في نتائج التقويم». وأوضحت دراسة حديثة أصدرها المشروع بعنوان «أبرز النتائج الإيجابية في مدارس التطوير»، أن «إدخال مفاهيم جديدة في مدرسة التطوير كان له الأثر الأكبر في توجيه المعلمين والقيادة المدرسية لتكون جهودهم متركزة حول الطالب». وفي مجال النشاط احتلت طالبات المشروع أعلى المراكز في مسابقة بين 24 مشروعاً تم عرضها في مسابقة ابتكارية. وكشف الدراسة، أن «أكثر من 85 في المئة من المدارس أظهرت تحسناً في أداء القيادة التربوية المدرسية. كما نجح عدد من مدارس المشروع في تطبيق مشروع «التعلم عن بُعد»، والذي يهدف إلى ربط ما يتعلمه الطالب في حياته اليومية مع قيم العمل الاجتماعي وتطبيقها. ولاحظ القائمون على المشروع «تنامي استخدام المصادر المعلوماتية من طلاب ومعلمي مدارس «تطوير».